الطائر اللّيليُّ و الحمامة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطائر اللّيليُّ و الحمامة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-11, 22:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نسيم المؤمن
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي الطائر اللّيليُّ و الحمامة

السّلَام عليكم و رحمة الله و بركاته

قرّرت مجدّدا مشاركتكم أحبّائي بعد غياب طويل قليلا
من محاولَاتي اليائسة البائسة






ككل مرة أتّخذ مكانا منطويا متأمّلا ، معانقا وحدتي و فنجان قهوتي ، وسط طبيعة ترخي سدول طمأنينة نفسية على مرتادها ، و تستفّز مخيّلته ، فأجدني سارحا فيها متمايلا مع نسمات منسربة من بين أشجارها تبعث بداخلي جرعة جديدة لآمال كانت قد خبت ،
و ككّل يوم و ككلّ مساء تودّعني الشمس مع آخر إطباقة لجفنيها آذنة للظلمة أن تتّخذ مكانها فيتغيّر معها حالي في تكيّف أذهلني ، فيطلق بدر قد اعتلى كبد السماء ابتسامة قد تغلغلت كخيوط ذهبية لم تبق للظّلمة حيلة للتسليم طوعا لبهاء تقاسيمها ،
***
و أنا في دوّامة تفكيري غارق و بين غروب لوهج و بزوغ لفلق و نور تحول دونه سوداويّة ، فضياء يخفّف حدّتها على ذاتي ،
*
إذ بي في يوم كنت فيه مفترشا أحلامي أسمع شدى صوت تراقصت له المروج طربا و ضاهى صوت العنادل في تغريدها ، تراتيل صوت عذب نقيّ بهيّ، صعدت ببصري فإذ بي أرمق بياضا لم تشاهد عينيّ أنصع و لا أنضر منه ، فإذ بها حمامة بيضاء اتّخذت من الأفنان عرشا ، فلن أبالغ إن نعتها بأميرة حسناء توشّحت رداءا أبيض يتحدّى بوهج مأتلق كلّ ضياء ، كانت تنظرني من فوق ، و بادرت فجأة للتحليق فكأنّما كاد شيء داخلي أن يخرق صدري ... لا أدري أظنّه أراد أن يخترق ترائبي و يحلّق إليها ، تسمّرت مكاني وكأنّ شيئا هزّ كياني أرقب تراقصها مع نسمات تلك الأمسية و هي تطلق أجنحتها امتدادا كأنّها تعانق الشمس ،،،،،، حتّى الشمس أبت الغروب ذلك اليوم ، عجبا عجبا !!!.

***
قد شغلت بصري عن النظر إلّا إليها و سمعي عن تذوّق ما سوى ترانيم هديلها ، و أنا بين هذا و ذاك إذ بها تحطّ فوق كتفي ترمقني بنظرة بريئة في تعجّب ،،،، قاطَعَتْ تعجُّبها مع تثبيت نظرتها بهمسات لازال صداها إلى يومنا مقيما في نفسي ، و لَا أظنّني سأنساه ما حييت ، ،،، قالت : أيّها الوحيد مالك لا تبرح وحدة أحطتها بك فتلازمتما ، أما آن أن يتبدّد سواد قهوتك ، فلم تتمّ كلامها إلّاّ و البياض اكتسح سوادها ، يا إلهي ماهذا ؟؟؟ ،

*
بادرت على عجل لأتذوّق طعمها علّه تبدّل و لئن تبدّل فسأفقد جزءا منّي ، وضعت الكوب في فمي و الخوف يتملكني بمجرّد قرب قطرتها من فمي ، صِحْتُ مهلّلَا فرحا :الحمد لله ما زال ذوقها كما عهدته ، و هي تتابع حالتي مبتسمة كأبهى ما تكون الإبتسامة و كأنّ الإبتسامة خلقت لأجلها أو من شفتاها ، أومأت لي بطرفها أن كيف تجد تأثيرها في نفسك بعد تغيّر لونها ، و ياليتها لم تسأل ،،،، ما هذا ؟،
شعور اعتراني لم أملك له تأويلا ، أعجزني حقّا ، و كأنّ روحا جديدة اتّخذت مكانا لها فأزهر بداخلي كلّ ذابل و اخضرّ كل يبس ،،،،،،
بعدها طارت الحمامة تاركة رسالة أن ستراني غدا فلا تُطل انتظاري ، ،،، لم أحرّك ساكنا ، جثمت مكاني منتظرا هذا الغد بصبر أرى أنّه لن يطيق توالي تلك السّاعات ، و مرّت و مرمرتني بطولها و عرضها ، كأنّها تريد إشعال فتيل شوق و تسعره داخلي .
أفٍ أفْ و حلّت ساعة اللقيا ، فارتعدت فرائضي و ارتعشت و أصابت قدميّ برودة و اعترتني حمّى توقّدت في رأسي فلا أدري أأُدثّر نفسي أم آخذ حبّات ليمون و أجعلها شرائح دائرية و أصنع منها عصابة لرأسي لتتلاشى حرارة صيفي ،و جاءت حمامتي ، فتبادلنا أطراف حديث و الساعة تزاحم الساعات ، فلا أشعر إلا و الوقت مضى و انقضى على عجل ، آه.... و من ترقّّب طوله و أنا أنتظر لراوده شكّ أنّ هذا مدبّر منه طولا و قصرا .

