ها قد مر على الفراق ثلاثة أيام كاملة ، و ها إن الصبر لم يعشش في صدري ، و ها هو القلم يعاف الصمت و ينكره ، لم يكن الأمر بيدي و لم يتوقع أحد هذه النهاية أبدا ، و ما حدث لم يكن إلا تجسيدا غريزيا لثورة العواطف المهزومة الشاردة ، كم بدوت لي متواضعا متأنيا من أول يوم عرفتك ، بسيطا بساطة الريف الذي تنحدر منه جذورك ، قويا كأشجار الكافور السامقة ، حنونا كأقصى حد يسعه معنى الحنان ...... أتذكر في هذه اللحظة عندما قلت لك : أخاف أن تكتشف فتاة غيري مدى الروعة التي تسكنك ، فقلت لي ممازحا : لا تخافي فأنا السر المبهم الذي عجزت الفتيات عن حله ....
- أعرف أن أفكاري تبدو لك مشوشة في هذا الحين و لكنك تفكر في هجري ، تود أن تكفر عن خطيئة عكرت حياتك ، فأقبلت عليها منذ مدة تود استئصالها من حياتك كأنها ورم خبيث ، ما العيب في أن أكون غنية و تكون فقيرا ؟؟ مالفرق و أنت الذي علمتني أن الفرق يصنعه قلب الرجل لا منزلته المادية ، يحزنني ان أراك تتنصل لفلسفة ترعرعت في دمائك منذ عهدك الأول بالمشي ، يحزنني أن أراك تتحول من معلم يقذف بالحكم من فمه إلى منهزم متهور تتقاذفه أمواج الإنكفاءات تباعا ، صدقني فالحب و الكره لا يلتقيان في قلب واحد كما لا يلتقي الجبن و الشجاعة على حد السيف ...
و ها أنت تتهرب مني بحجة الفقر و الغنى ، و لكن أنسيت أن في صدري قلب نابض ؟؟ .... أنسيت كم من العذابات عانيت و أنا أنتظر عودتك من الخدمة الوطنية ؟؟ .... إنها عام و نصف العام من الشوق و اللهفة الكاوية ، إنها فترة طويلة تحيل الصخر إلى ماء . تتهرب مني مجددا دافعا خلف ظهرك زمن كلله الحب و الوصال ، و رغم ذلك كله ما زلت أحبك .... و رغم جفولك أحبك ، و رغم كل شيئ أحبك .... من كل أعماقي أحبك ،و أضعاف ما أعطيتني من حب أحبك ، سأدفن في صدري جفولك و خوفك تهربك ......ثق تماما عند قراءتك لهذه الرسالة أنني في انتظارك كسابق عهدي و لكن على شرط واحد : " أن تعود كما كنت "
- و عندما قرأ رسالتها تفجرت بالدموع عيناه ، تحطم قلبه و هو يصطدم بحبها الصادق المشع ، بحث عنها طويلا ، وجدها ...... اعترف لها بالحب مجددا ...... فما كان منها إلا أن قالت : ها قد عدت كما كنت أخيرا .... و توج حبهما اخيرا بزواج طربت له ذرات الأرض .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-12-08, 11:35
عد كما كنت - رسالة -
العرض العادي
