سألت محب يوما
عن الحب وأسراره
فأجابني بآه هزت أعماقه
وقال لي : مالكِ والحب يا أميرتي الصغيرة ؟!
مالكِ به وأنت وردة في الحديقة ؟!
مالكِ به وأنت على عرشك هنيئة ؟!
أم تبغين لوعته المريرة ؟!
فأجبته: بأن منه في القلب وميضه
فأجابني : الحب حرفان سهلان
بين شفتين وميضتين
الحب أوله فرحة وآخره أحزان
الحب بحر بلا شطآن
الحب فرحة بالنهار
وسهر بين الاشجان
الحب يدق له قلبان
والحب يا صغيرتي نوعان
حب دائم
وحب دائب
أما الحب الدائم
حب روح الإنسان
حب الكمال والنقصان
وأما الحب الدائب
حب الزيف والنسيان
حب الوهم والسرحان
فسألته:
كيف لي الهداية
للحب الدائم من البداية ؟
فأجابني : الحب يا بنيتي
كالنجمة في السماء
مضيئة لامعة
ظاهرة للعيان
تهدي النفس للأمان
تراقبه كل العيون
ليشهدوا ظهور المولود
ويراقبوا نموه المعهود
حتى يكبر ويضئ القلوب
فيكون مبارك من الشهود
الحب يا غزالتي الشريدة
كالعسل المصفى
فسألته : عن بغية القلب للّوعه
رغم معرفته للمولوع؟!
فقال: الحب يا صغيرتي
كالفراشة في البستان
تقف على كل الاغصان
تلهب حرارة الولهان
وتوقظ قلب الغفلان
والقلب إليها ولهان
وهكذا يأتلفان
فسألته:
عن العيون السارحة
والنظرات الساخرة
والقريب البعيد
والبعيد القريب
والقلب بينهما غريب؟!
فأجابني:
بأن العيون السارحة
هو محب ولهان
صديقه الليل والاشجان
وأما النظرات الساخرة
من ثعلب القلوب
ذئب بالليل وحمل بالنهار
كالنحلة ودودة قروصة
والبعد عنها سلامة
والبعيد القريب
والقريب البعيد
حب غريب
قلب بلا محبوب
فسألته:
عن معرفته للحب واسراره؟!
فأجابني :
كنت في مرساه
كالبحر وامواجه
وكنت في هواه
كالمد واجذاره
كنت كالغريق في أحلامه
يا بنيتي
سرت في طريقه
ألتمست ظله
قبلت آلامه
فصرت للحب اسمه ورسمه
فسألته : ما رأيك ...
في القلب السهران
يحب السرحان
ويعشق الهيمان
احيانا يضحك كالطفل
وأخرى يرقص كالطير
وأخرى يغني بصدى
يطرب له القلب
فأجابني :
آه يا صغيرتي
أهو الحب أرى
أم أعجاب مضى
بطريق الحب وقضى
أن يكون له صدى
في قلب صغيرتي
فنظرت إليه بعين
تملأها كل الشوق
بسماع ما يهوى القلب
أهو اعجاب مضى
أم حب قضى
أن يكون له صدى
في قلب صغيرة ...!!![/size]