***
و توالت الأيّام و نحن على تلك الحال حتّى أتى اليوم الذّي أبى صمتي إلا أن يفضحني و قد فعلها من أوّل يوم ، فتسارعت الكلمات من فمي لواذا كأنّها لم تطق الأسر و تمرّدت عليّ في انقلاب بقيت فيه متفرّجا و هي تتناثر لتلفّها إحاطة كهالة قمريّة لتزّف إليها قائلة بعمق الكلمة و ما تحمله بين طيّاتها و بكلّ معنى عُجِزَ عن فكّ مفرداته أحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــك يا حمامتي ، ترقّبت ردّها فكان كما لم أسمع مثله في حياتي و أنا أحبّك يا طائري الليليّ ، ايهٍ أخذت نفسا عميقا كأني لن أتنفّس بعدها و لم تتمالكني ركبتاي فهوت بي جاثيا عليهما فألقت جناحيها لأستند عليهما ، و خيّم صمت عجيب بعدها كأنّ ما أردنا قوله قد اختصرته كلمة واحدة تلتها نقطة أزالت كلّ فاصلة سابقة ،
*
و بدأت الوعود و الأحلام و الأماني ، فقلت يا حمامتي أريد أن أضمّك لجناحيّ و أحتجزك في قفصي ، فارتعدت و انتفضت ،،،، قائلة حريّتي ، فابتسمت ، كلاّ يا حمامتي و من يرضى الأسر ، بل أسر لَا ككلّ أسر في قفصي الرحب ذو المروج المتّسعة بوجودك و سيخنقني بضيقه لو غبت طرفة عين عن التحليق بسمائه و اعتلاء عرشه كيفما شئت و أنّى شئت ،

***
يقطع خلوتي

دوّي عجيب

ما هذا أرعبني ؟، صوت أجش يناديني ..... نسيم ما عهدتك هكذا ؟، قلّبت رأسي أعلى ، أسفل كلّ الإتّجاهات سألتها من أين تأتّى و من هذا ،،، أجابني بأعنف من ذي قبل ، خبّرني يا نسيم أ غيّبت عقلك و تريد ظلم تلك الحمامة المسكينة ، التي لا ذنب لها سوى أنها أحبّتك ، فرددت و الثّقة تغمرني و لكّني أحبّها ، قال أعلم ذلك يا نسيم ، وعدتها بضمها لجناحيك ، فأين هما ، فأبصرت بيعينيّ فلم أجد لهما أثر ، فاتّهمتهما بضعف النظر ، قال : عجبت لحالك و أنت مكسور بل مبتور الجناح و تودّ التحليق ، سلّم يا نسيم لأمر قدّر، فلست أهلا للوفاء بوعود قد تثقل كاهلك و تستحقّ غرمها ، فما عهدتك ظالما غير آبه لمشاعر أناس فكيف بحمامة رقيقة كحمامتك ، فأطلقها لمن هو أحقّ بك منها ، و تمنّى لها ما عجزت عن توفيره و لا حيلة لك فيه ،
حمامتي يا .... لم أكذب عليك يوما ، فقد ملكت .... حقّا و لكن مكانك ليس بقربي ، عهدا منّي لن أنساك ، أقولها غصبا عنّي ، طيري و حلّقي إلى حيث مقدّر لك أن تكوني ، فأنا لست أهلا لأن أحبّ أو أُحَبَّ ،

*
هكذا قدري ، قد أكون قاسيا أجل ، و لكن ظالما و كاذبا فلا ، و لتعلمي أنّ قسوتي أشدّ إيلاما عليّ منك ، فبعد تجدّد الأمل بإطلالتك و تبديدها ظلمة حلّت مرخية سدولها ، أراني أفقدك غصبا فتتأزم لذلك حالتي ملقية بي في تلك الدهاليز في تراجيديا مظلمة ، و عزائي أنّني و عدتك بما أملكه و قد نِلته و نال منّي ، و لم أكذب و آثرت أن تكوني حرّة كما هو مقدّر لك أن تكوني لا أن أشيّد حصونا من نفاق تتهاوى عليّ بدمعة منك جزاءا لزيف قد أرتديه و خيبة ظنّ و أمل قد سقتيه لمن جعل الأوهام وشاحه ، ففرحتي تكمن في رؤيتك يا حمامتي تشدين هديلا يسكن حزنا عميقا أنهكني ،

فاعذريني إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .................................................. .................................................. .................................................. ............
......................

و تسقط من فمي الكلمات و تتهاوى معها كلّ آمالي التي عقدتها و أحلامي التي نسجتها على مرآى من عينيّ التي لم تطق سكونا فتهاوت دموعا أحرقتني
و نُحر الأمل و اغتصب الحلم على يدي واقع مرير
و هنا يا حمامتي أحسّ بضعفي و قلّة حيلتي


من رواسب تلك الذكريات








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اللّيليُّ, الجلالة, الطائر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc