السلام عليكم
الموضوع الأول :
نص السؤال : هل يكفي التكرار وحده في اكتساب العادة ؟
المقدمة : تعرف العادة على أنها سلوك مكتسب بالتكرار و يعرف "ابن سينا" التكرار بأنه إعادة الفعل الواحد مرات عديدة زمنا طويلا في أوقات متقاربة فهل تكوين العادات يتوقف على دور التكرار فقط ؟
التحليل :
أ- العادة تكتسب بواسطة التكرار :
يؤكد أنصار النظرية الآلية على دور التكرار في اكتساب العادة حيث قال "أرسطو" قديما "العادة وليدة التكرار" فحفظ قصيدة شعرية يتم بتكرار قراءتها عدة مرات بحيث تصبح الكلمة عن طريق الإشرط إشارة تدعو الكلمة التي تأتي بعدها .
وهو ما تؤكد عليه النزعة الارتباطية التي ترى أن اكتساب العادة ما هو إلا تكرار حركات وربط بعضها ببعض حيث تصبح حركات الفعل منسجمة و مترابطة فالحفظ عن ظهر قلب يعني ربط الحركات ربطا قويا .
لا يمكن إنكار دور التكرار في تكوين العادة لكن الحركات فيها تجديد و الذي يكتسب عادة لا يعيد الحركات ذاتها بل يعدلها وعليه فالتكرار وحده غير كاف .
ب- العادة لا تكتسب بالتكرار وحده بل لابد من الوعي :
يذهب أنصار النظرية العقلية إلى أن اكتساب العادة يتم بواسطة العقل والإرادة والاهتمام الذي يوليه الشخص لمحاولاته حيث يرى " فون دير فيلت " أن الحركة الأخيرة أي العادة ليست مجرد إعادة للحركات السابقة حيث يقول: " الحركة الجديدة ليست مجرد تجميع لحركات قديمة " . وهذا الرأي نجده عند الكثير من أنصار الاتجاه العقلي حيث قسم " مين دي بيران " العادة إلى عادات منفعلة يتعودها الإنسان دون الشعور بها , وعادات فاعلة و هي التي يتدخل فيها العقل والإرادة .
لا يمكن إنكار دور العقل في تتبع الحركات (تثبيت المحاولات الناجحة وحذف المحاولات الفاشلة) لكن الواقع يكشف دور التكرار في اكتساب العادة فلا يمكن إنكاره .
ج- العادة وليدة التكرار و الوعي :
- العادة سلوك يكتسب بالتكرار , وليس سلوكا لا شعوريا بل سلوك يخضع إلى العقل الذي يراقبه ويعدله كلما اقتضت الضرورة . حيث يقول " بول غيوم" في كتابه " تكوين العادات " " إن علم النفس لا يجد صعوبة في استخلاص شرطين في تكوين العادات وهما : من جهة مرات تكرار الفعل ومن جهة أخرى الاهتمام الذي يوليه الشخص لفشله وإنجاحه " .
الخاتمة : إن التكرار هو العامل الجوهري والمباشر في اكتساب العادة بينما الإرادة والوعي والاهتمام هو العامل المتمم وغير المباشر في تكوين العادات .
الموضوع الثاني:
La Volontéالإرادة
ما هي الارادة ؟ ـــ هي القصد الى الفعل، والإصرار على تحقيق الهدف ـــــــــــــــــ
صفــــات الفعل الارادي
الفعل الارادي فعل جديد /،ارادة الفرد تظهر دائما في مواجهة المشاكل الطارئة ، فتتطلب منه المواجهة و الإقدام و الإصرار على إتيان الغرض و الإرادة تنظم الحركات ، أو التصورات تنظيما موافقا للظروف الجديدة مثل اختيار مهنة معينة ، أو التصرف بحكمة عند تعرضنا لمشكلة .الفعل الارادي فعل تأملـي / فالإرادة تمنع الفرد من الاندفاع الآلي ، وتقلب الفعل الغريزي أو الاعتيادي الى فعل تأملي مقصود ،. و معنى ذلك أن المرء يشعر بما يفعل ، و يعي ما يقول ، و يدرك في الوقت نفسه غاية فعله، و يختار الوسائل التي تمكنه من تحقيق مبتغـاه ، فالفعل الإرادي إذن فعل معقـول . الفعل الارادي فعل ذاتي / و معنى ذلك أنه يتبدل بتبدل الأفراد ، و يعبر عن رغباتنا و مقاصدنا ، فالفعل الارادي مخالف لفعل الاعتيادي لأن العادة تقوم على التكرار ، و هو مباين أيضا للفعل الغريزي لأن الغريزة عمياء
مـــراحل الفعل الارادي
