[align=center]ما إن تراءت السحبُ التي إمتلأت سوادا
قاتما .. حتى شممت الموتَ
في قانا
ذراع القطبِ شاخ على المكان
مذ قلّد الزمن الطويل لحافه ،
مذ هيّج الماءَ
وأفرغ في مسامات تراب لبنان
حلم الطفولة والشباب
..
لا ينقضي الموت يا هذا
وخراف لبنان لا تنقضي ..
قد أشرق من صلاح الدين
نبض هيّج فوق الماء ماء
وأفرغ في مساماته
صبغ الحياة
حب المكان ونبعه ..
شغف بميلاد العروبة كل مساء ..
نصرٌ .. وبوح السلام يدمي
قالها الرجل المكرر في الثياب
كلام ودم وشاة
وفصول رؤيا
وأعياد يشذبها التاريخ
في الورق القديم ..
ما يشتهي لقمان وجعك يا بنيِ
ما تشتهي الجدران فصلك من زواياك
هاك المدائن كلها ما أنت ممتلئ
وما تشتهي غير قانا
و عيترون
وعيتا الشعب
وكل أرغفة يسوغها جسد التراب ...
غيمٌ تسّرب من أخاديدها
شبح الظهيرة
وهج الصباح ..
هاك المدائن كلها .. قد تنقضي
في صائفة معيّنة
وقلب لبنانك حيّ
لا ينقضي مهما تعالى البعد في أنفاس صحوك ..
لا ينقضي مهما تبدلت الفصول ..
أبدا وربّك لا ينقضي ..[/align]