شعر العقاد
يا كتبي !!
يا كتبي أشكو ولا أغضبُ ... ما أنتِ من يسمع أو يعتب
يا كتبي أورثتني حسرة ... هيهات لا تنسى ولا تذهب
يا كتبي ألبست جلدى الضنى ... لم يغن عنّي جلدك المذهب
كم ليلة سودا قضّيتها ... سهران حتى أدبر الكوكب
كأنني ألمح تحت الدجى ... جماجم الموتى بدت تخطب
والناس إما غارق في الكرى ... أو غارق في كأسه يشرب
أو عاشق وافاه معشوقه ... فنال في دنياه ما يرغب
أو سادر يحلم في ليله ... بيومه الماضي وما يعقب
ينتفع المرء بما يقتني ... وأنت لا جدوى ولا مأرب
إلا الأحاديث وإلا المنى ... وخبرة احبها متعبُ
المرأة والخداع
خلِّ الملام فليس يثنيها ... حب الخداع طبيعة فيها
هو سترها ، وطلاء زينتها ... ورياضة للنفس تحييها
وسلاحها فيما تكيد به ... من يصطفيها أو يعاديها
وهو انتقام الضعف ينقذها ... من طول ذل بات يشقيها
أنت الملوم إذا أردت لها ... ما لم يُرده قضاء باريها
خنها ! ولا تخلص لها أبداً ... تخلص إلى أغلى غواليها !
بيجو
حزناً على بيجو تفيض الدموعْ
حزناً على بيجو تثور الضلوع
حزناً عليه جهدَ ما أستطيع
وإن حزناً بعد ذاك الوَلوع
والله –يابيجو- لحزن وجيع
***
حزناً عليه كلما لاح لي
بالليل في ناحية المنزل
مسامري حيناً ومستقبلي
وسابقي حيناً إلى مدخلي
كأنه يعلم وقت الرجوع
***
وكلما داريت إحدى التحفْ
أخشى عليها من يديه التلف
ثم تنبهت وبي من أسف
ألا يصيب اليوم منها الهدف ...
ذلك خير من فؤاد صديع
***
حزني عليه كلما عزني
صدق ذوي الألباب والألسن
وكلما فوجئت في مأمني
وكلما اطمأننت في مسكني
مستغنياً. أو غانيا بالقنوع
***
وكلما ناديته ناسياً:
بيجو! ولم أبصر به آتيا
مداعباً مبتهجاً صاغياً...
قد أصبح البيت إذن خاويا
لا من صدى فيه ولا من سميع