امرؤ القيس الشاعر الجاهلي المشهور، كانت حياته كلها خمر وعربدة، فأفاق يوماً من شرب الخمر وقد قتل أبوه، فقال: لا بد أن نطلب الملك، وخرج هو وصاحب اللهو إلى بلاد الروم فلما تجاوزا الحدود، بكى صاحبه لما نأت به دياره فقال: يصبره:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه-------------------- وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنمـا نحاول--------------------- ملكاً أو نموت فنعذرا
أى إذا متنا في طلب الملك فسوف يعذرنا الناس،
لكن هناك شخص تدنت همته فأخذ هذه الأبيات وعمل لها تشطيراً، على نفس البحر والقافية، ولكن للناس فيما يعشقون مذاهب، ذهب هو وصاحب له ليتغدون عند صاحب لهم، وكانوا يظنون أنهم سيأكلون لحماً، ففوجئوا، فأول ما رأوا المائدة
المستديرة طاشت أحلامهم، ورأوا الخطب الفاجع... أنه اللفت... فأنشد يقول:
أتانا غنيم بالفطير وأحضر ------------- وكنا حسبناه دجاجاً محمرا
بكى صاحبي لما رأى اللفت------------- دونه وأيقن أن الجوع كان مقدرا
فقلت له لا تبكِ عينـك إنما-------------- سنأكل لفتاً أو نموت فنُقبرا
فكل واحد له مذهب في الدنيا وهمة.. هذا رجل يسعى إلى ملك، وهذا رجل يسعى الى بطن
تحياتي .........