عجوز لا نعرف لها سنا ولا عائلة ولا زوجا ولا أولادا .. تتهادى دوما على عصاها و إذا خرجت من حومتنا ترتدي العجار الذي يكاد يندثر .. الكل يناديها خالتي ليلى و أشك دوما أنه إسمها الحقيقي .. من يذكر خالتي ليلى فلابد أن يذكر معها ابناءها و ابناؤها هم القطط " ذيب و نينا و الأخرون " .. حب أسطوري يجمع بينها و بين القطط فهي التي تفكر فيهم و تطعمهم و تتحدث معهم .. و حتى القطط جميعهم يعرفونها و إذا مرت في أي شارع يتبعونها .. هل تتصور أنه لم تنم براحة منذ 6 أشهر لأنها تسمع في جوف الليل أنين قطة محتجزة بالقرب من بيتها الذي هو عبارة عن كوخ صغير .. بحثت عنها و فتشت الارض و باطنها و لكن بدون فائدة .. ثم تأكدت أن الصوت صادر من مخزن ألمنيوم يقع بالقرب من الحومة .. و عندما طلبت من أصحاب المخزن أن يسلموها القطة إحتقروها و تجاهلوها .. فوكلت عليهم رب العالمين .. فو الله لم يمهلهم رب العالمين حتى إحترق المخزن بأكمله في ليلة من ليالي جوان الماضي .. لا يمكنك تصور حزنها و تعاستها إذا مات أحد قططها فهي تعرف قصصهم بالكامل و تحدثك عنهم و كأنهم أشخاص حقيقيون في قصص واقعية بأدق التفاصيل .. أحيانا عندما يطول غيابها أخشى أن تكون توفيت فليس هناك من يسأل عنها ..
الشيء المميز في خالتي ليلى أن لها مسكة يد حديدية طوعت بها رجال اقوياء فلا أحد يجاريها أو ينافسها في ذلك .. من هنا أقول لها : الاناس يا خالتي ليلى توحشت و غدوا ذئابا ينهشون لحم بعضهم البعض و أحسن شيء فغلته أن صحبت القطط و تركت البشر .. أنا إبن لك يا خالتي ليلى.. أحبك و أعزك كثيرا فأنت الخير و البركة .. مد الله في عمرك و حفظك
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2008-07-20, 13:33
خالتي ليلى
العرض العادي
