ثانـــوية تينــركوك العام التربوي:1431-1432هـ
المستوى:السنة الثالثة آداب و فلسفة 2010-2011م
الفرض الأول للفصل الثاني في مادة اللغة العربية وآدابها
يقول الشاعر أبو القاسم الشابِّي:
1-إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
2-ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
3-ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
(تَبَخَّرَ) في جَوِّها واندَثَرْ
4-إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
5-ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
6-ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
7-وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
8-(أُباركُ) في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَن (يَسْتَلِذُّ)ركوبَ الخطرْ
9-وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
10-هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
11-وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ
12-وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
13-إِذا (طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ)
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
أ-البناء الفكري:07ن
1- إلى من يوجه الشاعرُ خطابَه ؟ وإلام يدعـو؟
2- في رأيك ما دافع الكاتب إلى نظم القصيـدة ؟
3- بم يحقق الطَّموحُ هدفه النبيل في الحياة في رأي الشاعر ، لمـاذا؟
4- على من يعــود ضمير المتكلم في البيتين الثامن و التاسـع ؟
5- القارئ للنص يلفي فيه قيمتين الأولى فنية و الثانية اِجتماعية ، تبيَّن هذين القيمتين مع التعليل .
ب- البناء اللغوي: 09ن
1-اِستخرج من النص ستة ألفاظ تنطوي تحت المعجم الطبيعي،وعلام يدل هذا الاحتفال بالألفاظ الطبيعية في النص؟
2- حدد قرينتين لغويتين متباينتين اعتمدهما الشاعر في الربط بين أبياته.
3-أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمـل .
4-عيِّن المسنـد و المسنـد إليه في قــــوله : " رَكِبتُ المنى ".
5-استخرج الصورة البيانية الواردة في صدر البيت السابع مبيّنا نوعها مع شرحها وتبيان أثرها البلاغي.
6- قطِّـــع البيت الأول تقطيعــا عَروضيا ، ثم سمِّ بحره.
جـ-التقويم النقدي :04ن" مما لا مِراء فيه أن الشعراء الرومانسيين حملوا لـواء التجديد في أدبنا الحديث، مخلِّصين إياه من ربقة الأصول التقليدية العتيقة " . المطـلوب:- حدِّد أهم الخصائص الفنية للمذهب الرومانسي مستشهدا من النصّ أعلاه . بالتوفيــق
الحل النموذجي****************************************** **********************
البناء الفكري :07ن
01-إن الشاعر يوجه خطابه إلى أبناء وطنه الشعب التونسي ،إذ كان وقتئذ يعاني من وطأة الاحتلال الغاشم ، وهو يدعوه إلى أن يستيقظ من سباته -شاحذا هممه- و يتوق إلى عالم الحرية و الحياة الكريمة بروح أبية طموحة تناشد الأمل و الحياة و ترفض الانصياع و الخضوع و الذل أمام الطغاة الظالمين .
02-المتأمل للنص يجد أن دافع الشاعر إلى نظم هذه القصيدة هو الوضع التشاؤمي لشعب وطنه المبتلى بالمحتل الذي سلبه الحرية و جعله مسرحا لجرائمه و آثامه حتى ظن هذا الشعب أن لا أمل في طرده فلاذ إلى الركون و التراجع فطفق الشابي ينفخ فيه روح العزة و الشموخ و الحماس ...
03-يرى الشاعر أن الطموح هو ذاك الذي يسعى إلى أربه جاعلا من القدر مطية و من الصعب مقتحما ومن اللهب المستعر بردا و سلاما ، ذلك لأن الذي يأبى المهانة و الاستكانة يجب أن يكون ذا نفس تواقة إلى كل ما هو سام و رفيع فالشرف الرفيع لا يسلم من الأذية حتى يُراق على جوانبه الدم .
04-يعود ضمير المتكلم في البيتين الثامن و التاسع على الأرض ،فقد استنطقها الشاعر سائلا كما باد في البيت السابع.
05-يمكن استخلاص القيمة الفنية للنص من خلال الاتجاه الرومانسي التجديدي، الذي ثار أصحابه على كل ما هو تقليدي كالاهتمام بالنزعة الإنسانية العالمية و كذا الدعوة إلى التفاؤل في الحياة ...، أما القيمة الاجتماعية فتتجلى في كون الشاعر يحمل رسالة سامية يهدف من خلالها إلى خدمة مجتمعه بتقديم البديل بعد تشخيص الداء و مكاشفته وهو ضرب من شحذ الهمم يهدف على دفع الشعوب إلى نبذ العبودية و التطلع شطر التحرر والرقي و السمو...
البناء اللغوي : 09ن
1-من القرائن اللغوية التي استعان بها الشاعر للربط بين أبياته نجد حرف العطف الواو و قد كثر توظيفه لفائدة الربط بين المتعاطفات ، و كذا استناده على أسلوب الشرط في بعض أبيات القصيد ، إذ لمحنا تناسقا بين الشرط و جوابه إذا/مَن.
2-من المفردات ذات الإيماء الطبيعي نجد
الليل –جوها-الشعاب-اللهب-الجبال-الحفر-الأرض-الحجر-الكون...) ،وتوظيف القاموس الطبيعي يشي برومانسية الشابي ،وذاك شأن الرومانسيين المهاجرة الذين استعانوا بمظاهر الطبيعة الغناء لصوغ التجربة الشعرية .
3-الإعراب:
الكلمة إعـــــــــــــــــــــــــــــــرابها
إذا ما إذا : ظرف لما يُستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه في محل نصب مفعول فيه و هو مضاف./ما : زائدة لا محل لها من الإعراب.
المنى مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
4-إعراب الجمل:
(تَبَخَّرَ):جملة فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها واقعة جوابا لشرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا الفجائية .
(أُباركُ):جملة فعلية مقول القول في محل نصب مفعول به.
(يَسْتَلِذُّ):جملة فعلية واقعة صلة موصول لا محل لها من الإعراب.
(طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ):جملة فعلية في محل جر مضاف إليه.
5- المسند :ركب/المسند إليه الفاعل –التاء-.
6-الصورة البيانية هي: وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ : حيث شبه الأرض بعاقل يقوم بعل القول فحذف المشبه به العاقل و ترك أحد قرائنه و كلمة قالت، على سبيل الاستعارة المكنية ، و هي صورة شخصت الجامد فجعلته حيا ينبض بالحياة لأجل ذلك أوصلت المعنى في أبهى صورة وألبست الأسلوب حلة بيانية جمالية رائقة .
7-التقطيع العروضي:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
إذ ششعب يومن أراد لحياة فلا بدد أن يستجيبلقـدر
//0/ 0 / /0/0//0/0//0/ //0 /0//0/0//0/0 //0
فعولن فعـولن فعولن فعولُ فعولن فعولن فعولـن فعل
-القصيدة من بحر المتقارب.
التقويم النقدي:04ن
جدير بالذكر أن نشيد بالجديد الفني للتيار الرومانسي في ادبنا العربي و ذاك بين في النص الذي نحن بصدده ،فقد ترجم الشاعر الشابي خصائص هذا المذهب الذي جعل أدبه ثورة ضد كل قديم مسايرة للعصر الحديث وما جد فيه من ظروف سياسية و اجتماعية ،ويمكننا أن نذكر :-النزعة الإنسانية فهي واضحة من خلال مخاطبة الشاعر للشعب المقهور الذي يئن تحت آلة المحتل الغاصب فهو يستنهض هممه و يدفعه دفعا لانتزاع حقه في الحرية و الانعتاق من القيود .
ينضاف على ذلك توظيف المعجم الطبيعي كقوله: اللهب، الكون، الليل...-و كذا اعتبار الأدب رسالة خادمة للمجتمع تناصر الضعفاء و تحل مشاكلهم السياسية و الاجتماعية –توظيف اللغة السهلة و المفردات ذات الإيحاء و الجرس الموسيقي القوي مثل قوله: المستعر-رن –لهيب...-الاهتمام بالمضمون لا الشكل و التنميق اللفظي –التحليق في سماء الخيال لأنه أدب وجداني عاطفي.