لا تسلْني
أيها المار ُّ على حزني على نوحي
على نبضي على بوحي
أنظر في صفاء دمي وعرقي
واقرأ أسباب كآبتي ودموعي
أخي لا تسلني عن الدموع
ولما الأحزان تَلِفُني
وتقطر بالدم حروفي
لا تسلني عن حنيني
فهل أشد على القلوب
حنين لوطني المبيوع
لا تسلْني إذا تقطع الفؤاد كمدا ً
أم أمست الأحزان على الوطن السليب
أمرٌ مُدان ٌ وممنوع
أنا يا أخي ما زلت صامدا
رغم آلامي وآهاتي
ورغم قلبي الموجوع
أنا أُخيَّ إعصار عاصف ٌ
أنا بركان ولهب أنا مارد وشِواظ
آت ٍ أنا من هناك
من بين أشلاء الزهور والحمائم
من تحت أنقاض بيتي
ومن بين الجماجم
آت بيراع وبندقية
من أجل كرامة وهوية
من أجل حقي المشروع
أنا يا سائلي
رغم عذاباتي رغم جراحاتي
رغم السجن والقهر والتشريد
أنا حاضر ٌ موجود
ثابت شامخ ٌ
هامتي تأبى الركوع
أنا يا أُخيَّ شمعة ٌ
ولست وحدي
ففي ربوع وطني
آلاف الشموع
أنا من شجرة باسقة شامخة
أصلها ثابت وفرعها في السماء
كلما أجتزَ منها فرع
نبتت في أصله أغصان ٌ وفروع
أنا يا أُخي يائس ٌ
من ذُل ِ حكامي ومن عربي
من أسلحة للعرض تُشرى
للسلم لا للحرب
يائس من عقوق جامعة
ومن قمم التبعية والخنوع
طلقت تقديري لهم واعترافي بهم
فهم ثُلة أضحوا كلابا للغرب
لذا فقد أمسو ب ...
بلا مكانة في العيون أو بين الضُلوع
أنا دم فارس الثائر *
وصرخة هدى الغاضبة *
أنا مصاب شعبي المفجوع
أنا في ظُلمة الثكلى قمرٌ
عشق التجلي وأدمن السُطوع
أنا جذوة ٌ من نار شعب ٍ
رفض التذلُل َ والتسول َ
والتخاذُل َ والتنازل
أنا فينيق ٌ العصر ِ ثائرٌ مثابرٌ
أناضل حتى العودة والرجوع
أقسمت يا قومي ....
أن أُقاوم ..... لا أُساوم
لن أبيع دمعة طفل أو .....
أو حسرة أسير .... أو
أو دمعة أم ٍ على شبلها الشهيد
أبَيت ُ إلا أن أظلَ سيفا مسلول
والسيف لا يرضى أنصاف الحلول
أما رأيت السيف معقوف لأعلى
نعم فالسيف لا يهوى الركوع
أنا يا أيها الناس مواطن ٌ معروف
أنا سليل ُ نسب عريق
التتار يعرفني والإفرنج
والرومان والإغريق
أنا كنعان أبي والإسلام مذهبي
أمي فلسطين والعربية لغتي
القدس ماضي َّ وحاضري
والأحرار أهلي وإخواني
الإباء ُعمي والشموخ خالي
أنا البرق إذا الرعد أرسلني
فرّ الأوغاد من سطوتي وصولتي
فمهمتي إحراق كل جشِع ٍ جشوع
فمن مثلي يقتحم الهيجاء صامدا
من مثلي إذا دقت طبول الحرب
أو نادى المنادي
للجهاد هيا لم يكن أبدا جبانا أو جزوع
أنا من أحشاء خنساء
إذا بُشِرت ْ بشهادتي
استقبلتني بهدوء وخشوع
أنا من صرخ منذ الوِلادة
أن تظل عيني للأوطان حارسة
ويظل جسدي للأجيال منارة
ويبقى زندي على الزناد نابضا
حتى تبزغ ُ شمسي ويكتمل لها الطلوع
بقلم
أخوكم
ابن العروب
15/10/2010