قراءة بريمو ليفي في العالم الإسلامي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قراءة بريمو ليفي في العالم الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-18, 11:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
dragon_fort
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية dragon_fort
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قراءة بريمو ليفي في العالم الإسلامي

أ

سئلة وأجوبة مع آن ماري ريفكوليفسكي رئيسة هيئة الادارة لمشروع علاء الدين حول الفاعليات الأولى التي قامت منظمتها بتنظيمها برعاية وزارة الخارجية الفرنسية في عشر مدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

قام مشروع علاء الدين بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية في آواخر يناير وأوائل فبراير بتنظيم سلسلة فاعليات في عشر مدن: الرباط، الدار البيضاء، تونس، إسطنبول، القاهرة، بغداد، إربيل، عمان، القدس والناصرة. وقدمت في تلك الأمسيات الآدبية قراءة للترجمات العربية والتركية لرواية "هل هذا هو الإنسان" وهي التحف الآدبية التي كتبها بريمو ليفي الناجي من معسكر أوشفيتس النازي. وجائت الندوات في اطار اليوم العالمي لذكرى ضحايا الهولوكوست صوته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

آن ماري ريفكوليفسكي رئيسة هيئة الادارة لمشروع علاء الدين جاوبت أسئلتنا التي تخص تلك الإجتماعات.



قبل مناقشة الفاعليات التي تم تنظيمها في عشر مدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حدثينا عن أهداف مشروع علاء الدين؟

طبقاً للرؤية الأصلية للمشروع تحت رعاية منظمة يونسكو فإن مهمة علاء الدين مزدوجة: لمحاربة إنتشار إنكار الهولوكوست، بينما نعمل على تشجيع الحوار بين الحضارات والاديان، التسامح والفهم بجعل اليهود والمسلمين واعون كلاً بتاريخ وثقافة الأخر. نحن نسعى لتحقيق تلك الأهداف عن طريق نشر المعرفة بلغات تلك المجتمعات وبالتحديد بالعربية والفارسية والتركية والفرنسية والإنجليزية ولغات آخرى.

مشروع علاء الدين يخاطب الرأي العام والمثقفون والسياسيون لينشر المعرفة بواسطة ترجمة الكتب المتعلقة بتلك الفترة –ولأول مرة- إلى العربية والفارسية ونشرها على مكتبتنا الإلكترونية www.aladdinlibrary.org وبواسطة تقديم معلومات مباشرة على موقعنا متعدد اللغات www.projetaladin.org حول الهولوكوست والتاريخ اليهودي والمجتمعات اليهودية في العالم الإسلامي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وننشر أيضاً في موقعنا مقالات من الإعلام العربي والتركي والفارسي حول تلك المواضيع. هدفنا الآخر هو تفسير تاريخ المجتمعات اليهودية في العالم الإسلامي أيضاً من خلال نشر المعرفة، والتفريق بين تلك الفترات التي كانت فيها العلاقات الإسلامية اليهودية متناغمة أو عنيفة. وبشأن الهولوكوست هذا سيتضمن أيضاً موقف الدور الإيجابي لحكام مسلمين مثل الملك محمد الخامس ملك المغرب ومنصف بيك التونسي والمواطنين في عدة أمم إسلامية والذي لعبوه في حماية الأرواح اليهودية. وبروح المعرفة المشتركة نود أيضاً أن نجعل الأوروبيين والغربيين يتعرفون أكثر على المجتمعات والثقافات العربية والإسلامية. ودعني أكون أكثر وضوحاً: لا يوجد معايير مزدوجة في مشروعنا فنحن نعارض جميع أشكال التحريض على الكراهية العنصرية سواء كانت موجهة ضد اليهود في شكل معاداة السامية أو ضد العرب او الشعوب الآخرى في الأجزاء المتفرقة من العالم الإسلامي. ونحن متأكدون أن التعليم ونشر المعلومات والمعرفة "للآخر" هم مفاتيح التغلب على الأحكام المسبقة والتنميط الموجود حالياً.

لماذا قررت التعامل مع تاريخ المجتمعات اليهودية في العالم الدول الإسلامية ولماذا توقفت عند إنفصالهم من تلك الدول؟

إجابتي البسيطة لسؤالك الآول هي إننا نفعل ذلك بسبب أن تلك الذكرى وذلك التاريخ في عملية إختفاء من تلك الدول التي غادرها اليهود لكي يستقروا في دول آخرى. والنتيجة أن الأجيال الجديدة اليوم غير واعية تماماً بأن المجتمعات اليهودية كانت جزء من تاريخ بلدهم ولديهم صورة مشوهة لليهود. المؤرخون والمثقفون في تلك الدول والذي نعمل معهم كانوا أول من أخبرونا حول أهمية تذكر وتعليم هذا الجزء من التاريخ المشترك، والذي هو غير متواجد اليوم .. أما بالنسبة لملاحظتك حول موقعنا الإلكتروني في إننا لم نتسمر تاريخياً فأنت محق ونحن نخطط لتطوير هذا الجزء في الموقع.

هل لديكم شركاء مسلمون يعملون معكم في مشاريعكم؟

بكل تأكيد: تأسيسنا لشبكة كتلك كان منذ البداية أولوية وأحد الأصول. أولاً شركائنا مثل الأمير حسن بن طلال من الأردن والرئيس عبدالله واد رئيس السنغال والأميرة هيا آل خليفة من البحرين وهي الأمرأة العربية الوحيدة التي ترأست الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورئيس موريتانيا الأسبق أولد محمد فال والسيد عبد الرحمن وحيد الرئيس الأسبق لإندونسيا والذي توفى مؤخراً. والأكثر من ذلك ففي "لجنة الضمير"، وهي الضمان الثقافي والأخلاقي لمبادرتنا تتكون من عدة شخصيات مثل الدكتور أدريس خروز رئيس المكتبة الوطنية في المملكة المغربية، والدكتور إلبير أورتايلي رئيس المتحف التوبكاب في إسطنبول والدكتور مصطفى سيرتش المفتي الأعظم للبوسنة والسيد هيدي باكوش رئيس الوزراء التونسي الأسبق والدكتور داريوش شايجان فيلسوف إيراني شهير. ومجلس الإدارة مكون من شخصيات تنتمي لثقافات وجنسيات وديانات مختلفة، مسلمون ويهود ومسيحيون على السواء. وأخيراً فبعد أقل من عام على إنطلاق المشروع في اليونسكو، فأكثر من ألف شخصية أكثر من نصفهم من العالم الإسلامي يدعمون مشروع علاء الدين. بعضهم إختار أن يتحدث علناً على موقعنا ويومياً فنحن نستقبل رسائل تشجيعية وإقتراحات وتصحيحات من زوار لموقعنا أغلبهم مسلمون (بمعدل 15000 زائراً شهرياً). مجلتنا الدورية يتم إرسالها لـ7000 شخص في أكثر من 50 دولة. وأكثر من 12000 كتاب إلكتروني مترجم للعربية والفارسية تم تحميلهم من على موقعنا.

الأن دعينا نتحدث عن جولة مؤتمرات الهولوكوست التي أكملتها لتوك. ماذا كانت أهدافك؟

في مارس الماضي جاء ممثلون من عدة دول عربية وإسلامية لباريس للمشاركة في فاعليات إنطلاق مشروع علاء الدين. ومعهم سألنا أنفسا سؤالين: أ) هل يجب ان نتحدث عن الهولوكوست في الدول الإسلامية؟ بالنسبة لنا فالأجابة كانت بكل وضوح نعم. ب) هل من الممكن التحدث عن الهولوكوست في الدول الإسلامية؟ لكي نكتشف الإجابة إحتجنا أن ننظم تلك الفاعليات. لذلك في يوم 27 من يناير أعلنت الأمم المتحدة اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، وعندها إقترحت أن ننظم مؤتمرات آدبية في تلك الدول حول كتاب بريمو ليفي "هل هذا هو الإنسان" ( أو "الناجي من أوشفتس" كما هو معروف في الولايات المتحدة). وقد قمنا بترجمته لأول مرة إلى العربية والفارسية. وأردنا أيضاً أن نقدم نفس الإطار التاريخي العام في سياق الهولوكوست.

لماذا هذا الكتاب؟

لإنها شهادة إستثنائية بسبب أبعادها الثنائية: فعلى جانب هي تشهد على الإعتقال والهولوكوست وعلى الجانب الأخر فهي تحاكم البشر والإنسانية بواسطة سؤالها للقارئ، أي قارئ. فكرنا أن قراءة بريمو ليفي هي أفضل طريقة ممكنة لتفسير ما حدث ولوضع نهاية لإنكار وتجاهل الهولوكوست. ويمكنني أن أخبرك مباشرة إننا كنا على حق.

وبعدها طلبنا من وزارة الخارجية الفرنسية أن تكون شريكتنا لكي تكون المراكز الثقافية الفرنسية في تلك الدول قادرة على تنظيم معنا تلك المحاضرات وقد قبلت الوزارة. وهكذا أمكننا تنظيم في الفترة ما بين 26 يناير و5 فبراير محاضرات آدبية وتاريخية في المراكز الثقافية الفرنسية، ومؤسسات ومدارس فرنسية في 9 مدن: القدس والناصرة والدار البيضاء وتونس وإسطنبول والقاهرة وبغداد وإربيل وعمان. والرباط حيث تمت إقامة الفاعلية في المكتبة الوطنية.

كيف تم تنظيم جولة كتلك؟

بشكل رئيسي كان بفضل إخلاص وطاقة أكثر من 50 شخصية والذي آمنوا بنبل وأهمية هذا المشروع! وبما إنني قلت هذا، اود أولاً أن أحيي برنارد كوتشنر وزير الخارجية والذي كان إخلاصه الشخصي عامل كبير في التنفيذ الملائم لهذا المشروع. وقد تمكنا من الإعتماد الكامل على وزارة الخارجية ومعظم سفرائنا ومستشارينا الثقافيين ومديري المؤسسات والمراكز الثقافية في تلك الدول على الرغم من أن كل هذا تم تنظيمه في فترة زمنية قصيرة. وبإسم مشروع علاء الدين أنا أود أن أشكرهم جميعاً. فدعمهم ومساعدتهم كانا حيويين للغاية. وكذلك فنحن شاكرون بنفس القدر لإصدقاءنا المسلمون المثقفون من أصحاب الكلمة المحترمة والذين تحدثوا مع السلطات وشاركوا في العشر مؤتمرات: البروفيسور محمد الدجاني في جامعة القدس بالقدس والسيد خالد كساب والدكتور يوسي شيتريت من جامعة حيفا في الناصرة والدكتور جيجيز اختر وإلبير أورتايلي في إسطنبول والدكتور محمد فنطر في تونس والدكتور جامع بيضاء وادريس خروز في الرباط والمفكر المشهور طارق حجي في القاهرة والدكتورة أميرة مصطفى في عمان والدكتور عادل الكيار والدكتور علي الرفاعي رئيس كلية الحقوق بجامعة بغداد والسفير حسين سنجاري والمؤرخ الكردي المعروف دكتور كمال مظهر في إربيل.

وأعضاء مشروع علاء الدين من الشخصيات المختلفة ألزمت نفسها بالنجاح الكامل لتلك الفاعليات. ودعني أبدء بثلاثة من الأعضاء المؤسسين لمشروع علاء الدين والذي صنع إلتزامهم الحيوي فارق مهماً: أندري أزولاي مستشار عاهل المغرب والذي قام بخطاب رائع في المكتبة الوطنية في الرباط، ونائب الإدارة سيرجي كلارسفيلد والذي سافر آلاف الأميال إلى تونس والقاهرة وعمان وبغداد وإربيل وتحدث بلا كلل حول التاريخ وذكرياته الشخصية والسفير جاك أندرياني رئيس "لجنة الضمير" والذي كانت خبرته وحنكته الدبلوماسية عامل مهم في نجاح مبادرتنا. ويجب أيضاً أن أذكر بشكل خاص كلود لانزمان والذي كان يجب عليه أن يعصر نفسه في رحلة عودة من 24 ساعة إلى إسطنبول في وسط جولاته. وقد تحدث بحب حول فيلمه "شواه" وحول مشروع علاء الدين ونحن ننتظر إطلاق فيلم "شواه" لمشروع علاء الدين في تركيا مع ترجمة تركية. آني ديان روزنمان أعطى تعليقاً على بريمو ليفي أما مثقفون تونسيون ومعلمون وباحثون، جان موتابا شرح بريمو ليفي في مؤتمر الناصرة وحللها وقام بتكريم سالم جبران، مؤلف وشاعر ومترجم "هل هذا هو الإنسان" للعربية. الدكتور علي السمان وهو شخصية مصرية معروفة ترئس بشفافية ومسؤولية الآمسية الأدبية في القاهرة والدكتور عبده الفيلالي الأنصاري والذي ترك ملاحظات آدبية مهمة على الآمسية الأدبية في المغرب. فرانسس زيماري سفير قضايا حقوق الإنسان أعطى لنا دعم غير متوقف وذهب إلى بغداد لمخاطبة الأمسية الآدبية بجانب سيرجي كلارفيلد وأبي رادكين. وأخيراً أصدقاء آخرون إنضموا للمشروع مثل المؤرخ جان فرانسيس فورج والذي ذهب لإسطنبول والدكتور جول كوتيك ولوبا جرجينسون والذي سافر إلى المغرب والدكتور فيليب مينراد والذي سافر إلى القاهرة. والحاخام دانيل فهري تمت دعوته للأمسية في تونس بواسطة المعهد الفرنسي.

