مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-02-11, 05:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
boutMostafa
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية boutMostafa
 

 

 
إحصائية العضو










New1 مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

*تمهيد:
يجدر بنا قبل دراسة بعض نماذج الأدب الجاهلي من (الشعروالنثر) وإن كانالنثر قليلا جدا مقارنةبالشعر أن نقدمبهذه اللمحة عن بيئة الأدب، و مظاهر الحياة العربية المختلفة منسياسية،واجتماعية،ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئةالطبيعية والاجتماعية
.
*
ويطلق الأدب الجاهلي علىأدب تلك الفترة التي سبقت الإسلام بنحو مائة وثلاثين عما قبلالهجرة.وقدشب هذا الأدب وترعرع في بلادالعرب، يستمد موضوعاتهومعانيه، ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتهاالطبيعية والاجتماعية والفكرية،ويحدد لنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلكالبيئة.مما يعين الدارس علىفهم أدب ذلك العصر،واستنتاجخصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أنالكثير منه مجهوللضياع أثاره ولا نعرف عنه إلاالقليل
.
لغةالعرب:

*اللغة العربية هي إحدى اللغاتالسامية التي نشأت عن أصل واحد، وهي الآشورية والعبرية والسريانيةوالحبشية)، وتقتصر اللغات العربية في كتابتهاعلى الحروف دونالحركات، ويزيد حروفهاعناللغات الآريةمع كثرة الاشتقاق فيصيغهاوقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنهامراحلها الأولى، ولكنمؤرخي العربيةاتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين: جنوبية أو قحطا نية، ولها حروفتخالف الحروف المعروفة،وشمالية أو عدنانية، وهي أحدث من لغة الجنوب وكل ماوصلنا من شعرجاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إمامن قبيلة ربيعة أومضر، وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائليمنيةرحلت إلىالشمال، كطيئ وكندةو تنوخ، وقد تقاربتاللغتانعلىمر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروبوالتجارةوالأسواقالأدبية كسوق عكاظ قربالطائف،وذيالمجاز و مجنة قرب مكة. وبذلكتغلبت اللغة العدنانية علىالقحطانية،وحين نزل القرانالكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة العدنانية، وأصبحتمعروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في رقيهاوحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان علىبسطنفوذها، واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية إلىعصرنا الحالي.
*حياةالعربالعقلية:
*
العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروفالاجتماعية التي عاشها العرب، لا يكون علم منظم، ولا علماء يتوافرونعلى العلم، يدونون قواعده و يوضحونمناهجه إذ أن وسائل العيشلاتتوافر، ولذلكفإن كثيرامنهم لا يجدون من وقتهم مايمكنهممن التفرع للعلم،والبحث في نظرياتهوقضاياه.
*
وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم على تحقيق تقدمفي مجال الكتب والعملالمنظم، فهناك الطبيعة المفتوحةبين أيديهم،وتجارب الحياة العمليةوما يهديهم إليه العقلالفطري، وهذا ماكان في الجاهلية، فقد عرفواكثيرا من النجوم ومواقعها، والأنواء وأوقاتها،واهتدوا إلى نوع من الطبتوارثوه جيلا بعد جيل، وكان لهم سبق في علم الأنسابوالفراسة،إلى جانب درايتهمالقيافة والكهانة، كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة بمفهومها العلميالمنظم، فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ،وإن كانت لهم خطرات فلسفية لا تتطلب إلاالتفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصولالكون، من غير بحث منظم وتدليل وتفنيد، من مثل قولزهير
:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومنتخطئيعمر فيهرم

*
واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضورالبديهةوفصاحة القول لذلك كان أكبر مظاهر حياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهمووصاياهم وأمثالهم


أغراض الشعر الجاهلي:
وأغراض الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي: المدح، الجاء،الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل، الاعتذار، الحكمة، مع أن القصيدة العربية الواحدةتشمل عدداً من الأغراض؛ فهي تبدأ بالغزل ثم يصف الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبعذلك بوصف ناقته، ثم يشرع في الغرض الذي أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أومدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتي بالحكمة في ثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً منالقصيدة.
ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي المدح فلنبدأ به:

الهجـاء: سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجومن المُثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً،ومن الكرم فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذ بالثأر بل إنالشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثر الهجاء في الأشخاص وفيالقبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذيتناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون منالهجاء ويدفعون الأموال الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم.
وممن خاف من الهجاءالحارث بن ورقاء الأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن أبي سلمى الشاعر المشهور، وأسرراعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً منها
:
لَيَأتِيَنّـكَ منِّيمَنْـطِقٌ قَـذعٌ

باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ
فاردُدْ يَسَاراًولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ
تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَالمعِكُ
فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذمنه
الرثــاء:
هو إظهار الحزن والأسى والحرقة، وتبرز جودة الرثاء إِذا كان في ابن أو أخأو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة لأخيه عبد الله من أجود الرثاء، ورثاء الخنساء يعتبر منالرثاء المؤثر في النفوس، وكانت تشهد عكاظاً وتدور في السوق وهي :
في هودج علىجمل وقد وضعت علامة على هودجها ثم تقوم بإنشاد الشعر فتؤثر في من تمر به
.
وقدتكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء أوس بن حَجَرلفَضَالَة

بن كَلَدة حيث يقول
:
أَيَّتُهَا النّفْسُ أَجْمـِلِيجَزَعـَا

إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـعا
إنَّ الذي جَمَّعَ السَّمَاحةَوالنَّــجْدَةَ
والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا








 


قديم 2010-02-11, 05:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
boutMostafa
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية boutMostafa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مع تحياتي لكم أخواني










قديم 2010-02-11, 06:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mifi
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mifi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
جزاك الله الف خير










قديم 2010-02-12, 08:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إكليل93
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية إكليل93
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا أخي










قديم 2010-12-04, 12:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
mohamedor
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

1 ـ علم النجوم عند العرب

إن العرب مدينون بعلم النجوم للكلدان وهم يسمونهم الصابئة ـ والصابئة إن لم يكونوا الكلدان أنفسهم فهم خلفاؤهم أو تلامذتهم ـ وكان الصابئة كثيرين في بلاد العرب ولهم مثل منزلة النصارى أو اليهود، فأخذ العرب عنهم علم النجوم، ولا غرابة في إتقانهم معرفة النجوم ومواقعها فإنها كانت دليلهم في أسفارهم وأكثر أحوالهم فكانوا إذا سألهم سائل عن الطريق المؤدي إلى البلد الفلاني قالوا: (عليك بنجم كذا وكذا) فيسير في جهته حتى يجد المكان وربما استعانوا على ذلك أيضاً بذكر مهاب الرياح يعبرون بها عن الجهات.

2 ـ الأنواء ومهاب الرياح

ويراد بالأنواء عندهم ما يقابل علم الظواهر الجوية عندنا مما يتعلق بالمطر والرياح. وكانوا إذا مطرت السماء نسبوا المطر إلى تأثير النجم المتسلط في ذلك الوقت فيقولون مثلاً مطرنا بنوء المجرة أو هذا نوء الخريف مطرنا بالشعري، وقالوا: إن النوء سقوط نجم ينزل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه في الشرق مع أنجم المنازل ولذلك كانت الأنواء 28 نوءً أو نجماً كانوا يعتقدون أنها هي علة الأمطار والرياح والحر والبرد.

وكان العرب في حاجة إلى معرفة مهاب الرياح للاهتداء بها في أسفارهم ولذلك فقد وضعوا لها الأسماء:

(1) مهب الصبا من الشمال (2) مهب الشمال من المغرب (3) مهب الدبور من الجنوب (4) مهب الجنوب من المشرق.

3 ـ الميثولوجيا

ومما يلحق بعلم النجوم أيضاً ما يعبر عنه الإفرنج بالميثولوجيا وهي عبارة عما كانوا يزعمون وقوعه بين الكواكب أو هي الآلهة عندهم من الحروب أو الزواج أو نحو ذلك من حوادث البشر على نحو ما ذكروه عن آلهة اليونان. ومن هذا القبيل تأليههم بعض المشاهير من الملوك أو القواد أو الأسلاف واعتبار البعض الآخر من نتاج الملائكة أو الجان، فعندهم مثلاً أن بلقيس كانت أمها جنية وأن جدها كان من نتاج الملائكة وبنات آدم، وكذلك كان ذو القرنين عندهم أمه آدمية وأبوه من الملائكة.

4 ـ الكهانة والعرافة

هما لفظان لمعنى واحد وفرق بعضهم بينهما فقال: الكهانة مختصة بالأمور المستقبلة، والعرافة بالأمور الماضية، وعلى كل حال فالمراد بهما التنبؤ واستطلاع الغيب، على أن العرب كانوا يعتقدون في الكاهن القدرة على كل شيء، وأن ذلك يأتيهم بواسطة الأرواح فمن كان منهم يعتقد التوحيد نسب ذلك إلى استطلاع الغيب عن أفواه الملائكة، وإذا كان من عبدة الأصنام اعتقد احتلال الأرواح في الأصنام وإباحتها أسرار الطبيعة للكهان والسدنة فيقول العرب إن الأصنام تدخلها الجن (أي الأرواح) وتخاطب الكهان وإن الكاهن يأتيه الجني بخبر من السماء وربما عبّروا عنه بالهاتف، وكان للكهان عند العرب لغة خاصة تمتاز بتسجيع خصوصي يعرف بسجع الكهان مع تعقيد وغموض، ولعلهم كانوا يتوخون ذلك للتمويه على الناس بعبارات تحتمل غير وجه كما يفعل بعض مشايخ التنجيم في هذه الأيام حتى إذا لم يصدق تكهنهم جعلوا السبب أنه قصور الناس في فهم قول الكاهن.

القيافة

ومن قبيل الكهانة أيضاً القيافة لكنها تختص بتتبع الآثار والاستدلال منها على الأعيان وهي قسمان: قيافة الأثر، وقيافة البشر: فهي الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة والاتحاد بينهما في النسب والولادة وسائر أحوالهما وهي من قبيل الفراسة، ومن هذا القبيل زجر الطير وخط الرمل وقد أغضينا عنهما لضيق المقام.

5 ـ الطب في الجاهلية

الطب من جملة العلوم التي وضع أساسها الكلدان كهنة بابل وهم أول من بحث في علاج الأمراض فكانوا يضعون مرضاهم في الأزقة ومعابر الطرق حتى إذا مرّ بهم أحد أصيب بذلك الداء فيعلمهم بسبب شفائه فيكتبون ذلك على ألواحٍ يعلقونها في الهياكل ولذلك كان التطبيب عندهم من جملة أعمال الكهان، وكان للتطبيب عندهم طريقتان: الأولى طريقة الكهان والعرافين، والثانية طريقة العلاج الحقيقية، فالكهان كانوا يعالجون بالرقي والسحر أو بذبح الذبائح في الكعبة والدعاء فيها أو بالتغريم أو نحو ذلك، وأما معالجاتهم العقارية فشبيهة بما كان عند المصريين وغيرهم من الأمم القديمة فقد كانوا يعالجون بالعقاقير البسيطة أو الأشربة وخصوصاً العسل فإنه كان قاعدة العلاج في أمراض البطن ـ على أن اعتمادهم في معالجة الأمراض كان معظمه عائداً إلى الجراحة كالحجامة والكي ـ .

الأطباء

وأما الأطباء فقد كانوا في أول الأمر من الكهنة ثم تعاطى الطب جماعة من العرب ممن خالطوا الروم والفرس وأخذوا الطب عنهم فاشتهروا بهذه الصناعة، والظاهر أن بعضهم كان يخصص نفسه للأعمال الجراحية فيغلب عليه لقب الجراح وأشهر جراحي الجاهلية ابن أبي رومية التميمي فقد كان جراحاً مزاولاً لأعمال اليد.

ونظراً لعناية العرب بخيولهم وإبلهم كان بعض الأطباء يخصص نفسه لمعالجتها مما يعبرون عنه اليوم بالبيطرة، ومن بياطرة الجاهلية العاص بن وائل.

6 ـ الشعر في الجاهلية

الشعر عند العرب الكلام المقفّى الموزون، والتصورات الشعرية فطرية في العرب أما النظم فحادث عندهم، وربما صاغوا الشعر أولاً بعبارات قصيرة تحفظ وتتناقل على سبيل الأمثال، ومنها الأمثال الحكمية ونحوها.

وظلوا دهراً طويلاً يقول شاعرهم من الرجز البيتين أو الثلاثة إذا هاجت فيه قريحة الشعر لمفاخرة أو مشاتمة أو منافرة وكانوا كلما نبغ فيهم نابغة أدخل في النظم تحسيناً، والمهلهل يقولون أنه أول من قصد القصائد وامرؤ القيس أول من أطالها وتفنن في نظمها وفتح الشعر وبكى ووصف، وهم يعدون منظوماتهم بالقصائد وليس بالأبيات، فقد ذكروا أن أبا تمام صاحب كتاب الحماسة كان يحفظ من أشعار العرب (الجاهلية) 14.000 أُرجوزة غير القصائد والمقاطيع وكان حماد الراوية يحفظ 27.000 قصيدة على كل حرف من حروف الهجاء ألف قصيدة، وكان الأصمعي يحفظ 16.000 أُرجوزة وكان أبو ضمضم يروي أشعاراً لمائة شاعر كل منهم اسمه عمرو.

منزلة الشعر

فكانوا يثيرون بذلك غيرة أبنائهم على إتقان الشعر ويحرّضونهم على نظمه، لأن الشعراء كانوا حماة الأعراض وحفظة الآثار ونقلة الأخبار وربما فضلوا نبوغ الشاعر فيهم على نبوغ الفارس ولذلك كانوا إذا نبغ فيهم شاعر من قبيلة أتت القبائل الأخرى فهنأتها به وصنعت الأطعمة واجتمعت النسوة يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس وتتباشر الرجال والولدان. وقد بلغ من احترام العرب للشعر والشعراء أنهم عمدوا إلى سبع قصائد اختاروها من الشعر القديم وكتبوها بماء الذهب في القباطي (التيل المصري) بشكل الدرج الملتف وعلقوها في أستار الكعبة وهي المعلقات ولذلك يقال لها المذهبات أيضاً كمذهبة امرئ القيس ومذهبة زهير.

7 ـ الخطابة في الجاهلية

الخطابة تحتاج إلى خيال وبلاغة ولذلك عددناها من قبيل الشعر أو هي شعر منثور وهو شعر منظوم وإن كان لكل منهما موقف. فالخطابة تحتاج إلى الحماسة ويغلب تأثيرها في أبناء عصر الفروسية وأصحاب النفوس الأبية طلاب الاستقلال والحرية مما لا يشترط في الشعر، أما العرب فقد قضى عليهم الإقليم بالحرية والحماسة وهم ذووا نفوس حساسة مثل سائر أهل الخيال الشعري فأصبح للبلاغة وقع شديد في نفوسهم فالعبارة البليغة قد تقعدهم أو تقيمهم بما تثيره في خواطرهم من النخوة.

مواضيع الخطب

وكان العرب يخطبون بعبارة بليغة فصيحة وهم أميون لا يقرأون ولا يكتبون وإنما كانت الخطابة فيهم قريحة مثل الشعر وكانوا يدربون فتيانهم عليها من حداثتهم لاحتياجهم إلى الخطباء في إيفاد الوفود مثل حاجتهم إلى الشعراء في حفظ الأنساب والدفاع عن الأعراض.

ومن هذا القبيل وفود القبائل على النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد أن استتب له الأمر فقد جاءه من كل قبيلة وجهاؤها وخيرة بلغائها لاعتناق الإسلام أو للاستفهام أو غير ذلك ومن هذا القبيل وفود العرب على الخلفاء للتسليم والتهنئة.

الخطباء

وجملة القول أن الخطباء كانوا عديدين في النهضة الجاهلية كالشعراء والغالب فيهم أن يكونوا أمراء القبائل أو وجهاءها أو حكماءها، وكان لكل قبيلة خطيب أو غير خطيب كما كان لها شاعر أو غير شاعر.

8 ـ مجالس الأدب وسوق عكاظ

كان العرب يعقدون المجالس لمناشدة الأشعار ومبادلة الأخبار والمسامرة أو البحث في بعض الشؤون العامة وكانوا يسمون تلك المجالس الأندية.

الأسواق

والمراد بالسوق مكان يجتمع فيه أهل البلاد أو القرى في أوقات معينة يتبايعون ويتداولون ويتقايضون، وكان للعرب في الجاهلية أسواق يقيمونها في أشهر السنة وينتقلون من إحداها إلى الأخرى يحضرها العرب من قرب منهم ومن بعد، فإذا فرغوا من سوقٍ انتقلوا إلى سواها، وأشهر أسواق العرب في الجاهلية سوق عكاظ وهي مكان بين الطائف ونخلة، فكانت العرب إذا قصدت الحج أقامت بهذا السوق من أول ذي القعدة يبيعون ويشترون إلى عشرين منه ثم يتوجهون إلى مكة فيقضون مناسك الحج ثم يعودون إلى أوطانهم ومن كان له أسير سعى في فدائه هناك ومن كانت له حكومة ارتفع إلى الذي يقوم بأمر الحكومة في أيام المواسم وهم أناس من تميم، ومن كان له ثأر على أحد ولم يعرف مكانه طلبه في الموسم أو أراد أحد أن يعمل عملاً تعرفه العرب أو يستشهدها فيه عمله في عكاظ أو أراد أن يفاخر أحداً على مشهد من الناس فاخره هناك. وكانوا يتفاخرون حتى في كبر المصائب.

9 ـ الأنساب في الجاهلية

كان للأنساب في عصور الجاهلية عند الأمم القديمة شأن كبير وكان للناس عناية عظمى في حفظ أنسابهم للتناصر على الأعداء أو للتفاخر بالآباء. والعرب من حيث أنسابهم فرع من العبران لأن العدنانيين منهم يرجعون في أصل آبائهم الأولين إلى إسماعيل بن إبراهيم، وكان النسابون يحفظون أسماء القبائل وما يتفرع منها حفظاً دقيقاً فإذا عرض لهم رجل فقال: أنا من بني تميم مثلاً ما نسبي؟ فإنه يبدأ من قبيلة تميم وما تفرع منها من العمائر والبطون والأفخاذ حتى ينتهي إلى الفصيلة ومنها إلى والد السائل أو إليه هو نفسه.










 

الكلمات الدلالية (Tags)
مظاهر, الجاهلي, الحياة, العصر, العقلية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc