ألف ليلة وليلة" ، "قصة عنترة" ، "سيرة الزير" كانت أكثر المؤلفات رواجاً عند القارئ العربي ، في العصور السعيدة الغابرة….
وقد تكون (( ألف ليلة وليلة )) في طليعتها جميعاً . وهي إن لم تكن أوسعها انتشاراً فقد كانت ،ولا شك ، أبلغها أثراً
في نفوس الناس. لأن حكمتها ما برحت في حكمة العامة وبعض الخاصة المثقفين ، ولأن أخبارها ما زالت في أخبارهم
، وأسماء أبطالها صارت أسماء أشخاص في عائلاتهم ، وبعض قوالب كلامهم . حتى بات لبعض العامة أسلوب في
النهج والتعبير يذكر عن قرب ، بما في ((ألف ليلة وليلة)) من أساليب منوعة في النهج والتعبير ، على نحو ما
صبغت "كليلة ودمنة" أساليب كثيرة من أساليب الكتّاب والأدباء…
ويكفي , في التدليل على سعة انتشار (( ألف ليلة وليلة )) أن تهافت على نشرها أولى المطابع العربية في كلكوتا ،
والقاهرة ، وبغداد ، ودمشق ، وبيروت ، وأنها لا تزال في طلاب دور النشر الحديثة ، ثم كانت أسبق المؤلفات العربية ،
نقلاً إلى لغات الفرنجة ، فعرفت لها منذ ما يزيد على المائة سنة ، ترجمات عديدة ، أهمها الفرنسية والإنجليزية ،
فكانت مطلاً في أوائل المطلات للغرب على الشرق…