ودائماً عندما تنظم أحداث بذلك المستوى هناك "أوراق طائشة" تجبرك على الإرتجال. المؤرخ الألماني بيتر شوتلر كان عالق في برلين بحمى خطيرة وتم إستبداله في أخر لحظة بالمؤرخ الفرنسي فرنسيس لافون من السوربون.

وبإختصار فقد تم تحقيق كل هذا بواسطة عمل جماعي تم تنظيمه بواسطة مديرنا التنفيذي الممتاز أبي رادكين والذي كان حاضراً بنفسه في عدة مدن.

وإلى أين ذهبت بنفسك؟

إلى القدس والناصرة ورام الله والقاهرة. ويجب أن أخبرك بإنني عندما سمعت الشاعرة المصرية السيدة هالة عزيز تقرأ في القاهرة مقطوعة بريمو ليفي حول إنتقاء المرحلين الإيطاليين في معسكر الموت بيركيانو بالعربية وبواسطة صمت مدهش قلت لنفسي أن تلك هي الإنسانية المشتركة التي ننتمي لها جميعاً والتي أراد النازيون أن يقضوا عليها فينا في أوشفيتس، وهي تنبع من تلك الكلمات من أعماق قلوب وعقول كل ما كان يستمع.

كيف كان رد فعل الجمهور في المدن العشر؟

كل الفاعليات تمت في جو من التمدن والإحترام المتبادل. إستمع الجمهور بإنصات وكانوا غاية في الإحترام للمفاهيم والتفسيرات التي قدمها مشاركينا حتى ولو كانوا بالفعل على دراية بتاريخ الهولوكوست. على الأغلب كان يمكن الشعور بالمشاعر التي تنتشر في القاعة عندما تحدث مساهمون معينون مثل سيرجي كلارسفيلد أو الحاخام فهري عن تجاربهم الشخصية.

من جاء ليستمع لكم جميعاً؟

كانوا متنوعون. الاغلبية العظمى التي شكلت الجمهور كانت من المثقفون والأكاديميين وناشطي الحقوق المدنية والطلاب من الاتراك والعرب والأكراد وبالطبع أيضاً الشخصيات التي دعمت مشروع علاء الدين في تلك الدول. عدد الضيوف الحاضرون إختلف طبقاً للمدينة. وبشكل عام فنحن قدمنا تاريخ الهولوكوست لأول مرة لأكثر من 1500 شخص والذين تضمنوا أربع وزراء ونائب وزير وخمسة برلمانيين وتسعة عشر سفيراً وأربع رؤساء جامعات وثمانية رؤساء كليات وكذلك رؤساء الجاليات اليهودية في تونس وتركيا ومصر والمغرب.

ماذا كانت المشابهات والإختلافات بين كل مدينة وآخرى؟

بالطبع على الرغم من صعوبة تلخيص المقابلات في تلك المدن المختلفة. فقبل كل شئ أود أن أؤكد على أن حقيقة أن شخصيات رئيسية في العالم الإسلامي تدعم مشروع علاء الدين بالفعل - وقد عرضنا فيلماً قصيراً عن إنطلاق مشروع علاء الدين في اليونسكو في كل تلك الفاعليات- وقد ساعد هذا الجمهور على الإسترخاء. وحقيقة أن مشروع علاء الدين قد اعطى الأولوية لنشر المعرفة والتعليم من خلال ترجمة كتب ووثائق كانت محل تقدير كبير. وفي كل الإجتماعات تم ذكر النقص في الكتب بالعربية!! وقد تم إخبارنا أيضاً أن أسعار كتبنا لهؤلاء المهتمين غالية للغاية على سكان تلك الدول وبالذات لهؤلاء الذين لا يتمتعون بخدمة الإنترنت لكي يستطيعوا تحميل كتبنا من المكتبة الألكترونية. واحدة من خطواتنا القادمة سوف تكون لنشر طبعات قليلة التكلفة من تلك الكتب. وبالنظر إلى العروض التي إستلمتها بالفعل من الناشرين في المغرب فأنا متفائلة بأننا سنستطيع توزيعهم.

والمشابهة الآخرى التي يجب الإشارة إليها هو أن إستقبال تاريخ الهولوكوست كان أسهل بشكل كبير منذ الحظة التي ذكرنا بها أن الهولوكوست كان نتيجة معاداة للسامية أوروبية مسيحية وأن بعض الدول العربية كانت مثالاً يحتذى به في مواجهتهم للسياسات النازية في مدينة فيتشي الفرنسية.

العامل الثالث المشترك والذي ذكرته بالفعل كان إصرار محاضرينا المسلمون المثقفون أن تاريخ المجتمعات اليهودية في تلك الدول يجب ان يتم تدوينه بالعربية وتدريسه للأجيال الصغيرة. تلك القضية بالطبع تتطلب إرادة سياسية قوية وأتمنى أن نستطيع العمل مع المؤرخون المحليون والهيئات في تلك الدول والتي تشاركنا نفس الأمنية والتي تشكل خبرتهم الحيوية والتراكمية عامل أساسي لنجاح مثل هذا المشروع.

أخيراً، فقد تم طرح موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وموقف الفلسطينيون في غزة عدة مرات ولكن لم يمزج أحداً بين طبيعة الهولوكوست والصراع السياسي بين الأسرائيليين والفلسطينيين. كانت بالطبع القضية الفلسطينية حاضرة أكثر في القدس والناصرة وبشكل أقل في دول أخرى.

ما كان واضحاً بالنسبة لي هو الأمنية بل يمكن أن أقول الطلب، من المثقفون المسلمون لإيجاد الكلمات والنبرة والأسلوب والذين سيعلمون هم أنفسهم أخوانهم المسلمون بهم تاريخ الهولوكوست وتاريخ العلاقات اليهودية الإسلامية بلغتهم. وعلى الجانب الأخر فقد أملوا أن نجعل الأوربيين على علم بالاعمال الكبرى لمفكريهم وكتابهم. وهذا أيضاً الهدف الثاني لمشروع علاء الدين وسوف نعمل مع أصدقائنا المسلمون لكي نرى كيف يمكن تحقيق ذلك.

لماذا أنت محبطة من الإعراض النسبي للفلسطيين في القدس؟

في الوقع لقد توقعته. فذلك الإجتماع والذي كان محدداً في رام الله في البداية كان يجب نقله للقدس الشرقية في أخر لحظة لأسباب أمنية. لذلك لم يكن هناك وقت لكي ندعو المشاركين العرب بشكل لائق في المدينة. لذلك أنتهى بنا الأمر بحوالي 25 شخصاً وقلة قليلة منهم كانوا عرباً. لم أكن متفاجئة، حيث ساهمت عوامل آخرى في غيابهم: تنظيم في آخر لحظة، وعدم وجود ترجمة عربية وبالطبع حيوية الصراع والوضع في غزة. ويجب أن أقول أن شخصيات فلسطينية مهمة تمت دعوتها مثل السيد ياسر عبد ربه والسيد فيصل الحسيني وقد إعتذروا عن المجئ بسبب تلقيهم الدعوة قبل المؤتمر بيوم واحد. وفي ذلك الإجتماع تم طرح القضية الفلسطينية بواسطة العرب في الغرفة والذين لم يقارنوها مع الهولوكوست، ولكن عبروا عن خيبة أملهم من أن معاناة الإسرائيليين واليهود لم تختلف عن معاناتهم. ولكن الخط الفاصل كان في خطاب الدكتور محمد ديجاني من جامعة القدس والذس يرئس حركة الوسطة والمصمم على العمل على تلك القضية. وقد إعتقد إنه يمكننا أن نزيد بتدريس الهولوكوست في الجامعة وبالطبع بواسطة مؤرخون إسرائيليون. في الناصرة الدكتور يوسي حتريت من جامعة حيفا ترئس الإجتماع في قاعة المؤتمرات والذي دعمه العديد من الجمهور من المهتمين.

كيف كانت ردة الفعل السياسية؟

يبدو لي بشكل طيب. في المغرب كان الدعم الرسمي متمثل في حقيقة أنه تم الترحيب بنا في المكتبة الوطنية لمملكة المغرب وبواسطة مستشار الملك آندري أزولاي. في تونس كان مستشار الرئيس بن علي الدكتور محمد فنطر هو من تحدث خلال تلك الامسية. في مصر حضر السيد حسام نصار نائب وزير الثقافة وقد ناقشنا مع مسؤولون مصريون رفيعون إمكانية تنظيم مؤتمر في مكتبة الإسكندرية. في الأردن حيث كان الموقف أكثر حساسية. كان لأبي رادكين وسيرجي كلارسفيلد مقابلة مثمرة مع الأمير حسن. وآخيراً وجود وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي السيد رياض فهمي في مقابلة بغداد وكذلك السيد رؤوف عبد الرحمن وزير العدل والسيد ماجد أمين وزير شئون الشهداء وقد حضروا مؤتمر إربيل وقد أعطى حضورهم نفس المعنى.

والصحافة؟

نحن نستقبل من عدة ملحقين دبلوماسيين المقالات الصحفية لكي نترجمها ولكننا أيضاً نستعرض مواقع ومدونات. عشرات الصحفيون حضروا المؤتمرات والتي تم تغطيتها بشكل موسع من الإعلام والمحطات التليفزيونية: (الجزيرة بالعربية والإنجليزية، فرانس 24 بالعربية والإنجليزية والفرنسية، قناة كردستان العراق وقنوات آخرى) ومحطات إذاعية (راديو هولندا الدولي بالعربية، راديو أصوات، راديو الأطلسي في المغرب، راديو العراق الحر ...) ووكالات إخبارية (الوكالة الوطنية المغربية الإخبارية، الوكالات التونسية الوطنية، الوكالة العراقية الإخبارية، وكالة أصوات العراق ...) ومئات الجرائد والمواقع الألكترونية. وكذلك كما هو متوقع كانت هناك المقالات السلبية من الإعلام القريب للدوائر الراديكالية والتي إنتقدت مشروع علاء الدين كمشروع "صهيوني" والذي يهدف للتغطية على تقرير جولد ستون!

ما هو تقييمك لظواهر معاداة السامية في تلك الدول؟

لا يمكن أن يجاوب الشخص بجدية على هذا السؤال بعد قضاء وقت قصير فقط في تلك الدول. ولكن يمكنني إخبارك إنه خلال العشاء التي إستضافه السفير الفرنسي في تركيا، عدة قادة من الجالية اليهودية في تركيا تحدثت عن الإتجاهات الجديدة لمعاداة السامية وإنكار الهولوكوست في تلك الدولة. لقد كانوا –وبقوة- في صالح الجهود الإيجابية، مثل تلك التي يفعلها مشروع علاء الدين، لكي يزيدوا المعرفة الإسلامية باليهود واليهودية كطريقة فعالة لمحاربة التنميط والأسطورة. وليس جديداً أن نقول بالطبع أن في أجزاء كثيرة من العالم العربي صورة الإسرائيليين "كقتلة الأطفال" والكاريكاتيرات المنتشرة حول اليهودي الغني المستغل تأتي من الأقمار الصناعية إلى شاشات التلفاز.

أنا أكرر أن العديد من المثقفين المسلمين الذين قابلناهم شددوا على أهمية تدريس ماضي اليهود في العالم الإسلامي من أجل محاربة التنميط والكراهية التاريخية بين اليهود والمسلمين، وكأنا في جيناتهم أو هذا هو قدرهم. وإذا لم يتم هذا فمن الواضح أن معاداة السامية سوف تستمر في النمو. فمازال يباع في الشوارع كتابي كفاحي لهيتلر وكتاب بروتوكولات حكماء صهيون، ولكن للمرة الأولى في معرض الكتاب في القاهرة لم يكونوا على الأرفف ... علينا أن نتخلص من آدب الكراهية والعنصرية ضد اليهود والعرب والشعوب الاخري من محلات الكتب وكذلك من الإنترنت!

في النهاية، هل تظنين أن مبادرة علاء الدين الجديدة تلك هي إيجابية؟

من السهل قول نعم: ولكننا هنا من أجل المدى البعيد. فالكثير من الرياح الشريرة تتجمع لنشر الكراهية وعدم التسامح في جميع المجتمعات. وهذا التطور والتغير للعقول هو ثمرة مجهود طويل من التعليم والقراءة ووضع الأمثلة. ولكن واحد من نقاط قوة علاء الدين هو العمل على أهداف بعيدة المدى ... وأن الإيمان إنه في عز المحنة علينا التمسك بآمالنا. على أي حال فهذا هو إعتقادي الرئيسي. في العام الماضي ممثلي القادة المسلمون جاءو لإنطلاق مؤتمرنا في مقر اليونسكو بباريس وكانت أبواب الإحترام للحقيقة التاريخية والتسامح نصف مفتوحة. واليوم فقد ذهبنا نحن لهم وكانت الأبواب نصف مفتوحة، أبواب المثقفين والمعلمين والمجتمع المدني. الخطوة الثالثة خاصة بهم: عليهم أن يستمروا. بالطبع سوف نكون هناك من أجل الترجمة ولكي نساعد في تدريب المعلمين والباحثين لكي يبقوا الأبواب مفتوحة بقدر الإمكان، أبواب مفتوحة للتاريخ وثقافة الأخر.

ما هو مشروعكم القادم؟

بإختصار، علينا أولاً أن نطور علاقتنا بشركائنا في تلك المدن التي إستضافت تلك الفاعليات. هذا ضروري من أجل التحرك للأمام في مسألة تدريس تاريخ الجماعات اليهودية، وترجمة كتب جديدة حول الهولوكوست، ونشر الكتب التي تمت ترجمتها بالفعل وإستخدامها في فصول التدريس، وخاصة مذكرات آن فرانك وكتاب هل هذا هو الإنسان. وسوف يكون لدينا سلسلة من المقابلات لتحليل المؤتمرات مع كل الأشخاص الذين تحدثوا في تلك المدن العشر، وأنا مقتنعة انه ستظهر أفكار جديدة. كذلك نحن نحتاج أن تتم ترجمة فيلم كلاود لانزمان "شواه" للتركية والعربية والفارسية ولتنظيم عرضهم بواسطة الشبكات التلفزيونية. وهناك مشروع لمعرض في إسطنبول. وتدريب مدرسي التاريخ والآدب بمساعدة اليونسكو سوف يساعد كثيراً وكذلك مؤتمراً بالأسكندرية قيد التحضير. في النهاية سوف يكون هناك زيارة لأوشفيتس على الأغلب في ديسمبر القادم بدعوة من عمدة باريس ومشروع علاء الدين واليونسكو. وقد إتفقنا لتونا مع المدير العام الجديد لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا.

كلمة آخيرة؟

خلال المناقشات في مشروع علاء الدين في بغداد، الدكتور العراقي عادل القيار قال: "ثلاثة عباقرة يهود غيروا وجه العالم الحديث: ماركس وأينشتاين وفرويد...هل هناك أمل أن يكون العبقري الجديد خارج من مصباح علاء الدين لإحلال السلام في تلك المنطقة؟"

أنا لا أتوهم: أنا أعلم بالضبط حجم التحدي الذي يقابلنا، ولكني أعلم أيضاً أنه من خلال العمل الجاد والإيمان الثابت يمكننا تحقيق تغيير. وإلا ما هو البديل؟ مثلما قال الرئيس عبدالله واد في فاعليات إنطلاق مشروع علاء الدين في اليونسكو: "أسوء سلوك يمكن أن ينتهجه الإنسان هو فعل لاشئ والإنتظار. آملاً أن الأشياء سوف تتحسن بمفردها. نحن نحتاج أن نكون حذرين ومستعدون للمحاربة دون توان على جميع الجبهات."

لا يمكنني سوى أن أنصح قراءك أن يقرءوا خطاب الرئيس عبدالله واد كاملاً، فهو ملهماً وملئ بالحكمة وبعد النظر








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-12-18, 21:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-20, 08:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي
















رد مع اقتباس
قديم 2010-12-20, 21:35   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك هذا المجهود الطيب










رد مع اقتباس
قديم 2010-12-21, 11:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
al mokhis
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية al mokhis
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخفى, العالم, الإسلامى, بريمن, قراءة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc