المعلم بين الامس واليوم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المعلم بين الامس واليوم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-15, 12:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
waw44
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي المعلم بين الامس واليوم

تراجع في الأخلاق وتدن في المستوى الدراسي

طلبة يضربون أساتذتهم.. ومعلمون يصاحبون تلامذتهم




في بداية استطلاعنا تحدثنا لبعض المعلمين والأساتذة عبر ابتدائيات وإكماليات وحتى ثانويات برج بوعريريج لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع، وذلك من خلال مقارنتهم للجيلين، حيث اقتربنا من معلمين متقاعدين وآخرون لا زالوا يزاولون مهنة التعليم وكذا اقتربنا من خرجي المعاهد وحاملي الشهادات الجامعية، الذين دخلوا مهنة التعليم، فأصحاب المهنة صرحوا بأن هناك اختلاف شاسع بين الجيلين في عدة نقاط .

جيل خجول .. وحياة بسيطة جدا
بدأنا من المعلمين القدماء، الذين لهم أكثر من 15 سنة في التعليم، والذين أكدوا بأن التعليم كان مهنة مقدسة والمعلم كان محفوظ الكرامة والقيمة، فـ (شعبان.ب) معلم متقاعد درّس اللغة الفرنسية بعدة إكماليات ببرج بوعريريج، قال بأن .. إهمال بعض تلاميذ الأمس للتعليم راجع لظروف صعبة كان يمر بها والإمكانات قليلة، لكن تلاميذ اليوم كل شيء متوفر لهم وليس لهم الحق في الهروب من التعليم والتفكير في شؤون أخرى كالمشاكل التي نسمع عليها يوميا من مخدرات وتسرب مدرسي، أما (عمر.ط) معلم منذ أكثر من 15 سنة في إحدى القرى التابعة لبلدية الياشير فيرى بأن مهنة التعليم في الوقت الحاضر أصبحت صعبة بسبب التلاميذ الذين لهم مزاج حاد، فيما كان تلميذ الأمس خجولا ومتخلقا بمعنى الكلمة، لا يرد الكلام على معلمه، مثلما يحدث في الوقت الحاضر، حيث إن التلميذ لا يخاف ولا يبالي بشيء، ويجده يتطاول على معلمه في كل مناسبة، وفسر المتحدث هذا بالتطور التكنولوجي الذي أنعكس سلبا على ثقافتنا، والمسؤولية يتحملها الأولياء-حسبه- كونهم لا يجيدون تربية أبنائهم تربية حسنة قائمة على الاحترام.

تلاميذ كرّهوا المهنة لأساتذتهم
(رشيد.ع) قضى أكثر من 20 سنة في التعليم، يوشك على التقاعد، تحدث عن تلاميذه بالأمس بحسرة قائلا كانوا بمثابة أبناء لنا، صدقني لقد كنت أدرسهم في اليوم وأشتاق إليهم عندما نفترق خاصة في العطلة السنوية، لكن تلميذ اليوم العكس، فهو يتخلق بأخلاق لا تتماشى مع مجتمعنا، وأضاف المتحدث متذمرا مما آلت إليه المهنة في الحقيقة كرهت المهنة وأنا انتظر موعد تقاعدي بفارغ الصبر.. لقد صرت أدرّس وأتمنى أن تنتهي ساعات الدوام بسرعة من أجل الرجوع إلى بيتي، ولم يعد يهمني التلميذ، ثم أردف محدثنا كما يقال المثال أخطيني نخطيك، نفس الشيء قاله (حمزة. م)، وهو أستاذ بإكمالية منذ سنتين، قال تلميذ اليوم صعب جدا وهناك فرق شاسع بين الجيلين فعندما كنا صغارا كنا نخاف المعلم ونحترمه سواء داخل المدرسة أو خارجها، غير أن هذه الاخلاق للأسف اندثرت، فعند نستيقظ كل يوم على خبر اعتداء تلميذ على معلمه.. وأردف المعلم لا أخفيك أننا أصبحنا كمعلمين نخاف من التلاميذ، بدل أن يخافوا هم مناّ وهذا شيء خطير.

جيل الأمس ضربه المعلم وجيل اليوم يخلف الثأر
لا يوجد من لم يضربه معلمه يوما، بل إن التلميذ في السابق كان يسأل عن المعلم الفلاني المعروف بقوته ومعاقبته لكل من تسول له نفسه إحداث الشغب في القسم، وذلك من أجل التحول إلى قسم آخر فيه أساتذة أقل عصبية، أما اليوم فصار المعلم هو الذي يسأل عن المعروفين بالشغب في المدرسة، حتى يتجنب القسم المسجلين فيه، خاصة وأن الضرب لم يعد يسمح به كوسيلة لردع التلميذ المشاغب، وفي هذا الإطار يقول احد الأساتذة الذين تحدثنا إليهم إضافة إلى غياب دور الأولياء في تربية هذا الجيل، ساهم قانون منع ضرب التلميذ في تفشي ظاهرة التقليل من احترام الأستاذ، بل والتعدي عليه لفظيا وجسديا.

هيبة المعلم تلاشت
هيبة المعلم والأستاذ تلاشت بهاته العبارة أجابنا مدير ثانوية بالمنطقة، وهذا راجع حسبه إلى ضعف بعض الأساتذة الذين لا يفرضون سيطرتهم منذ البداية مما يجعل بعض التلاميذ يقومون بأفعال دون خوف من باب قناعتهم بأن لا عقاب سوف يطالهم وبالتالي يسود القسم جو من الفوضى تنعكس سلبا التحصيل الدراسي للنجباء والمهتمين بالدروس، وهذه الأمور تؤدي إلى تلاشي هيبة المدرس وعرج المتحدث هو الآخر على قانون منع ضرب التلميذ بالقول لقد فتح إجراء منع المعلم من ضرب التلميذ المجال لحرية هذا الأخير و قلل من هيبة المعلم والأستاذ، بينما في الماضي كان المعلم يفرض صرامته منذ حصة التعارف لإخافة التلميذ من أجل مصلحة الطرفين.

الأستاذ وتلميذه رفاق خارج المدرسة
من الظواهر التي تؤكد قول محدثنا هو وجود بعض الأساتذة الجدد، وهم خريجو الجامعات الذين دخلوا التعليم بـ عقلية الجامعة، حيث يقيمون علاقات صداقة مع تلامذتهم خارج المؤسسات التربوية فيتبادلون أرقام الهواتف، والمكالمات... في اعتقادهم هذا التصرف يساهم في زرع المحبة بين الطرفين، لكن هاته الصحبة لا تبشر بالخير، وبمرور الوقت تنعكس سلبا على قيمة الأستاذ الذي سيدفع ثمن ذلك خاصة في محيطه وهو يصاحب شخصا صغير السن، خاصة إذا ما قلل هذا الأخير احترام من صاحبه الأستاذ.

تلميذ يضرب أستاذه
ومن الحوادث التي لم تعد غريبة، تلك التي وقعت في إحدى إكماليات جنوب برج بوعريريج في الموسم الدراسي الماضي بعد أن تعرض أستاذ لمادة العلوم الطبيعية من قبل تلميذه بعد أن قام الأستاذ بمعاقبته، غير أن التلميذ الذي لم يتقبل الأمر رد على أستاذه بسلوك متهور وضربه، ثم قام بإخبار والده الذي قام باقتحام الإكمالية وضرب الأستاذ دون أن يحاول فهم ما وقع بين ابنه ومعلمه، وقد أصيب الأستاذ بجروح على مستوى الوجه. أستاذة تعرضت هي الأخرى إلى الضرب من طرف تلميذ في اكمالية بالياشير وتم معاقبة التلميذ بالفصل النهائي عن الدراسة، وهاته الحوادث التي تقع كثيرا في إكماليات عدة عبر التراب الوطني تؤثر سلبا على التلاميذ الذي يطردون، ويضيع مستقبلهم بسبب فعل غير مسؤول .

الحطة، الريحة، الجال والبورطابل..
نظرا للتطور التكنولوجي ومحاولة مسايرة التقدم الذي وصلت إليه عدد من الدول، تغيّرت تصرفات التلاميذ، أين باتوا يتطبعون بطباع بعيدة عن مجتمعنا.. في جولة التي قادتنا إلى بعض الثانويات لاحظنا أن جميع الطلبة يفضلون الظهور بأشكال وملابس غريبة سواء الذكور أو الإناث وكلهم يتباهون بملابسهم بعد التخلي عن المئزر بمجرد خروجهم مباشرة من باب الإكمالية أو الثانوية وكأنهم ليسوا ذاهبين إلى مكان التعليم، وإنما إلى قاعة حفلات، كما أن الهاتف النقال صبح شيئا مقدسا، فلا يوجد تلميذ يحمل واحدا، ومن لا يملكه يعتبر في نظر زملائه متخلفا. هنا يروي لنا الأب (عيسى.ع) قالئلا ابني لم يذهب إلى الدراسة بسبب أنه لا يملك هاتفا نقالا، حيث قال بالحرف الواحد لن أدرس حتى تشترون لي جوالا، وبالفعل قال المتحدث إن ابنه قاطع الدراسة اليوم الموالي، وحتى التلميذات الطالبات من جيل اليوم لا يخرجن من منازلهن إلا بعد مكوثهن أكثر من ساعة أمام المرآة، فهاته التصرفات فسرها كل من تحدثنا إليهم بما تبثه الفضائيات التي أفسدت المجتمع والسبب هو انعدام رقابة الأولياء على أولادهم والتقليد لبرامج ستار أكاديمي والمسلسلات المدبلجة.
وتضيف الأستاذة عبلة التي روت لنا قصة وقعت لها في إحدى الإكماليات سنة 1998 عندما طردت إحدى التلميذات عندما ارتدت ملابس فاضحة، حيث قالت لم يكن هناك رد سلبي من طرف أوليائها ووافقوا على رأي لكن في الوقت الحالي قالت تفتح فمك تدفع الثمن غاليا.

التدخين بالنسبة لجيل اليوم شيء عادي
ومن المؤسف جدا أن نرى تلاميذ صغار السن يدخنون مختلف أنواع السجائر، معتقدين بأن ذلك من علامات الرجولة، فهناك بعض التلاميذ يلتقون في جماعات ويعرفون بعضهم من خلال تبادل السجائر فيما بينهم علانية دون خوف من كبير ولا من معلم ولا أستاذ.. بل هناك من يتاجر بالمخدرات، فيما لم يكن تلميذ الأمس يقوم بهاته التصرفات تماما، بل إنه في الآونة الأخيرة تم ضبط بعض الطالبات بالثانويات والإكماليات يدخنن، والأسوأ في الأمر أن الأولياء لا يعرفون شيئا مما يقوم به أبناؤهم.

الوسائل متوفرة ومن لم يبلغ الجامعة ليس له عذر ..
أستاذ رفض الكشف عن اسمه، صرح لنا بأن ظروف تلميذ جيل الأمس كانت صعبة، بسبب انعدام الوسائل بالنسبة للمعلم أو للتلميذ، وهذا راجع للمستوى المعيشي الذي كان متدهورا آنذاك، أما جيل اليوم فالعكس، فكل الوسائل متوفرة والظروف مواتية لهم من أجل الالتحاق بأحسن المعاهد في الجزائر أو خارجها، فمن لم يتحصل على شهادة البكاولوريا حسبه- غير معذور، فهناك مراجع وأحسن الأساتذة، وكذا توفر الشبكة العنكبوتية التي تساعد على الترجمة وإنجاز البحوث والوصول إلى المعلومات وتحسين المستوى العلمي دون الاعتماد على الأستاذ حتى أن هناك قنوات تلفزيونية تثقيفية.
يبقى أن نشير فقط إلى أن دور الوالدين هو الأساس في تخلق التلميذ وتربيته وليس المعلم والأستاذ الذي يناط به تقديم الدروس للتلميذ وبعض التوجيهات وليس معاقبته.









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المعلم, الامس, واليوم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc