غباء الحب !حماقه الحب ! سمُ زعاف!!!!!!
استمعت تاْلمت كثيراً وانا اقراء ....لكن فعلاً هذا الواقع المرير
ها انا انقل لكم الواقع .......
مرام ، فتاةٌ جميلة ، تبلغ من العمر 17 عاماً ، تسمع بالشباب لكنها لم تختلط بهم ، و ذلك لصعوبة ذلك في بلدها. وَصَلَت للمراهقة و خاضتها و الفضول يملأها عن الجنس الآخر. تسمع بقصصهم من صديقاتها اللاتي يحادِثنَهُم ، و لكنها لم تفعل ذلك من قبل. أعطتها إحداهم رقم أحدهم ، و حثّتها على التجربة. أخذت مرام هاتفها المحمول و حادثت ذلك الشاب ليلاً. و كم كانت تجربةً جميلة! إنه لبق ، مرح ، في مثل عمرها ، سلس الأسلوب ، ذكي ، و ذو شخصيةٍ ذكوريةٍ طاغية ، أسَرَت قلبها. أغدق عليها الشاب عبارات الحب ، حتى ظنَّت أن لا أنثى غيرها على وجه الأرض ، و كان الشاب صادقاً في حبه ، فلم يكُنْ يُحادث غيرها ، و كانا يتخيلان بعضهما و قد تزوجا و صار لديهما أبناء و بنات. لم تكن هي مثل العابثات اللاتي يعرفن نصف شباب مدينتها ، و لم يكن هو من العابثين الذين يعرفون شابات الدولة كلها و قليلاً من دولٍ أخرى. كان حباً بريئاً عذرياً لشابٍ و شابة يستكشفان الحياة معاً.
في يوم من الأيام ، استمع أخو الفتاة إليها صدفة ، و عرف أنها تكلم شاباً ، فثارت الشياطين في رأسه و اضطَرَبَت ، و استشاط غضباً ، و كاد أن يقتلها ، و عَلِم الوالد ، فكفَّ الأخ ، و عاتب ابنته ، و حذّرها من مثل هؤلاء ، و نصحها من خبرته ، و طلب منها عدم محادثتهم مرة أخرى. رضخت مرام للواقع ، فهي بين بطش أخيها أو عتاب والدها الحبيب (و الذي قد يتحول لاحقاً إلى غضب) ، فأزالت رقمه و تجاهلت مكالماته على مضض.
لكن هذا صعب عليها. مرام فتاة ، و الإناث ذوات مشاعرٍ جيّاشة ، و يصعب على مرام أن تتجاهل ذلك الشاب الذي أحبّته من كل قلبها. كل ما رنَّ هاتفها و تجاهلَتهُ ، أحسّت بحرقةٍ في قلبها ، و ألم ، و عذابٍ لفؤادها الشاب الصغير. تتذكره ليلاً ، تطيل السهر ، صوته يرنّ في عقلها ، سلاسة أسلوبه لا زالت تُشعرها بالخَدَر ، صوته الرجولي يأسرها و يفجّر أنوثتها تفجيراً.
تركت الأكل ، بدأت تتغيب عن الدراسة. أحسّت أنها حُرِمَت من رفيق عمرها ظلماً.
ساءت درجاتها ، أخذت ترسل رسائل المعاناة للمجلات النسائية ، و تبكي في أعماق الليل و أطراف النهار وحدها. لا تجرؤ على التصريح به.
و مضت الأيام ، و الأسابيع ، و الشهور ، و هي مرضىً ثكلى ، لا تأبه لذِكر الزواج و لا يهمها خبرٌ عن فلانة أو حديثٌ عن علانة. و لا تزال مرام تعاني إلى الآن....
مرام فتاةٌ خيالية ، و لكن مثلها موجود ، و هذه القصة (و أمثالها) تقودني إلى هذا الرأي: الحب شئٌ حقير.
أقصد بذلك العشق ، الذي ضحكتُ على أهله كثيراً ، و سخرتُ من أشعارهم ، و ازدريت تأوّهاتهم.
قلوبٌ ضعيفة ، واهية ، ترى الجميل فتَعْلَق به ، و تُلهِب به خيالها ، و تغذو به أمانيها ، و هي تعلم أنْ لا حظ لها في ما عشِقَت ، فإما الحرمان فالعذاب و السهاد ، أو الزواج فالملل و الرقاد.
في مراهقتي ، رأيت هؤلاء المعذَّبين ، أشعارهم التي ملأت الكراريس و الدفاتر. لم أفهم الأمر قطّ. رأيتهم يتأوهون و يتأففون و يتململون ، يؤكدّون لي أن "الحب عذاب" ، و أثبَتَتْ ذلك الكتب الملأى بعبارات الغرام و المعاناة.
بعد أن شببتُ و نضجت ، و قرأت الكتب التاريخية ، و قصص الأولين ، و رأيت آثار العُشّاق و أحوالهم ، أدركتُ أن هؤلاء الشباب ربما عانَوا فعلاً.
ثم تأملت في الحب نفسه ، و توصلت إلى حقيقة واحدة ثابتة ، يثبتها الكونُ لنا مراراً و تكراراً ، ثم مراراً أخرى ، مرةً تلو المرة و تارةً عقب التارة ، و لا يزال الواقع يُتئِر (أتأر الفِعل: أدامه تارةً بعد تارة) قصص الهيام و الغرام و العذاب و المعاناة ؛ أقول، وصلتُ إلى هذه الحقيقة ، الأكيدة ، التي لا شك في صحتها: أن الحب...........غباء.
و لا أقصد حب العشق فقط ، بل معظم الحب. أي نوع من الحب لهو من أغبى الفِعل.
ما أسخف الإحساس بالحب!
باستثناء الحب الذي في الله و لـلـه (كحب الله ، و رسوله ، و ما إلى ذلك) فإن الحب شعور قاس ، مدمر ، مهلك. إنه طوفان من الإشارات التي تسري في الجسد و القلب ، خالقاً إحساساً عجيباً بالحياة و حرارة الوجود ، و لكن ما الفائدة؟ ما هي فائدة الحب؟ ما الذي يستفيده من يعشق فتاة فيتعلق بها قلبه و يضحي كالملدوغ لا يدري ما يصنع بحاله؟ ما الذي يستفيده من يحب والديه و إخوانه حبا عظيما ، حتى إذا حاقت بهم مصيبة أخذ يصيح و ينوح كألف ثكلى على لسان واحدة؟
ماذا يجني من يحب زوجته حباً عاصفاً ، حتى إذا حاق بها ما يسوؤهما بات مصروعا لا يدري ما يقول أو من يلوم؟ ماذا استفاد؟
رجلٌ يحب أبناءه ، و بفكّر فيهم و في مستقبلهم كل الوقت ، فإذا توفّي أحدهم تمنّى الموت ، ماذا استفاد ذاك الرجل من ذلك الحب الفارغ؟ ماذا جنى؟ ماذا كسب؟ ماذا ربح؟ لا شئ! إنْ هو إلا الألم و الحسرة!
إن الحب شعور بشع ، قبيح ، قاتل. إنه يوهمك أنك تتبع أثر ماء بارد ، حتى إذا ما تجلى أمامك لم ترَ شيئا ، و أدركتَ أنك لم تكُنْ تَتَبع إلا سراباً زائفاً خدعك بالأمل ردحاً من الزمن ثم جرّعَك المرارة جرعاً.
و هكذا الحب: تتبع سراب السعادة حتى إذا ما وصلت للواقع (مكروه يجري لمن تحب) علمت أنك اقتفيت أثر المرارة و الحزن و قد تصورا كسعادة يطلبها الطالبون. مرة أخرى ، ليس العشق فقط ، بل أي نوع من الحب ، بما في ذلك حب الزوجة و الوالد و الولد.
المرء يربط كيانه بشخص آخر ، و هذا الآخر فان ، فسيموت يوما ، و قد يمرض ، و قد يعاني ، بل ربما أساء إليك.
