المحكووم بالاعدام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المحكووم بالاعدام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-01, 17:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










Mh47 المحكووم بالاعدام

- بعد أشواط من الدفاع و الادعاء ،و الإنكار و الاعتراف ، سكت القاضي و مد يديه فوق المكتب البني ، مال على يمينه ثم على شماله فهتفت الحكمة الستينية في أذنه ، عاد إلى مجلسه في هدوء و وقار و قال بكل صرامة :
- حكمت المحكمة على المتهم بالإعدام .
أما هو فنظر إلى محاميه نظرات مبهمة و رغم قساوة الحكم إلا أنه ابتسم ابتسامة مستهزئة .. و قال بصوت مرتفع :
- أنا بريء !!
ثم أضاف مقتنعا :
- نحن لم نخلق إلا لنموت .
و في زنزانته الضيقة ، طفق يمارس طقوسه الدينية بلا توقف ، مناجاة للخالق ، و همسات خفيضة و صلاة و بكاء . حتى هو أيضا تساءل عن السبب ، تساءل في لحظة من التجلي ، لماذا ننسى الله دوما و لا نتذكره إلا في الضيق ؟؟
- و بينما هو متكئ على جنبه و برودة الحيطان الإسمنتية تنخر عظامه ، تمثل له الحب كمخلوق في صورة رجل يائس ، يحاول أن يستنجد بأي شيء قبل ضياع الكرامة و قال له مسائلا :
- ألم تعد تحب كما عهدتك ؟
فقال المدان بلهجة لا يفقهها إلا مقبل على الإعدام :
- لم تعد لي في الحب رغبة !
فقال الآخر معاتبا :
- ألم تتخذه من قبل ديوانا تكتب عليه اندفاعك و غضبك و رغائبك المكبوتة ؟
فعدل المتهم جلسته و نظر إلى المخلوق أمامه و قال معلقا :
- لو كنت مثلي لامتنعت عن أشياء كثيرة ، و لكنت تفكر في الجنة و النار مثلا .
تنهد قليلا ثم قال ساخطا :
- حتى هي خانتني و مع ذلك مازالت تصر على الإنكار كأنها لم تفعل شيئا .
و راح المتهم يروي قصته مع زوجته التي طلبت منه الطلاق من أجل "يوسف " ابن عمها . و في الحين قاطعه المخلوق مازحا :
- و لهذا قمت بقتلها ؟
فقال له في مكر :
- لم أقتلها، بل طلقتها فقط .
- و لكن متى كان الطلاق يسلب الحياة ؟! ، أنت تعلم أننا نموت بصعوبة !
- ولكن الخيانة تقتلك ببطء و بلا رحمة أيضا .
- فلهذا قتلتها ؟
- لم أقتلها . بل طلقتها .
- فمن قتلها إذن ؟
- لا أعرف و لكنني متيقن بأن الحقيقة ستظهر بعد فصل رأسي عن جسدي . أو بعد أن يخنقني حبل المشنقة أو بعد أن تهشم رأسي رصاصة لن أسمع بعدها شيئا .
تعجب المخلوق اليائس و قال آسفا :
- أنت لم تعد تحبني !!
و في تلك اللحظة أحس المحكوم بالاعدام بشعور غريب . و قال بأن الحياة حلوة لولا خرجاتها المرة و جلس ينتظر قدوم الصباح حيث سيتم اعدامه و كان كل شيء فيه يقول :
- سنموت جميعا على كل حال









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المحكووم, بالاعدام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc