قال بَشّار بن بُرْد :
أَخُوكَ الذي إْن تَدْعُهُ في مُلِمَّةٍ ... يُجِبْكَ، وإنْ عاتَبْتَهُ لانَ جانِبُهْ
إذا كنتُ في كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِباً ... صَدِيقَكَ، لم تَلْقَ الذي لا تُعاتِبُهْ
فعِشْ واِحداً، أو صِلْ أخاك، فإنَّهُ ... مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً ومُجانِبُهْ
إذا أنتَ لم تَشْرَبْ مِراراً على القَذَى... ظَمِئْتَ، وأيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشارِبُهْ
إذا كانَ ذَوَّاقاً أَخُوكَ مِن السُّرَى... مَوَجَّهَةً في كُلِّ فَجٍّ رَكائِبُهْ
فخلِّ له وَجْهَ الطَّرِيقِ، ولا تَكُنْ ... مَطِيَّةً رَحّالٍ كَثِيرٍ مَذاهِبُهْ
وما النّاسُ إلاّ حافِظٌ ومُضَيِّعٌ ... وما العَيْشُ إلاّ ما تَطِيبُ عَواقِبُهْ