صرخة جامعي بطال

[رامي بوبي]

منذ حوالي خمس سنوات وأنا أتابع وأطارد كل مواقع التوظيف الإفتراضية منها كالأنترنيت والحقيقية منها كمديريات التشغيل والإدرات المحلية وغيرها من الكيانات المعروفة عند العام الخاص .
وقبل هذا و منذ نعومة أظافري ومنذ سن الخامسة وأنا أتابع دراسي من الإبتداائي إلى المتوسط إلى الثانوي والجامعي، حتى أنني درست في المعاهد المتنخصصة في التكوين المهني .... وها انا ذا على مشارف 28 من عمري وانا أدرس وفي حوزتي ثلاث شهادات رسمية جامعية وتكوينة دون ذكر الأخريات في المدراس المعتمدة .
منذ أن أنهيت شهادتي الأولى أي منذ 6 سنوات وانا أبحث عن عمل قار عن عمل يأخذي لعالم الشغل الذي هو مفتاح نجاحي وسبيل إستمرار حياتي فأنا كباقي الشباب شريف وأحب أن أحتفظ بكرامتي فلا أطمع في منحة من أحد أو رأفة من ذاك أو مصروف من غيره ... فضاقت بي السبل وقلت في قرارتي نفسي لعلي شهادتي لا تكفي في وقت أصبحت الشهادات تمنح لكل من دخل الجامعة ولم أسمع في حياتي ان أحدهم دخل الجامعة وخرج خال اليدين ! فدرست وأكملت شهادتين جامعيتين أخرتين . ونسيت انا في ذمتي أمر عسير على كل من درس وأراد طلب العلم والتمتع بفرض من فروض الله التي سنها على كل مسلم ومسلمة ونسيت أن في عاتقي ما يسمى بالخدمة العسكرية والتي بقيت شوكة في حلقي تأرق مستقبلي وتثبط مسيرتي وأنا كل عزم على ولوج عالم الشغل ...وها أنا أنتظر الفرج كغيري وأطمع في قانون يعفيني.
طرقت كل الأبواب ودست على كل ديبلوماتي ونسيت كل شهاداتي وعزفت عن الفخر بدارستي ومضيت أتوسل من هو أقل مني شأن وتذكرت ان هناك من هو أسوء حال مني وكبير مني بعلمه وها أنا في أواخر العشرين ولم أندم على دراستي لــكن أتحصر على نفسي للأنني ضيعت اعوام من حياتي ليس في الدراسة بل في إنتظار أمل لم يأتي وأدركت أن الوطن ليس وطني والزمان ليس زماني والمكان لا يسع أمثالي ..... فندمت على عدم السعي في أرض الله التي أوسعها وجعل الرزق فيها في كل فج فيا ليتني لم أبقى ومشيت في سبيل حالي فالوطن ليس وطني لعل اوطان الغير تسعني .
لكن أقسمت أن أرفع رأسي ولن أيأس على حالي وأستمر حتى أبلغ مرادي .... فحالي كحال كل الشباب فلا أطأط حتى أرسو في بر الأمان ....... فأنا قطعة من شباب هذا الوطن ومرآة لمن حاله كحالي .... فالله يمهل ولايمهل
ومن يتوكل على الله فهو حسبه.