عائلات ضحايا انفجار ''يسّر'' تستنجد بمقبرة العالية ''سلّمونا جثث أبنائنا ولو أشلاء''

[عادل الجلفاوي]

عائلات ضحايا انفجار ''يسّر'' تستنجد بمقبرة العالية
''سلّمونا جثث أبنائنا ولو أشلاء''
وجهت 5 عائلات، من ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي بيسر، نداءها إلى القاضي الأول في البلاد، طالبين منه التدخل للسماح لهم بأخذ جثث أبنائهم المتواجدة بمصلحة حفظ الجثث بمقبرة العالية، وأعربت هذه العائلات عن استيائها من تجاهل المشرفين على تسيير المصلحة لهم.
لم يكن من السهل علينا ولوج مقبرة العالية بغية لقاء ما تبقى من عائلات ضحايا انفجار ''يسر'' وعددهم خمس عائلات، وجدناهم مفترشين الأرض في انتظار أخبار من مسيري مصلحة حفظ الجثث، والذين لم يتول واحد منهم تقديم معلومات لتلك العائلات التي حملت السلطات مسؤولية التماطل في تسليمهم جثث أبنائهم رغم تعرف البعض على ذويهم، حجتهم في ذلك التأكد من البصمة الوراثية.
وقد وقفنا لدى تنقلنا إلى عين المكان على معاناة العائلات الخمس التي فقدت أبناءها في الاعتداء الإرهابي الذي وقع الأسبوع الماضي بيسر، جاءت من باتنة، وفالمة، وتلمسان، وبوحنيفية من معسكر، والتي يتداول أفرادها على التردد على مصلحة حفظ الجثث بالعالية، أملهم في كل مرة أن يستلموا جثث أبنائهم، لكن دون جدوى، ''ما جعل معاناتنا تتضاعف هو عدم استقبالنا من قبل أي مسؤول من شأنه أن يقدم لنا معلومات، حيث وجدنا أنفسنا تائهين ولا حياة لمن نستنجد بهم، رغم أن مطلبنا هو إعطاؤنا جثث أو حتى أشلاء فلذات أكبادنا فقط..''، قالها خال أحد الضحايا قبل أن ينفجر باكيا، لينتفض أفراد بقية العائلات محملين إيانا مسؤولية تبليغ ندائهم للقاضي الأول في البلاد، طالبين منه تمكينهم وتمكين الأسر التي تنتظرهم بفارغ الصبر لدفن ضحاياهم بمسقط رأسهم، ليضيف آخر ''..دعوني أبلغ أنني في رحلة بحث عن أشلاء ابني ذي الـ21 سنة.. والدته في انتظاره بتلمسان، فلم تحرمونها من الترحم على فلذة كبدها ودفنه لتبرد النار المتأججة في صدرها..''.
مواطن آخر قال ''.. أنا ابن شهيد ومن عائلة ثورية، وصغيري كان من خيرة أبناء الوطن حافظا للقرآن وخريج الجامعة الإسلامية بتفوق.. قضيت ستة أيام في البحث عن ابني في مستشفيات العاصمة وبومرداس لأستقر بهذا المكان الذي لم يكلف أحد من المسؤولين نفسه للتحدث إلينا أو على الأقل التخفيف علينا رغم أن قلوبنا تنزف دما''.