اللحى المستعارة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اللحى المستعارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-06, 10:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










B11 اللحى المستعارة

اللِّحى المستعـارة !!









كان عيبـاً كبيراً _ بل سُبـَّة في تاريخ الدعوة الإسلامية _ أن يُحشر منبر الجمعة في صراع سياسي بين المعارضة والحكومة ، فتستعير الأخيرة ( لحى المشايخ ) لكسب جولة سياسية ضد المعارضة ، في عملية تحويـل للدين إلى أداة سياسية في التجاذب السياسي !

وإنه لجناية على الدين ، ولمنبر سيِّد المرسلين ، أن يُحشر المنسوبون إلى الإرشـاد الدينـي في هذا المعترك !

والمفارقـة المضحكـة هنـا ، أنَّ الوزير نفسه قد يرشِّح نفسه ليكون نائبا ، في دورة برلمانية قادمة ، ثم يختار صفوف المعارضة ، فيندِّد وهـو في صفوف المعارضة بإستخدام الحكومة للدِّين في قضية سياسية تقف الحكومة والمعارضة فيها على طرفـي نقيـض ، وقـد يبادله الموقع أحد المعارضين السياسيين اليوم فيصبح وزيراً فيلعب لعبة ( تأجير اللحى ) من جديـد !

وهكذا تدَّنس اللَّحى بهذه الأدوار المتناقضـة ، وفي حالة سياسية لا تلجأ إلى الشريعة إلاَّ لتوظيفهـا ! حتى أصبح كثيـرٌ من شيوخها سُخرية الساخرين ، وتهكـّم المستهزئيـن ، فيا للأسـى !!

وسبحان الله .. حتَّى لو كان مبدأ الحسبة على السلطة مخالفا للشريعة الإسلامية _ وحاشا أن يكون كذلك _ فما أقبـح أن يرضى من يمثـِّل الدَّين لنفسـه أن يُستعمل في صراع سياسي على صفقـة : ( الفتوى مقابل الراتب ) أو على حدّ المثل المصـري : ( إدِّيلو فرخة يدّيلك فتوى ) !


فكيـف والشريعة الإسلامية يقوم نظامُها السياسي أصلا على مبدأ أنَّ الحكم عقدٌ بين السلطة والأمّـَة ، تكون فيه الأمّـة هي الأصل الأصيل ، والسلطة فرعٌ نائب.

وأنَّ هذا العقد له شروط ، إذا لم يلتزمها أحدُ طرفـي العقد فهـو الذي أبطل حقَّه ، بالإخلال بشرطه ، وفرضٌ على الأمـَّة _ بواسطة أهل الحـلّ والعقد _ أن تراقب إستدامـة صحة العقد بإستمرار وجـود شروطـه ، وإلاّ فللأمـَّة حينئذٍ أن تنيـب من يلتزم بشروط هذا العقد الأخطـر في كيان الأمـَّة .

هذا هو النظام السياسي الإسلامي كما في كتب الفقه الإسلامي ، وهـو نظام راقٍ مستنيـرٌ سبق كـلَّ النظم السياسية المعاصرة في رقيـَّه ، وكماله ، ومنه أخذت النظم المعاصرة مبدأ العقـد في نظام الحكـم .

وهـو نظـام شرعه الله ليكفل العدالة ، ويمنع الظلم ، ويمنح الشعوب حقوقها ، ويحفظ كرامتها ، ويجعلها شريكة كاملة في إدارة الدولة ، وفي الرقابة على أدائها ، ومحاسبتها ، كما بيَّنا ذلك في مواضع كثيرة في المقالات ، والفتـاوى .

هذا .. وأمـّا فتاوى الطاعة المطلقة للسلطة ، والإنقياد الأعمى لها ، وإضفاء الشرعية على الإستبداد ، وإهدار حقوق الشعوب ، وإلغاء دورهـا ، فمـا هو إلاَّ دين الشيطان ،

وهـو دين (اللّحى المستعارة) التي يوظِّفهـا إبليس لتشويه صورة الشريعة الإسلامية ، وإظهارها بمظهـر قساوسة الكنيسة في ( عصور ما قبل النهضة ) ليصدّ الناس عن دين المرسلين ، وشريعة ربِّ العالمـين !!

والعجب والله كثرة هذه اللحى المستأجرة هذه الأيـَّام ، حتى تكاد تتشابك من كثرتـها فتسدَّ علينا الطرقـات ، وتحجب عنـَّا ضوء الشمس !

حتى لم يبق شيء من الخبال على أمـّة الإسلام إلاّ وأفتروه على دين الله تعالى ، فأجازوا إحتلال الصليبية للبلاد الإسلامية ، وأحلُّوا لها دماء المسلمين ، وحرَّموا الجهاد لتحرير بلاد الإسلام ، وزيَّنـوا للظلمة طغيانهم

ثـمَّ وضعوا توقيعاتهم الملعـونة على كلِّ دمٍ سُفك ظلما ، وعلى كلِّ حكمٍ صدر بغيـا ، وعلى كـلِّ حقّ أُهـدر ، وعلى كلِّ قـولٍ حـُـرِّ صُودر .

فهم والله من أعظـم المصائب على أمّتنا لاسيما في هذا العصر ، قطع الله دابرهـم ، وأراح المسلمين من شرِّهـم .

والعجب والله كلَّ العجب ، أنهم باتـوا يشتركون في هذا ( التطبيل ) ، مع طائفة النفاق التي تتظاهر بالتباكي على الحسين رضي الله عنه ، لتخفي وراء دموع التماسيح هذه ، أخبث مخطط يكيد لأمـَّة الإسلام .

تبكي على دم الحسين _ رضي الله عنه _ الذي قتل ظلما ولعن الله من قتـله ، مـع أنهــا هي أعظم طائفة تقترف الظلم ، والعدوان ، والغـدر ، والطغيـان ، والفساد في الإرض ، وها هو الشعب الإيراني النجيـب يرزح تحت ظلمها ، وطغيانهـا ، متمنيـاً خلاصه!
هذا .. وإنـَّه لمن المفارقات التي هـي من ألغـز الألغاز ، أن تتظاهـر طائفة لديها أخطـر مشروع سياسي ، يعلن كلَّ عام مكتـوبا بصـورة الدم ، والتنادي بالثـأر _ يالثارات الحسين _ تتظاهـر على فكرة إستلهام ثورة الحسين الدمويـّة على السلطة ، تحريضـا على إزاحة الأنظمة السياسية ، والحكومات القائمـة !

بناءً على أنَّ كلّ إمام ليس من ذريـّة الحسين _ رضي الله عنه _ فإمامـته باطلة ، وكلّ نظام لايقوده المعصوم من ذرّيته ، فهو نظام كافـرٌ لأنه جاحـدٌ بالولاية ! وهـو مغتصبٌ ، طاغـيةٌ ، يستحق الثورة عليه كما ثار الحسين على الظلم ! معـتدٍ على أعظم ما في الدين ، وهو إمامـة أهـل البيت ، ولا يُستثنى من هذا إلاَّ ولاية الفقيه في إيـران لأنـّها نيابة عن المعصوم هناك !

إنهـم بإختصار يحتفلون كـلَّ عام : بـ(ثورة دموية سياسية على السلطة القائمة) !

ثـم لاتشكِّل هذه التجمُّعات ، ولا تعـدُّ تلك الفكرة الإنقلابية ، ولا يوصف كلّ ذلك الشحن العاطفي والسياسي السنوي لإعادة ما يزعمـون أنه حكم آل البيت _ رضوان الله على عترة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم الطاهـرة _ على أنقاض الأنظمة السياسية ، أنـّه خطـرٌ سياسيُّ ، بل تجري هذه المؤامـرة السنويّة برعاية الأنظمة نفسها ، ومباركتـها ؟!


بينما تُعـدُّ الدعوات الإسلامية السلمـيَّة لإصلاح الحكومات لنفسها بنفسها ، وإحداث التغيرات السياسية من نفس أدواتها ، دعوات ذات خطورة أمنـيّة بالغة !!

حقا إنـَّه لغـزٌ عجيب ؟!!

ومن نوادر المضحكـات المبكيـات أنّ أحد معمَّمي هذه الطائفة ، بشـّر الناس أنّ (مهديهـم) سيظهر في بلده ، وذلك بناء على ما شاهـده من إزدياد واسع لأماكن الإحتفال بـ ( فكرة الثورة السياسية الدموية على السلطة ) !

وهذا لايعني سوى شيء واحـد ، دلالة قطعية لا تحتمل التأويل ، أنَّ النظـام سيسقط على يد المهدي ! لأنـَّه إذا ظهـر لن يعترف بأيّ حكومة أو نظام سياسي ، فهذه هي الفكرة الأساسية لخروجه !

وليس هذا فحسـب ، بل سيُعمل السيف في أقرب الناس إليه في هذا الإنقـلاب السياسي الدموي ، وهم بنو عمـِّه قريش ، كمـا روى المجلسـي في بحـار الأنوار عن أبي جعفر : ( لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبّ أكثرهم أن لايروه مما يقتل من الناس ! أمـّا إنه لا يبدأ إلاّ بقريش ، فلا يأخذ منها إلاّ السيف ، ولايعطيها إلاّ السيف ! حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل محمدلرحــم ) 52/354

وفي نفس المصدر 52/ 383 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إذا قام القائم من آل محمدعليه السلام ، أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ! ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ! ثمأقام خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات )

وإذا كان هذا ما يفعله في بني عمه، فكيف بغيرهم من الناس ؟!
ولهذا ورد أيضا في نفس المصدر _ فيما يكذبـون _ سُئل الباقر ، عن المهدي هل سيسير بسنة محمــّد ، فقال: ( هيهات ، إنّ رسول الله صلى الله عليه واله ، سار في أمته باللين ، وكانيتألّف الناس ، والقائم أُمـر أن يسيـر بالقتـل ، وأن لا يستتيب أحـداً ) .

عجبا .. كلّ هذا الفكر السياسي القائم على الثورة الدمويّة التي تحكم بالكفر ، والبطـلان على كلِّ النظم السياسية القائمة ، وتتوعـَّدها بالذبح ، يتمدَّد تحت رعاية وحراسة أنظمـة ستكون هي أوّل ضحايـاه إذا ظهـر مشروعـه السياسـي إلى العـلن لا قـدَّر الله !!

بينما يُحشـد على الذين لايبتغون إلاَّ العدل ، والحقوق ، والكرامة ، ولايخفون غير ما يعلنون ، ولايبتغون غير ما يظهرون ، وهم بنو الجلـدة ، وأبناء اللحـمة ، وأخـوة الدين ، يُحشـد عليهـم كلُّ مصطلحات الإجرام ، والتخوين ؟!!

إنـَّه ليس ثمة تفسير لهذا التناقـض العجيـب ، والفـتنة المريبة ، إلاَّ ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال : ( فلينظر كلّ عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه ، من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام
فإنـَّه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة ، وتجدهم من أعظم الناس فتنـاً ، وشـراً ، وأنهم لايقعدون عمَّا يمكنهم من الفتن ، والشرور ، وإيقاع الفساد بين الأمـّة ) شيـخ الإسلام ، منهاج السنة النبوية 3/243
!!!!

والله المستعان ، وهو حسبنا عليه ، توكّلـنا وعليه فلتوكّـل المتوكّـلون .

الشيخ حامد بن عبدالله العلى









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأحد, المستعارة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc