السلام عليكم
).
[/b][/color]* تشبيه النّفس بالحيوان الجامح
يشبه علماء الأخلاق النّفس بأنّها حيوان جامح غير مروّض، فكما أنّ الحيوان إذا لم يكن مروضًا يكون مؤذيًا لغيره حيث تراه تارة يضرب بهذا الاتجاه وأخرى بذلك الاتجاه، يكسّر هذا الشيء ويعيب ذاك، وهو مؤذٍ لنفسه أيضًا، إذ ربما ضرب أمرًا حادًّا فآذاه بل ربما قتله.
وهكذا هي النفس غير المروضة والإنسان الذي لم يروّض نفسه، ولم يزكّيها تراه إنسانًا مؤذٍ للآخرين بلسانه وبيده لا يأمن النّاس من شرّه، بل حتى نفسه لا تسلم منه ونتيجة لأعماله هذه، فإنّه يعّرض نفسه لمقت الآخرين، وأذاهم وقد يصل أذاهم للقتل.
* صعوبة التّرويض والجهاد
وترويض النّفس كما هو الحال في جهادها أمر صعب مستصعب، وهو - أي ترويض النفس- خلاف ما تميل إليه النفس البشريّة بطبعها، فكأنّ السالك العامل على ترويض نفسه أشبه شيء بمَن يجدّف مركبه بعكس التيار، ولهذا كان بذل هذا الجهد جهادًا، بل هو جهاد أكبر كما عبَّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حينما خاطب جماعة من أصحابه كانوا في سريَّة وعادوا منتصرين: (مرحبًا بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل له: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟، فقال: جهاد هذه النفس التي يخبر عنها الله جل جلاله بقوله: ﴿وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾. يوسف:53
* صعوبة ولكن ليس استحالة
نعم وإنْ كان إصلاح النّفس أمرًا صعبًا ولكنّه ليس بمستحيل، فقد أعطى الله النفس الإنسانيّة، وألهمها التقوى كما ألهمها فجورها: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾. الشمس:7 -10
جزاك الله خيرا