السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مما لا شك فيك أن العلمانية اصطلاح حادث، لا صلة له بلفظ العلم و مشتقاته لا من قريب و لا من بعيد، و تعنى هذه الكلمة المحدثة في اصطلاحها المنصوص عليه من قبل أهلها و نظارها و مؤسسيها: ((فصل الدين عن الدولة))، و أو بمعنى آخر ((اللادينية في الحكم)) و هذا في الجانب السياسي. و أمّا بمعناها العام الشامل الذي يشمل كل شيء في الحياة فمعناها: (( إقامة الحياة على غير الدين)) في جميع مجالاتها السياسة و القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية.
و فصل الدين عن الحياة هي الدعامة الأساسية و الركيزة المهمة في العلمانية و هناك ركائز أخرى لا تقل أهمية – عندهم على هذه الركيزة- منها:
1- إهمال العلم الشرعي الإهمال المطلق و تضييق الخناق عليه و على أهله و رفع رايات العلم الدنيوي المطلق.
2- تمجيد العقل و إنزاله في غير منزلته و تجعله يتحكم في كل صغيرة و كبيرة في الحياة بعيدا عن تعاليم الدين.
3- اعتمادهم اعتمادا كليا على مبدأ: ((الغاية تبرر الوسيلة))
4- الدين بين الفرد و ربه مرهون خاصة، فلا يتعدى الدينُ الفردَ إلى العلاقات الخاصة بينه و بين المجتمع.
5- لا يرخص للفرد إظهر دينه و التعبير عنه إلا قي الشعائر الدينية العامة.
6- تركيزهم عن الوطنية في كل صغيرة و كبيرة، و إهمالهم لمقومات الدين.
7- تحرير المرأة و المساواة بينها و بين الرجل.
و كما سبق أن ذكرت فللعلمانية مجالات و ميادين تشمل جميع أمور الحياة فمن مظاهرها التي أبعد فيها الدين عن الحياة:
- السياسة و الحكم و تقنين القوانين الوضعية المعارضة للشريعة، و هذا لا يخفى على أحد.
- خلو جل المصانع و المؤسسات و الشركات من المساجد.
- التعليم و الدراسة و مناهجها.
- الإقتصاد و العلمانية فيه ظاهرة للعميان.
- القوانين الإجتماعية و المدنية و الحضرية.
أمر وجب التنبيه عليه: سبق لي الكلام مع احد الأصدقاء حول العلمانية، فوجدته يعتقد أن العلماني هو من ينكر الدين مثل الملحد، و هذا اعتقاد غير صحيح لأن العلماني يقر بالدين لكن الدين بين الفرد و ربه خاصة حصرا و قصرا، و لا دخل للدين في مجالات الحياة.
هذه بعض الكلمات التي خطرت على بالي حين كتابة هذا الموضوع، و أرجو من كل منصف عاقل أن يشاركني في هذا الموضوع و نفتح باب النقاش الهادئ الهادف البناء و نبتعد عن الهمز و اللمز و العبارات الجارحة.