نسمع كثيرا ونقرأ عبارة ( ممارسة الحب)
والمعني بها بالتأكيد ( الجنس )
وما أغضبني في الأمر هو تحويل وتحوير الحب بشكله الواسع إلى فرع من فروعه الغير أساسية .
فالفرق كبير بل كبير جدا بين الحب والجنس .
السؤال يطرح نفسه : إذن ما هو الحب ؟؟؟ وما هو الجنس ؟؟؟
إذا أردنا تقسيمهما حسب تأثيرهما على نفس الإنسان
فيمكننا القول بأن الحب انفعال مثل الغضب والحزن والضحك ،
أما الجنس فهو دافع مثل الجوع والعطش .
لزيادة التوضيح ...
الانفعال ببساطة : حالة وجدانية تسبب اضطرابات فسيولوجية للجسم
وتغييرات حركية مفاجئة ( كزيادة أو بطء ضربات القلب )
وهذه الحالة تضفي تبديلا في شخصية الفرد بصورة مفاجئة ،
وتكون الانفعالات على درجات متفاوتة من الشدة
ومعظم الانفعالات تتخذ صورة أزمة عابرة لا تدوم طويلا .
أما الدوافع ( أو الغرائز ) :
فهي حالة داخلية جسمية أو نفسية تثير سلوك الإنسان في ظروف معينة وتوجهه حتى تصل إلى غايتها .
تعريف الحب : انفعال نفسي يكتسب بتكامل عوامل متعددة تؤدي إلى تكوين الاتجاهات
وينتج عن ذلك ميل الشخص نحو من يحب ويهوى
ويقوم في جوهره على تناسق بعض العواطف وتمركزها حول موضوعه وهدفه .
تعريف الجنس : هو حاجة من حاجات الإنسان تهدف إلى بقاء النوع
وتتم عن طريق عملية حركية يتم خلالها الاتصال بالجنس الآخر .
العلاقة والفرق بين الحب والجنس :
الحب أوسع وأسمى من الجنس
والحب شعور يستشعره كل إنسان
بل قد تستشعره بعض الحيوانات العليا
والحب قد يكون جنسيا وقد لا يكون ولكن الجنس بهيمي دائما
ليس معنى حديثي أن الجنس شيء يجب اجتنابه ومكافحته،
ولكن معنى كلامي بأننا يجب أن نستثمر الجنس لخدمة الحب
وليس أن نستخدم الحب لخدمة الجنس .
بتعبير آخر أنه إذا انفصل الحب عن الجنس ينتج لدينا الحب العذري أو الشهوة البهيمية
أما إذا ارتبط الحب بالجنس وتكاملا فهذا يضمن لنا سمو الروح والجسد
فكلنا نعرف أن الزواج المثالي يقوم على الحب والجنس معا...
ولكن الحب هو الأساس
فالجنس يدوم لحظات ويبقى فترات من العمر... بينما الحب الحقيقي باق لا يزول .
أخيرا:
الحب الحقيقي يقوم على الفهم والصداقة والعطف والحنان والاحترام وهو يستقي رحيقه من الروح والنفس .
بينما الجنس يستند إلى المطالب الجسدية
وهنيئا لإنسان يفعّل الجنس عنده في خدمة الحب ولا يكون الحب عنده قائما على الجنس