1- تصور الهدف / الذي نريد الوصول اليه ، و هذا التصور مشترك بين نية الفعل و ارادة الفعل ، به يتميز الفعل الارادي عن الفعل المنعكس ، و الفعل الغريزي – 2 المناقشة و التدبر / قبــل الإقدام على الفعل نجري حوار مع الذات و ننظر في بواعث الفعل ، و في الوسائل و الطرق التي تمكننا من تحقيـق الهدف ، و نرى ان كان ينبغي فعله او تركه - 3 اتخاذ القرار/ ان المناقشة في البواعث والعوامل تسوق الى العزم أي اتخاـذ القرار و الفصل في الأمر اما بتحقيق الفعل او تركه فالقرار هو اختيار احد أحد الأفعال الممكنة يقول هيدجـر (الفـعل الارادي هو اختيار وجه من أوجه الممكن و نبذ سائر الممكنات )
4 التنفيذ/ يتعلق بالظروف الخارجية ، فيتحول الحكم الى سلوك ،
شروط الفعل الارادي
1- تصور المثل الأعلى / ضروري لكل إنسان . و هو يختلف باختلاف الناس و يتبدل بتبدل ظروفهم المادية و النفسية و الاجتماعية ، فالمثل الأعلى للفنان هو التعبير عن الجمال ، و المثل الاعلى للعاـلم هو الكشف عن الحقيقة ، و المثل الاعلى للقائد هو الفوز في المعركة و، و المثل الاعلى للطالب هو النجـاح في الامتحان ، و المثل الاعلى للحسناء أن تحضى بفتى جميل غني ، يحبها و تحبه ، و لهذا المثل الاعلى سلطـان قوي على النفس ، و هو الذي يوجه أعمالنا ، و يحشد قوانا النفسية في خدمة غاية واحــدة 2- الايمان بالنفس / إذا لم يؤمن الإنسان بنفسه خسر معركة الحياة ، و اذا لم يقاوم شعوره بالنقص ضعف و انتكس ، ان الشاب ضعيف الإرادة يقول في نفسه : انا لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل ، و اذن فأنا لا أصلح لشيئ ، أما قوي الإرادة يجد نفسه قادرا على القيام بكل عمل ، و قادرا على تحقيق ذاته . يؤمن بقدرته ، و يثــق بنفسه 3 - تنظيم الافكــار/ في الارادة يتم تنظيم الأفكار و السيطرة على النفس ،ان أعظـم الرجال أكثر الناس سيطرة على عواطفهم ، و أهوائهم ، وإدارة أنفسهم بأنفسهم ، لأنهم يريدون ما يفعلون ، و يفعلون ما يريدون ،فالإرادة تتلاشى عندما يقع العقل في قبضة الغرائز و الشهوات العمياء ، فتصبح الأفكار مشوشــة ، و الرغبات متناقضة ، وغالبا ما ينتهي الأمر في هذه الحالة باختيارات سيئة و قرارات فاشلة . ان الارادة لا تكــون قوية الا اذا كانت الافكار و النزعات المقومة لها قوية أيضا . فالطالب الناجدح هو من يفكر في الوسائــل و الطرق التي تجعله ينجح ،كضرورة الاجتهاد ، و تنظيم المراجعة ، وتحدي العوائق التي تحول دون تحقيقه ، لذلك كــان معنى الإرادة مرادفا في لغة علم النفس لمعنى الجهد
العلاقة بين العادة ولارادة
العادة متصلة بالإرادة ، لأن الحركات الارادية مبنية على حركات آلية مستقلة مسبوق بتصور واضح ، و هذه الحركات الآلية ضرورية لحذوث الفعل الارادي ، و هذا يدل على ان العادة ليست وظيفة من وظائف الحفظ و الاتباع ، و انما هي في الوقت نفسه عامل من عوامل التقدم و الابداع ، فآلية الفعل تسهل القيام بالفعل ، و تزيد في سرعته ، و تقلل الخطأ و التعب ، و الارادة من جهة أخرى تعيد تنظيم حركات اعتيادية سابقة و تهذيبها مع ازالة حركات غير مفيدة ، فالشخص لا يكرر أبدا الحركة نفسها ، و كل حركة انما تختلف عن سابقتها بشيئ من التغير الارادي ، و في نفس الوقت لو لم يوجد هذا التغير المستمر لما تكونت العادة أيضا، فالطفل الذي يتعلم الكتابة يكرر الفعل بارادته لكن بشيئ من التجديد في كل حركة حتى يكتسب عادة الكتابة ( هناك علاقة تداخل ، و تكامل رغم الاختلاف الموجود بينهما ، و هذا التكامل يسهم في تكيف المرء مع العالم الخارجـــــــــــــــي
أتمنى أن يعجبك الموضوع