لمـــــــــــــا
الحب كلمة رائعة وجميلة وكل واحد فينا يشعر بها اتجاه أشخاص أو أشياء, تشعرنا بالسعادة ,اللذة و الراحة و أيضا تسبب لنا الكثير من الألم و التعاسة, بقدر ما تظهر فينا أجمل الملامح و ألطف الوجوه إلا أنها في بعض المواقف توقظ بداخلنا وحشا نعجز أحياننا على السيطرة عليه. لعل البعض يتساءل كيف ولما هذا التناقض لكني أقول لا تستغربوا ولا تتساءلوا, أليس الحب رائعا و جميلا ألا يحتاج إلى الرعاية كوليد صغير ناعم ينتظر لمسة من الحنان والرقة لينمو ويكبر أليس الحب كالشجرة تحتاج لمن يقلمها ويسقيها بماء نقي وصافي وعذب لتنمو أغصانها وتعلو في الهواء الطلق و تتمدد جذورها في الباطن لتتأصل و تتعمق وتزيد من قوتها فكذلك الحب بين الناس يحتاج إلى الكثير و الكثير فالحب بين الآباء و الأبناء يحتاج إلى الحنان ,العطف و العطاء غير المشروط .حب الزوجين يحتاج إلى الصدق و الإخلاص إلى أن يعيش كل منهما بهدف إسعاد الأخر .حب الأصدقاء و الإخوة يحتاج إلى الطيبة و الصدق و اللامادية والى مد يد العون.كل هذه الصفات هي بمثابة الماء الذي يسقي هذا الحب بين هؤلاء الناس لكي ينمو ويزيد كالنبتة التي تشق طريقها من باطن الأرض لترى نور الشمس.لكن تخيلوا معي لو أننا سقينا هاته الأرض بماء ملوث أو مواد سامة فهل سيأتي يوم على هذه النبتة وترى فيه نور الشمس ؟؟لا اعتقد وأضنكم أيضا لا تعتقدون ذلك .تخيلوا لو أن احد الزوجين كان خائننا أو يعيش مع الأخر ليحقق مصالحه هو فقط أو عامله بازدراء أو بنى حياته معه كلها على الأكاذيب ,كيف يشعر الأخر حين يستيقظ من غفلته ويكتشف الكذبة التي كان يعيش فيها ألن يتحول فجأة كل شيء جميل بداخله إلى شيء بشع الملامح يدمره أو يدمر من حوله وما رأيكم لو كانت علاقة الآباء و الأبناء مبنية على خذ وهات فقط ,كيف ستشعر لو أدرت ظهرك ووجدت صديقا عزيزا أو أخا كان كل ما تراه منه خدعة ليقضي بك مصلحة أو يأخذ منك ما ليس له ألن تثور و يتحول كل ما تحمله في داخلك اتجاهه للعكس هذه بعض الأمثلة فقط وهناك المزيد والمزيد مما نراه في حياتنا .
لعلي استطعت أن أوصل لكم فكرتي, لما يا ترى هذا النفاق بين الناس لما يبخلون على أنفسهم بعيش لحظات سعيدة مع من يجب أن يحبوهم بدون زيف أو نفاق لما, لما, ولما.......مادام الإنسان موجود ستبقى اللما ,وما الحب إلا شيء بسيط من كل الأشياء الجميلة التي أصبحنا نفرط فيها في حياتنا فالحياة مزرعة ونحن البستاني الذي بيده أن يزينها بالورود والثمار أو يدمرها ويجتث ما بقي فيها من أزهار و شجيرات.