**مصعب بن عمير** الشيخ محمد الغزالي رحمه الله

[زكرياء1409]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطفات من كتاب تأملات في الدين والحياة للشيخ محمّد الغزالي رحمه الله تعالى ص 189


مصعب بن عمير رضي الله عنه **فاتح المدينة قبل الهجرة **

نحن أمام رجل مبادئ من الطراز الذى يظهر فى آفاق الحياة ثم يختفى

كما يظهر الشهاب فى ظلمات الليل البهيم , ويبرق وميضه لحظات ثم يتوارى

سريعا وقد احترق بما فيه , ونشأة مصعب بن عمير ومحياه ومماته فصول فريدة

فى تاريخ الدعوات الكبرى , الدعوات التى تقوم على الجهاد المضنى , والكفاح الرهيب ,

والتى تتطلب لها وقودا من شهداء لا يعرفون إلا التضحية والفداء , ولا

ينتظرون من هذه الحياة الدنيا راحة أو نفعا.

وقد يقرأ المرء سيرا شتى لأبطال كثيرين , ولكنه ما أن ينتهى من قصة مصعب ويتتبع مراحلها

الأولى والأخيرة إلا ويشعر بأنه أمام بطولة خاصة, حشو أديمها اليقين الغالى والثبات الرائع . فكأنما

عاش الرجل ما عاش لينفخ من روحه ودمه وأعصابه فى مثل من هذه المثل العليا التى يتخيلها

البشر , ثم يولى وقد ترك للدعاة إلى الله أسوة تهتاج لها المشاعر , وترمقها إلى الأبد نظرات

الإعجاب والتكريم....

[_أمل جديد_]

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

[جواهر الجزائرية]

مصعب ابن عمير رضي الله عنه أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في بيعة العقبة الأولى أول من أم المسلمين في صلاة بالمدينة.
غرة فتيان قريش وأوفاهم بهاءا وجمالا وشبابا مصعب ابن عمير أعطر فتيان مكة لم يظفر شاب بالتدليل مثله .أي فتى قريش كان المددل المنعم والمسلمين ينادوه مصعب الخير الى جانب أناقة المظهر زينة المجلس والندوات على رغم من حداثة سنه.سمع بالنبي ومن تبعوه من المسلمين أنهم يجتمعون في دار الأرقم فلم يتردد وسارع وسمع الايات وأنبهر بالدين الجيد وأسلم .
كانت أم مصعب (خناس بنت مالك ذات قوة في شخصيتها ونفوذ وكانت تهاب الى حد الرهبة .وحين اسلم مصعب خاف أمه وكتم إسلامه لحين يقضي الله أمرا .لكن أبصره عثمان ابن طلحة وهو ذاهب الى دار ابي الارقم .فأسرع عثمان الى أم عمير واخبرها بإسلام مصعب فجن جنونها .ووقف مصعب امام أمه وعشيرته وأشراف قريش يتلو آيات الله القرآن ليطهر القلوب.
سجنته أمه في أحد أركان البيت وأحكمت الغلق عليه.حتى علم أن هناك من المسلمين من يخرج الى الحبشة فأحتال على أمه وخرج الى الحبشة .وعاد الى مكة ثم هاجرة الثانية الى الحبشة. وحاولت أمه حبسه مرة أخرى إلا أنه هددها بان يقتل كل من يحبسه .ماعليها إلا أن رضخت وودعته باكية فأقترب منها وقال يا أماه اني لك ناصح .وعليك شفوق .فأشهدي أن لا إله إلا الله أن محمدا عبد الله رسوله ..أجابته غاضبة قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيزري بديني ويذهب عقلي.
خرج مصعب من نعمة الحياة من العطور الفاخرة والثياب الحرير والمىكل والملذات الى الثياب الصوف الخشن وكان يأكل يوم ويجوع يوم كان خاشعا بكيا لذكر الله راه رسول يوما صلى الله عليه وسلم قال ((لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه .منه ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله.) وأقام في منزل ا سعد ابن زرارة الصحابي الانصاري
في غزوة أحد أحتدم القتال حمل مصعب اللواء يوم أحد فلما جال المسلمين ثبت به مصعب .فأقبل ابن الاقميئة وهو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها .ومصعب يقول وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل)واللواء بيده اليسرى فضربه في يده اليسرى فقطعها فحنى على الواء وضمه بعضديه الى صدره وهو يقول وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل )ثم حمل الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح ووقع اللواءوسقط مصعب شهيدا .آه من قوة الايمان هولاء تزعزع القلب وتذرف الدموع .
حينما تفقداه شهيدا ولم يجدو له كفنا سوى نمرة فإذا وضعت على رأسه تعرت رجلاه وإذا وضعت على رجله برزت رأسه .فقال صلى الله عليه وسلم أجعلو مما يلى رأسه على وجعلو على رجليه نبات الإذخر) وقد مثلو المشركين بجثمانه تمثيلا ممن أفاض دمع صلى الله عليه وسلم وأوجع فؤادهوثقال وهو يقف عندهم ( رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه)ثم ألقى بالاسى على بردة التي كفن فيها وقال ( لقد رأيت بمكة وما بها أرق حلة .ولا أحسن لمة منك.ثم هاأنت شعث الرأس في بردة) وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم (( رسول الله يشهد لكم بأنكم شهدا عند الله يوم القيامة )مصعب ابن عمير رضي الله عنه وأرضاه .

[زكرياء1409]

جزاكم الله خيرا على المرور الطيّب ..

أسأل الله لنا ولكم التّوفيق والسّداد والرّشاد..