" ان اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة "
.....
*اللاشعور فرضية:مشروعة : من الناحية العقلية لكون معطيات الشعور ناقصة في تفسير السلوك ..
المقدمة :
*** لقد كانت الفكرة الكلاسيكية الشائعة ان كل ما نشعر به فهو من ذاتنا وان ما لا نشعر به فهو ليس منها ولكن مع ظهور التحليل النفسي ظهر مفهوم اللاشعور كافتراض يعتقد أنصاره انه لازم ومشروع .
فإذا كان الشعور هو وعي المرء بأحواله النفسية فهل هذا يعني أن الحياة النفسية تنحصر في الشعور فقط ؟ وهل يستطيع الشعور وحده أن يحيطنا علما بكل ما يجري في داخلنا من حوادث؟ ام ان هناك مبرر لافتراض وجود اللاشعور ؟
1/ عرض الاطروحة :
ترى النظرية التقليدية التي يمثلها الفلاسفة العقليون ان الحياة النفسية مجرد وعي أي شعور .
مبررات الاطروحة :
*استنتج ديكارت من : الكوجيتو: ان الانا جوهر مستقل بذاته وان خاصيته الأساسية هي قدرته على الوعي بذاته كفكر مستقل عن الجسم
يقول ديكارت :" أي شئ أنا ؟ أنا شئ يفكر . وما الشئ الذي يفكر ؟ هو شيئ يشك ويدرك ويتذهن ويثبت وينفي ويريد ويتخيل أيضا ويحس "
*ان التسليم بثنائية الجسم والنفس يقود الى انه لا يوجد خارج الحياة النفسية الشعورية إلا الحياة العضوية : أي ليس الإنسان سوى جسد ونفس أي مادة وروح ولا ثالث لهما :
فما يرتبط بالنفس فهو شعوري وماهو خارجها فهو فيزيولوجي .
* من التناقض القول بوجود حياة نفسية لا نعيها لان ذلك يتناقض مع احد خصائص الشعور وهو"الديمومة" التي تعني الاتصال والاستمرارية
فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلا اذا تلاشى وجودها كما يرى "ديكارت "
***نقد أطروحة شكلا ومضمونا:
* اذا كان الشعور مبدا كاف لفهم حياتنا النفسية . فكيف نفسر انه قد تصدر عن الانسان بعض الأفعال أو ألأقوال التي لا يعرف أسبابها و لا يعي دوافعها ؟
**وإذا كان المنطق السليم يقول ان عدم معرفة السبب لا يعني عدم وجوده فهل هذا يفترض وجود حياة نفسية لا شعورية؟
نقيض الأطروحة : / يرى أنصار التحليل النفسي وخاصة فرويد اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة :
* * مبررات التسليم بفرضية اللاشعور:
** اللاشعور هو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن الحياة النفسية في تصور فرويد بمثابة " جبل الجليد " أي أن ما هو خفي أضخم بكثير مما يظهر .
يكشف التحليل النفسي :
1* هناك الكثير من أنواع السلوكات لا يمكن تفسيرها الا بافتراض اللاشعور" وجود مظاهر تدل على اللاشعور " منها : الأحلام , النسيان ,/ فلتات اللسان , زلات القلم ,أعراض الهستيريا,,,
2* اللاشعور مبرر للعلاقة السببية بين المكبوتات اللاشعورية والأعراض العصبية مثل " حالة الهستيريا التي تعاني منها البنت .....
3* المقاومة التي يبديها المريض أثناء التحليل النفسي دليل على وجود مكبوتات لا شعورية " الكذب, التردد, رفض الحديث , .....
نقد أنصار التحليل النفسي :
** ليس اللاّشعور سوى فرضيّة وهي اقرب الى الافتراض الفلسفي منها الى النظرية العلمية
**ان افتراض مفهوم اللاشعور له ما يبره لكنه يبقى غير قابل للتعميم لان الجانب الأكبر من حياتنا النفسية ينتمي الى الشعور .
التركيب :ان الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة هي الشعور واللاشعور
ولهذا فان فهم حياتنا النفسية يقتضي التسليم بوجود حياة شعورية ولا شعورية ولكن دون المبالغة في الدفاع عن احدهما دون الأخر .
الخاتمة : الفصل في المشكلة :
ان اللاشعور باعتباره افتراض فهو مشروع من الناحية النظرية الفلسفية مادامت معطيات الشعور تبقى ناقصة في فهم حياتنا النفسية .