باختصار ، الحب مشروع للبؤس و الشقاء ، و إنها مسألة وقت فقط قبل أن ترى في الحبيب (زوجة ، صديق ، إلخ) ما يسوؤك و تكره ، فما أحدٌ بــِـخالد ، و إنك و إنْ رأيتَ الحب سامياً ، كحب الزوجة ، و الصديق الوفيّ ، بل و حتى الإبن و الأب ، فاعلم أنه مؤقت ، و أن زواله في الأفق ، و استمراره محال ، فماذا تفعل إذا توفّي من تحب؟ صياح و نياح؟ دعاء بالويل و الثبور و عظائم الأمور؟ لطم خدود و شق جيوب؟ ذهول و اضطراب و حيرة و اكتئاب؟ إن الحب (ما خلا حب الله و رسوله و أي حب في الإسلام) لهو طريق وردي ، ينتهي بسواد كالح مريع. أنت تحب كائناً سيزول ، فلماذا تحزن و تُفجَأ إذا مات؟ لماذا تُدهش إذا طلّقت امرأتك أو عقــّـك ابنك؟ لقد أحببتَ بشراً ، و البشر يموتون ، و يكرهون ، و يتقلّبون ، فإذا أحببتَ أي كائنٍ زائل فاستعد أن تخسره يوماً من الأيام.
الحب سيعذبك ، و يجهدك ، و يأكلك حيا ، و لن يُبقي منك شيئا. مرة أخرى ، ليس العشق فقط ، بل معظم أنواع الحب.
فتاة ترى من شاب ما يعجبها ، فتهيم به ، و لا يغادر عقلها ، و تصبح و تمسي و هو شغلها الشاغل ، ثم ماذا؟ يموت؟ يتزوج؟ او تكتشف انه متزوج ماذا تفعل الشابة؟ تستسلم لخناجر الألم و رماح المرارة تعمل في قلبها ، فلا تتركه إلا و قد أضْحَت فتات إنسانة لا تأبه ببقية حياتها.
أقتل الحب في داخلك! أجهز عليه! أُكتم أنفاسه! بعد أن تتخلص من الحب ، ستجد أن حياتك صارت أسهل بكثير. كثير جداً.
لا ينعم في هذه الحياة إلا من لا يعرف الحب. أما من يقول: "لكن الحب شعورٌ لا إرادي ، لا طاقة لي بدفعه" ، و أقول: أما العشق ، فقد كنتُ أنا و غيري (و لا زلنا) لا نعشق و لا نعرف العشق ، و لا نتعرض لمواطنه ، و لا نجد أثراً لسهم إبليس إذا حاول أن يصيبنا ، و كلنا بشر ، فإذا استطعنا ذلك فلا يمنعكم شئ ، إلا ضعف همتكم و وهن قلوبكم.
و أما حب الأهل ، فقد يصعب قتل ذلك النوع من الحب ، لكن الأسهل هو تهوينه و تخيُّل مفارقة ذلك الشخص. أما إذا **اخترتَ** أن تستغرق في حب أخيك أو والدك أو والدتك ، فأنت على موعدٍ مع الأسى و الحزن ، إلا لو كنتم ستعيشون للأبد.
إذا أحببتَ أو أحببتِ ، فاعلما أن نهاية من تحبون إما أن يموت ، أو أن يفارقكم بشكلٍ أو آخر ، و في الحالتين فقد سلكتم سبيلاً مآله إلى فاجعة ، بل فواجع ، و قبل ذلك المعاناة التي لا تنتهي إذا كان الحب عشقاً. إذا وضعتم هذه الحقيقة في أذهانكم ، و تأملتم الواقع (كما أفعل) ، هان الحب في أعينكم و ازدريتموه ، و إذا فعلتم ذلك ، عشتم أهنأ عِيشَة و أرضى حياة.
أما إذا أصررت أن تَعْلَق بالحب و تتشبّث به ، فإنك تستحق ما يصيبك.
العشق .. مرضٌ عقلي.
الحب .. داء.
الحب .. غباء.
الحب .. سمٌّ قاتل.
و هذا فصلُ الخطاب.
منقووووووول