هل فرعون مات مسلماً ؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل فرعون مات مسلماً ؟!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-30, 18:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
kamel.ch.dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي هل فرعون مات مسلماً ؟!

السؤال: أرى المسلمين دائماً يتحدثون عن قصة فرعون وكيف كان ظالماً. ولكني عندما قرأت سورة يونس بدأت أسأل نفسي.. هل مات فرعون مسلماً؟!! وهل سيدخل الجنة بناءً على ذلك؟!! ففي سورة يونس قال الله "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون بجنوده بغياً وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين..". ألا يعني نطقه للشهادة أنه أصبح مسلماً وأن جميع الذنوب السابقة مغفورة؟ لأن الإسلام يجبّ ما قبله..؟!! فبما أنه نطق الشهادة ثم مات مباشرة بعد نطقه لها فمعنى هذا أنه سيدخل الجنة.. هل فهمي هذا صحيح؟

الجواب :
الحمد لله
لا يختلف المسلمون أن فرعون عاش كافرا ومات كافرا ، وأنه من أشد الناس كفرا ، وأن مصيره إلى النار خالدا مخلدا فيها أبدا .
قال الله تعالى عن فرعون وقومه : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) غافر/45 ، 46 .
وآل فرعون هنا هم فرعون وقومه .
وأما نطق فرعون بالإيمان في آخر لحظات حياته فذلك إيمان في وقت لا ينفع فيه الإيمان ، لأنه بعد نزول العذاب ، وقد قضى الله تعالى أن الإيمان في هذا الوقت لا ينفع صاحبه ، لأنه يكون إيماناً اضطرارياً .
قال الله تعالى : ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) غافر/ 84، 85
قال الطبري رحمه الله :
" يقول تعالى ذكره : فلم يك ينفعهم تصديقهم في الدنيا بتوحيد الله عند معاينة عقابه قد نزل ، وعذابه قد حل ، لأنهم صدقوا حين لا ينفع التصديق مصدقا ، إذ كان قد مضى حكم الله في السابق من علمه ، أن من تاب بعد نزول العذاب من الله على تكذيبه لم تنفعه توبته " . انتهى من"تفسير الطبري" (21 /424) .
وقال السعدي رحمه الله :
" وهذه سنة الله وعادته التي قد خلت في عباده : أن المكذبين حين ينزل بهم بأس الله وعقابه إذا آمنوا ، كان إيمانهم غير صحيح ، ولا منجيا لهم من العذاب ، وذلك لأنه إيمان ضرورة ، قد اضطروا إليه ، وإيمان مشاهدة ، وإنما الإيمان النافع الذي ينجي صاحبه ، هو الإيمان الاختياري ، الذي يكون إيمانا بالغيب ، وذلك قبل وجود قرائن العذاب ". انتهى من "تفسير السعدي" (ص 743) .
ويدل على هذا المعنى في قصة فرعون تمام الآيات التي في سورة يونس ، حيث يقول الله تعالى : ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) يونس/ 91، 92
والمعنى : آلآن آمنت حيث لا ينفعك إيمانك ، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن بعدك آية وعبرة يعتبرون بك ، فينزجرون عن معصية الله ، والكفر به والسعي في أرضه بالفساد .
وانظر : "تفسير الطبري" (15 /194) .
وقد روى الترمذي وحسنه (3107) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ قَالَ : آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ . فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ – يعني طينه - فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ ) وصححه الألباني .
فهذا فعل جبريل مع فرعون ، خشي أن تدركه رحمة الله عز وجل ، فكان يضع من طين البحر في فمه حتى يسكت ولا يستطيع النطق بالإيمان .
وقد قال الله تعالى : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) النساء/ 17، 18 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَأَمَّا مَنْ تَابَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ فَهَذَا كَفِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ : أَنَا اللَّهُ ( حَتَّى إذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) قَالَ اللَّهُ : ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ بَيَّنَ بِهِ أَنَّ هَذِهِ التَّوْبَةَ لَيْسَتْ هِيَ التَّوْبَةُ الْمَقْبُولَةُ الْمَأْمُورُ بِهَا ؛ فَإِنَّ اسْتِفْهَامَ الْإِنْكَارِ : إمَّا بِمَعْنَى النَّفْيِ إذَا قَابَلَ الْإِخْبَارَ وَإِمَّا بِمَعْنَى الذَّمِّ وَالنَّهْيِ إذَا قَابَلَ الْإِنْشَاءَ وَهَذَا مِنْ هَذَا ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (18 /190) .
وقال ايضاً :
" هؤلاء الاتحادية من أتباع صاحب "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" ونحوهم هم الذين يعظمون فرعون ، ويدعون أنه مات مؤمنا ، وأن تغريقه كان بمنزلة غسل الكافر إذا أسلم ، ويقولون : ليس في القرآن ما يدل على كفره ، ويحتجون على إيمانه بقوله : ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )
وتمام القصة تبين ضلالهم ، فإنه قال سبحانه : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) وهذا استفهام إنكار وذم ، ولو كان إيمانه صحيحا مقبولا لما قيل له ذلك .
وقد قال موسى عليه السلام : ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) يونس/ 88 . قال الله تعالى : ( قد أجيبت دعوتكما ) ، فاستجاب الله دعوة موسى وهارون ، فإن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن أن فرعون وملأه لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم .
ثم إنه سبحانه وتعالى قال بعد قوله : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) فجعله الله تعالى عبرة وعلامة لمن يكون بعده من الأمم لينظروا عاقبة من كفر بالله تعالى ، ولهذا ذكر الله تعالى الاعتبار بقصة فرعون وقومه في غير موضع .
ثم إن الله تعالى أخبر عن فرعون بأعظم أنواع الكفر : من جحود الخالق ، ودعواه الإلهية ، وتكذيب من يقر بالخالق سبحانه ، ومن تكذيب الرسول ووصفه بالجنون والسحر وغير ذلك ......
وفرعون هو أكثر الكفار ذكرا في القرآن ، وهو لا يذكره سبحانه إلا بالذم والتقبيح واللعن ، ولم يذكره بخير قط .
وهؤلاء الملاحدة المنافقون يزعمون أنه مات طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث " . انتهى ملخصا من"جامع الرسائل" (1 /207-212) .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (14/126) :
" لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي عَدَمِ قَبُول تَوْبَةِ الْكَافِرِ بِإِسْلاَمِهِ فِي حَالَةِ الْيَأْسِ ؛ بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى
حِكَايَةً عَنْ حَال فِرْعَوْنَ : ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَال آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الآْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْل وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) " انتهى .
والخلاصة :
أن فرعون مات كافرا ، وقوله لما عاين ملائكة العذاب " آمنت " لا ينفعه ؛ لأنه قاله في حال الضرورة الملجئة ، وحال الغرغرة التي يفوت بها وقت التوبة .
والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب









 


قديم 2011-01-30, 19:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
شرييفوو
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية شرييفوو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/EL-RAH%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-18.png[/IMG]










قديم 2011-02-01, 14:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



















قديم 2011-02-01, 20:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علي الجزائري الحر
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية علي الجزائري الحر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا على الموضوع المميز
جعله الله في موازين حسناتك
اخوك محمد










 

الكلمات الدلالية (Tags)
مصمماً, فرعون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc