صفات المربي الصالح - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صفات المربي الصالح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-11-18, 16:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حميدي البشير
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية حميدي البشير
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي صفات المربي الصالح

صفات المربي الصالح
هناك صفات أساسية، كلما اقترب منها المربي كانت له عَوْناً في العملية التربوية، والكمال البشري هو للرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ولكن الإنسان يسعى بكل جهده وبقدر المستطاع، للتوصل إلى الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة ؛...وإليك أهم الصفات التي يسعى إليها المربي ـ وفقني الله وإياك إليها ـ:
1- الحلم والأناة:
وهما من الصفات التي يحبهما الله ولهما تأثير تربوي كبير، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ:إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ:الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ.[1].
قال عبد الله بن طاهر:كنت عند المأمون يوماً، فنادى بالخادم:يا غلام، فلم يجبه أحد، ثم نادى ثانياً وصاح:يا غلام، فدخل غلام تركي وهو يقول:أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح:يا غلام، يا غلام، إلى كم يا غلام؟!.. فنكس المأمون رأسه طويلا - فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه - ثم نظر إليّ، فقال:يا عبد الله، إن الرجل إذا حسنتْ أخلاقه، ساءت أخلاق خدمه، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لنحسن أخلاق خدمنا..!!.[2]
ــــــــــ
2- الرفق واللين:
عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ - r - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r - قَالَ « يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ »[3].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ r، قَالَ:إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ.[4]
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -r- عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ».[5]
وعَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ r، قَالَ:مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ.[6]
وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ لَهَا:يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ.[7]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r الْعِشَاءَ، فَكَانَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا وَضْعًا رقيقا، فَإِذَا عَادَ عَادًا، فَلَمَّا صَلَّى جَعَلَ وَاحِدًا هَا هُنَا وَوَاحِدًا هَا هُنَا، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أُمِّهِمَا ؟ قَالَ:لاَ، فَبَرَقَتْ بَرْقَةً، فَقَالَ:الْحَقَا بِأُمِّكُمَا، فَمَا زَالا يَمْشِيَانِ فِي ضَوْئِهَا حَتَّى دَخَلا "[8]
ــــــــــ
3- الرحمة:
صفة من صفات المربي الناجح وهي من الوالدين لأبنائهما أخص، ورحمة الأولاد من أهم أسس نشأتهم ومقومات نموهم النفسي والاجتماعي نموا قويا سويا، فإذا فقد الأولاد المحبة نشئوا منحرفين في المجتمع لا يتعاونون مع أفراده ولا يندمجون في وسطه. عن أبي قَتَادَةَ:خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ - r - وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِى الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا[9].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَبَّلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ:الأَقْرَعُ:إِنَّ لِيَ عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r:مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ.[10].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:أَبْصَرَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ النَّبِيَّ r يُقَبِّلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فقَالَ:إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ، فقَالَ نَبِيُّ اللهِ r:مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ.[11]
وعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ:أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ -r- وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَ:وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r رَحِيمًا رَفِيقًا، فَظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، فَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا مِنْ أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ :« ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا عِنْدَهُمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ »[12].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ r، قَالَ:إِنَّ لِكُلِّ شَجَرَةٍ ثَمَرَةً، وَثَمَرَةُ الْقَلْبِ الْوَلَدُ، إِنَّ اللَّهَ لا يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُ وَلَدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا رَحِيمٌ، قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ:لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَنْ يَرْحَمَ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ، إِنَّمَا الرَّحْمَةُ أَنْ يَرْحَمَ النَّاسَ.[13]
والمربي الذي ينقصه الحنان لا يصلح للتربية، الذي يغلب عليه التجهم، الذي يبخل بالابتسامة، الذي لا يمسح على رأس الطفل، الذي لا يعرف إلا العقاب، أما الثواب فلا حاجة به إليه، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللهِ r :لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا[14]. وأنه بذلك مخالف لرسول الله - r - في مزاحه مع الصبيان، وتلطفه معهم.
ــــــــــ
4- الابتعاد عن الغضب:
شَتَمَ الصغيرُ أخاه، غَضِبَ الأبُ، وقام لِيضرِبَ الصغير، فبكى الصغير معتذِرًا عما فَعَلَ؛لكن الأب ظلَّ غاضبًا متجَهِّمًا طوال اليوم، ورَفَضَ أن يتحدث معه.
وفي الفصل أخطأ التلميذ فعاقبه المدرِّس وظلَّ غاضبًا طوال الحِصَّةِ، لم يبتسمِ ابتسامَةً واحدة رغم اعتذار التلميذ عمَّا فعل، أوِ اعترافه بخطئه، هذا هو ما قصدناه بضبط النفس أن تغضب ولكن ليس من قلبك، وتُعاقِبَ بمزاجك، تُعاقِبُ وأنت تهدُف من وراء العقاب شيئًا، وهو التربية؛أي تَغْيِير السلوك؛ولكن لا تكتشف بعد العقاب أنَّك غضبت كثيرًا، وعاقبت بشدة أكثر مما يستحقُّ السلوكُ الخطأ الذي فَعَلَهُ الصغير، وأنك عاقبتَ أصلاً كردِّ فعلٍ سريعٍ للخطأ ولم تنوِ قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير، وبالتالي فقد عاقبتَ بالغضب والصِّيَاح بدلاً من التصحيح الهادئ أوَّلاً، أو ضربتَ وكان الأَوْلَى أن تُظْهِر الغضب فقط، ليس هذا فحسب؛بل مِن ضبط النفس أيضًا أن تغضب فإذا ما اعترف الصغير بخَطَئِهِ فيتلاشى غضبكَ على وجه السرعة، ويتحوَّل إلى ابتسامة رقيقة، وكذلك تتحوَّل الابتسامةُ إلى تَجَهُّم عند الخطأ، وسرعان ما يزول التجهُّم، وهكذا دون أن يُؤَثِّرَ ذلك في القلب؛لِيُرَبِّيَ الكبيرُ الصغير، وليس العكس، فيتحكَّم الصغير في حركاته وسكناته، ابتسامِهِ وتَجَهُّمِهِ، جِدِّهِ ولَعِبِهِ.
إنّ الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية ؛بل كذلك من الناحية الاجتماعية، فإذا ملك الإنسان غضبه، وكظم غيظه، كان ذلك فلاحا له ولاولاده؛والعكس بالعكس.
ومن صفات المربي الناجح أما كان أو أبا أو من يقوم مقامهما البعد عن الغضب لما له من آثار سلبية في العملية التربوية، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - y - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ - r - أَوْصِنِى.قَالَ « لاَ تَغْضَبْ ».فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ »[15] ..
وعَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ وَهُوَ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَّهُ قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي قَوْلاً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، وَأَقْلِلْ لَعَلِّي لاَ أُغْفِلُهُ، قَالَ:لاَ تَغْضَبْ فَعَادَ لَهُ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ r:لاَ تَغْضَبْ.[16]
كذلك اعتبر r الشجاعة هي القدرة على عدم الغضب؛فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ y أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ :« لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » [17].وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ قَالُوا:فَمَنِ الشَّدِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.[18]
ــــــــــ
5- الليونة والمرونة:
وهنا يجدر بنا فهم الليونة بمعناها الواسع، وهي:قدرة فهم الآخرين بشكل متكامل لا بمنظار ضيق؛وليس معناها الضعف والهوان، وإنما التيسير الذي أباحه الشرع، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r - « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ »[19]..
ــــــــــ
6- أخذ أيسر الأمرين ما لم يكن إثما:
فعَنْ عَائِشَةَ - yا - أَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ - r - بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ - r - لِنَفْسِهِ فِى شَىْءٍ قَطُّ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ [20].
وأيسر الأمرين يكون في الأمور المباحة والمشروعة، فيتخير المربي في تعامله مع أبنائه وطلابه أحسن الأساليب وأفضل الأوقات وأحسن الألفاظ والعبارات، وأرق التوجيهات ليصل إلى عقولهم بأقل جهد وأقصر طريق.[21]
ــــــــــ
7- الاعتدال والتوسط:
إن التطرف صفة ذميمة في كل الأمور؛لهذا نجد أن رسول الله ـ r ـ يحب الاعتدال في أمور الدين، فما بالك في باقي الأمور الحياتية الأخرى، والتي أهمها العملية التربوية؟
فعَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - r - فَقَالَ إِنِّى لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. فَمَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ - r - غَضِبَ فِى مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ »[22]..
وعن عَمْرَو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ r، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيَؤُمُّهُمْ، قَالَ:فَأَخَّرَ النَّبِيُّ r الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَصَلَّى مَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا فَتَقَدَّمَ لَيَؤُمَّنَا، فَافْتَتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ تَنَحَّى فَصَلَّى وَحْدَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقُلْنَا لَهُ:مَا لَكَ يَا فُلاَنُ، أَنَافَقْتَ ؟ قَالَ:مَا نَافَقْتُ، وَلَآتِيَنَّ النَّبِيَّ r فَلَأُخْبِرَنَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ r، فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي مَعَكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا، وَإِنَّكَ أَخَّرْتَ الْعِشَاءَ الْبَارِحَةَ فَصَلَّى مَعَكَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا فَتَقَدَّمَ لَيَؤُمَّنَا، فَافْتَتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَنَحَّيْتُ فَصَلَّيْتُ وَحْدِي، أَيْ رَسُولَ اللهِ r، فَإِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، وَإِنَّمَا نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، فَقَالَ النَّبِيُّ r:أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ اقْرَأْ بِسُورَةِ كَذَا وَسُورَةِ كَذَا قَالَ عَمْرٌو:وَأَمَرَهُ بِسُوَرٍ قِصَارٍ لاَ أَحْفَظُهَا، قَالَ سُفْيَانُ:فَقُلْنَا لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُمْ:إِنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لَهُ:اقْرَأْ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، قَالَ عَمْرٌو نَحْوَ هَذَا."[23]
وفيه وجوب تخفيف صلاة الجماعة مع الإئتمام.
وغضبه rعلى المثقلين، وعدُّه هذا من الفتنة. وجواز تطويل صلاة المنفرد ما شاء، وقيد بأن لا يخرج الوقت وهو في الصلاة. وذلك كيلا تصطدم مصلحة المبالغة بالتطويل من أجل كمال الصلاة مع مفسدة إيقاع الصلاة في غير وقتها.ووجوب مراعاة العاجزين وأصحاب الحاجات في الصلاة.وأنه لا بأس بإطالة الصلاة، إذا كان عدد المأمومين ينحصر وآثروا التطويل. وأنه ينبغي للإنسان أن يسهل على الناس طريق الخير، ويحببه إليهم، ويرغبهم فيه، لأن هذا من التأليف، ومن الدعاية الحسنة الإسلام.[24]
ــــــــــ
8- التخول بالموعظة الحسنة:
إن كثرة الكلام في كثير من الأحيان لا تؤتي أكلها ؛في حين نجد أن التخول بالموعظة الحسنة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛
فقدأخذالصحابة رضي الله عنهم هذه الصفة من فعل رسول الله r قدوة المسلمين فعَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِى كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ.قَالَ أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنْ ذَلِكَ أَنِّى أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّى أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِىُّ - r - يَتَخَوَّلُنَا بِهَا، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا[25].
وعَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ مِمَّا يُذَكِّرُ النَّاسَ كُلَّ خَمِيسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ:وَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ:أَمَا إِنَّهُ مَا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ r كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ بَيْنَ الأَيَّامِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.[26]
وعَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللَّهِ نَنْتَظِرُهُ فَمَرَّ بِنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِىُّ فَقُلْنَا أَعْلِمْهُ بِمَكَانِنَا.فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ إِنِّى أُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ فَمَا يَمْنَعُنِى أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ إِلاَّ كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r - كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِى الأَيَّامِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.[27]
ــــــــــ
9- القدوة الحسنة وعدم مخالفة الفعل للقول :
قال الله تعالى في حق الرسول r {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب، وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) [الصف:2، 3] }.
يُنْكِرُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَن يَعِدُ وَعْداً، أَوْ يَقُولُ قَوْلاً لاَ يَفِي بِهِ، فَيَقُولُ تَعَالَى:لأَيِّ شَيءٍ تَقُولُونَ لَوَدِدْنَا أَنْ نَفْعَلَ كََذَا وَكَذَا مِنْ أَفْعَالِ الخَيْرِ، حَتَّى إِذَا طُلِبَ مِنْكُمْ فِعْلُ ذَلِكَ كَرِهْتُمْ ذَلِكَ وَلَمْ تَفْعَلُوهُ؟..
وَأَكَّدَ اللهُ تَعَالَى إِنْكَارَهُ هَذَا عَلَى هَؤُلاَءِ القَائِلِينَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، فَقَالَ لَهُمْ:إِنَّهُ يَكْرَهُ كُرْهاً شَدِيداً أَنْ تَقُولُوا شَيئاً لاَ تَفْعَلُونَهُ لأَنَّ الوََفَاءَ بِالعَهْدِ وَالوَعْدِ يُنَمِّي الثِّقَةَ بَينَ أَفْرَادِ الجِمَاعَةِ، كَمَا أَنَّ فُشُوَّ الخُلْفِ بِالوَعْدِ يُضْعِفُهَا .[28]
وهي عُمدة الصفات كلِّها؛بل تَنبني عليها جميعُ صِفات المُربِّي، فيكون قدوةً في سُلوكه، قدوةً في مَلْبَسِه، قدوة في حديثه، قدوة في عبادته، قدوة في أخلاقه وآدابه، قدوة في حياته كلها.
إن الطفل إذا ما افتقد القُدوة فيمَنْ يُرَبِّيهِ، فسوف يفتَقِدُ إلى كلِّ شيء، ولن يُفلِح معه وَعْظ، ولا عقاب، ولا ثواب، كيف لا وقد رأى الكبير يفْعَلُ ما يَنهاهُ عنه؟!
إنَّ عَيْنَ الطفل لكَ كالميكروسكوب ترى فيه الشيء الصغير واضحًا تمامًا، فالنظرة الحرام التي تختلسها، والكلمة القصيرة السريعة الَّتي تنطِقُ بِها وغيرُها، يستقبلها الصغير فيُخَزِّنها، ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأَ، ولا تستطيع أن تنهاه، وإلا قال لك:أنتَ فَعَلْتَ ذلِك، وأنا أفْعَلُ مِثْلَك!!
طبعًا هو لا يعانِد – غالبًا – في مثل هذه المواقف؛ولكنه يُقلِّدُكَ، فأنت الكبير وهو يُحِبِّكَ، ويحبُّ أن يفعل مثلما تفعل ليتشبَّهَ بكَ.
فإن غضبتَ فشتمتَ فإنَّه سيشتُمُ عندما يغضَب، وإن طلبت منه شراء الدخان أو رَمْيَ باقي السيجارة، فسيشرب منها بعد ذلك ولو خِلْسَةً؛حتَّى يتمكَّن مِن شُرْبِها بِحُرِّيَّة في أقربِ فرصة، فَهُو يُقَلِّدك وأنت الكبير، وإن خرجتِ الأمُّ مُتَبرِّجَةً فلن تستطيعَ إقناعَ ابْنَتِها بعد ذلك بارْتِداء الحجاب، وإن نادى المؤذِّن للصلاة وصلَّيْتَ في البيت فسيصلي في البيت، وإن ذهبت إلى المسجد فسوف يُحِبُّ الذَّهاب إلى المسجد، وإن غَفَلْتَ عنِ الصلاة ساهيًا أو عامدًا فسوف يقلِّدُكَ؛فأنت القدوة.وهكذا إن طلبت منه أن يخبِرَكَ بسِرِّ أحد، أو لعبت أمامه بدون حذاء أو بغير الملابس الرياضية، وكذا إن رآك (تُبَحْلِقُ) في صور العاريات، أو فِي الفيديو، أوِ التليفزيون، أو عاكستَ أحدًا في الهاتف... إلخ.[29]
ــــــــــ
10- العلم:
العلمُ عُدَّةُ المربي في عملية التربية. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر.
والعلم الشرعي:هو علم الكتاب والسنّة، ولا يطلب من المربي سوى القدر الواجب على كل مكلف أن يتعلمه، وقد حدده العلماء بأنه "القدر الذي يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها، أو معاملة يريد القيام بها، فإنه في هذا الحال يجب أن يَعرف كيف يتعبد الله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة"[30] .
وإذا كان المربي جاهلاً بالشرع فإن أولاده ينشأون على البدع والخرافات، وقد يصل الأمر إلى الشرك الأكبر - عياذاً بالله -.
ولو نظر المتأمل في أحوال الناس لوجد أن جلَّ الأخطاء العَقَدية والتعبدية إنما ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم، ويَظَلُّون عليها إلى أن يقيّض الله لهم من يعلمهم الخير ويربيهم عليه، كالعلماء والدعاة والإخوان الصالحين أو يموتون على جهلهم.
والمربي الجاهل بالشرع يحول بين أبنائه وبين الحق بجهله؛وقد يعاديه لمخالفته إياه، كمن يكره لولده كثرة النوافل أو ترك المعاصي أو الأمر بالمعروف أو طلب العلم أو غير ذلك.
ويحتاج المربي أن يتعلم أساليب التربية الإسلامية ويدرس عالم الطفولة، لأن لكل مرحلة قدرات واستعدادات نفسية وجسدية، وعلى حسب تلك القدرات يختار المربي وسائل زرع العقيدة والقيم وحماية الفطرة السليمة[31].
ولذا نجد اختلاف الوسائل التربوية بين الأطفال إذا اختلفت أعمارهم، بل إن الاتفاق في العمر لا يعني تطابق الوسائل التربوية؛إذ يختلف باختلاف الطبائع. وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدَّامة وتيارات فكرية منحرفة، فيعرف ما ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تَفدُ إلينا؛ليكون أقدر على مواجهتها وتربية الأبناء على الآداب الشَرعية.
ــــــــــ
11- الأمانة:
وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات[32]. ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها أولاده، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه، متحلياً بالأمانة، يسلكُ في حياته سلوكاً حسناً وخُلُقاً فاضلاً مع القريب والبعيد في كل حال وفي كل مكان؛لأن هذا الخُلُق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها الشامل.
قال تعالى:{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص
وهذان شرطان لا بُدَّ منهما في الأجير:قوة على العمل، وأمانة في الأداء. وقد تسأل:ومن أين عرفتْ البنت أنه قوي أمين؟
قالوا:لأنه لما ذهب ليسقي لهما لم يزاحم الناس، وإنما مال إلى ناحية أخرى وجد بها عُشْباً عرف أنه لا ينبت إلا عند ماء، وفي هذا المكان أزاح حجراً كبيراً لا يقدر على إزاحته إلا عدة رجال، ثم سقى لهما من تحت هذا الحجر، وعرفتْ أنه أمين حينما رفض أن تسير أمامه، حتى لا تظهر له مفاتن جسمها.[33]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ r فَقَالَ فِي الْخُطْبَةِ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ."[34]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ r يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ:مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَمَضَى r يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ:سَمِعَ مَا قَالَ، وَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ:بَلْ لَمْ يَسْمَعْ. حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ:أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ قَالَ:هَا أَنَا ذَا، قَالَ:إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قَالَ:فَمَا إِضَاعَتُهَا ؟ قَالَ:إِذَ اشْتَدَّ الأَمْرُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ.[35]
ــــــــــ
12- القوة:
أمرٌ شامل فهي تفوّقٌ جسديٌّ وعقليٌّ وأخلاقيٌّ، وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى؛لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم[36]، ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ الْخَيْرُ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا تَنْتَفِعُ بِهِ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ:لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ:قُلْ:قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ اللَّوَ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ "[37]
وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما، ولكن لابد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة، ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة، منها:
* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة، والرجل فيه ضعيف منقاد، فتغضب هذه المرأة القوامة من الرجل بالإغراء، أو التسلط وسوء الخُلق، واللسان الحاد[38].
* أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان، أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد، فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب واحتقار عقليته [39].
* أن تَعرض المرأة على زوجها أمراً فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها، فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه.
ولابد أن تسلِّم المرأة قيادة الأسرة للرجل، أباً كان أو أخاً كبيراً أو خالاً أو عماً، وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة، وإن مَنَعَ شيئاً فعليها أن تطيع.وإنْ خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تتستر عليه لأن كثيراً من الانحرافات تحدث بسبب تستُّر الأم.
وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة، كأن يطلب الأولاد شيئاً لا يمنعه الشرع ولا الواقع، ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه، فيحاول الأولاد إقناع الأب فلا يقتنع، ففي هذه الحال لابد أن تطيع المرأة[40]، وتطيّب نفس أولادها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة عقله، وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد أن للوالدين إحساساً لا يخيب، وهذا الإحساس يجعل الوالد أحياناً يرفض سفر ولده مثلاً، ثم يسافر الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيراً وذلك بسبب إحساسه.
ــــــــــ
13- العدل:
وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم، حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القُبَل[41]، وعاتب النبي – r – رجلاً أخذ الصبي وقبَّله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جانبه، فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ - r - فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ فَقَبَّلَهُ وَأَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَجَاءَتْهُ بَنِيَّةٌ لَهُ فَأَجْلَسَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r -:" أَلَا سَوَّيْتَ بَيْنَهُمَا ".رَوَاهُ الْبَزَّارُ [42]".
وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ r، فَجَاءَ بُنَيٌّ لَهُ، " فَأَخَذَهُ فَقَبَّلَهُ وَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ جَاءَتْ بُنَيَّةٌ لَهُ، فَأَخَذَهَا وَأَجْلَسَهَا إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ r :" فَمَا عَدَلَتْ بَيْنَهُمَا "[43]
والعدل مطلوبٌ في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة والقُبَل، ولا يجوز تمييز أحد الأولاد بعطاء لحديث النعَمان المشهور حيث أراد أبوه أن يهبه دون أخوته فعَنْ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ عَامِرًا، حَدَّثَهُ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ:إِنَّ وَالِدِي بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ، أَتَى رَسُولَ اللهِ r، فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ رَوَاحَةَ نُفِسَتْ بِغُلاَمٍ، وَإِنِّي سَمَّيْتُهُ نُعْمَانَ، وَإِنَّهَا أَبَتْ أَنْ تُرَبِّيَهُ حَتَّى جَعَلْتُ لَهُ حَدِيقَةً لِي أَفْضَلَ مَالِي هُوَ، وَإِنَّهَا قَالَتْ:أَشْهِدِ النَّبِيَّ r عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r:هَلْ لَكَ وَلَدٌ غَيْرَهُ ؟ قَالَ:نَعَمْ، قَالَ:لاَ تُشْهِدْنِي، إِلاَّ عَلَى عَدْلٍ، فَإِنِّي لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ. [44]
إلا أن هناك أسباباً تبيح تمييز بعض الأولاد كاستخدام الحرمان من النفقة عقاباً، وإثابة المحسن بزيادة نفقته، أو أن يكون بعضهم محتاجاً لقلة ماله وكثرة عياله[45]، ولا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض، وذلك لحاجتهما إلى العناية[46]. وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العلاج، ولابد أن يبيّن الوالدان لبقية الأولاد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التميز ليس بدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلاء ومعاملة البقية، وهذا الفرق اليسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.
ومما يزرع الكراهية في نفوس الإخوة تلك المقارنات التي تُعقد بينهم، فيُمدح هذا ويُذم هذا، وقد يقال ذلك عند الأصدقاء والأقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه.
والعدل ليس في الظاهر فقط، فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الاستخفاء يعلِّمُ الطفل الأنانية والتآمر.[47]
ــــــــــ
14- الحرص:
وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.
والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير. والدليل المشاهَد هو:الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة[48].
والحرص الحقيقي المثمر:إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل. وله مظاهر منها:
(أ) الدعاء:إذ دعوة الوالد لولده مجابة لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحا[49] ولذا حذر الرسول –r– الوالدين من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ r وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ، وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ، وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَنَا عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ، فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ، فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقَالَ:شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r:مَنْ هَذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ ؟ قَالَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:انْزِلْ عَنْهُ، فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ، لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ السَّاعَةِ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ.[50]
(ب) المتابعة والملازمة:لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً[51]، فعن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ:" أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ "[52]
والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب.
ــــــــــ
15- الحزم:
وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق[53].
وضابط الحزم:أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله، وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المَرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع. قال ابن الجوزي – رحمه الله -:" فيا أيها المرزوق عقلاً لا تبخسه حقه، ولا تطفيء نوره، واسمع ما نشير به، ولا تلتفت إلى بكاء طفل الطبع لفوات غرضه.
فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، فيبلغ جاهلاً فقيراً:
لا تسه عن أدب الصغي ... ر ولو شكا ألم التعب
ودع الكبير لشأنه ... كبر الكبير عن الأدب[54]
وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيدلّله، وينفذ جميع رغائبه، ويترك معاقبته عند الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه[55]
وليس حازماً من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة، ويعاقب عند كل هفوة أو زلّة، ولكن ينبغي أن يتسامح أحياناً[56].
ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد؛فإن بعضها ترف مفسد، كما أنه لا ينبغي أن ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته[57] وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام.
ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي، فيحافظ على أوقات النوم والأكل والخروج، وبهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأطفال، "وبعض الأولاد يأكل متى شاء وينام متى شاء ويتسبب في السهر ومضيعة الوقت وإدخال الطعام على الطعام، وهذه الفوضوية تتسبب في تفكك الروابط واستهلاك الجهود والأوقات وتنمي عدم الانضباط في النفوس.. وعلى رب الأسرة الحزم في ضبط المواعيد والرجوع إلى المنزل والاستئذان عند الخروج للصغار – صغار السن أو صغار العقل – [58]
ــــــــــ
16- الصلاح:
إن لصلاح الآباء والأمهات أثراً بالغاً في نشأة الأطفال على الخير والهداية – بإذن الله – وقد قال سبحانه:{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (82) سورة الكهف.
وفيه دليل على أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة لتقرَّ عينه كما جاء في القرآن ووردت به السنة[59] .
قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،y قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:بَرُّوا آباءَكُمْ تَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ "[60]
ومن المُشاهَد أن كثيراً من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ فَاءّ إلى الخير بعد مدة؛لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله. وهذه القاعدة ليست عامة ولكن هذا حال غالب الناس. وقد يظن بعض الناس أن هذا لا أثر له، ويذكرون أمثلة مخالفة لذلك، ليبرروا تقصيرهم وضلالهم.
ــــــــــ
17- الصدق:
وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات [61].
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ:دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا، وَرَسُولُ اللهِ r قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ:هَاكَ تَعَالَ فَأُعْطِيَكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ r :" مَاذَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ ؟ " قَالَتْ:أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r :" أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةٌ "[62]
وعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا."[63]
وعَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ.[64]
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء، وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه [65].
وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته [66].
ــــــــــ
18- الحكمة:
وهي وضع كل شيء في موضعه، أو بمعنى آخر:تحكيم العقل وضبط الانفعال، ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب، بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها؛لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية [67].
وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب، وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.[68]
ــــــــــ
19- حسن الصلة بالله:
وهي منَ الصفات التي لا غنى للمربي عنها، فإذا كنا نقصِّر في صلتنا بالله، فلا نرى قلوبًا مفتوحة لنا، ولا آذانًا صاغيةً، تَستَقْبِلُ بِحُبّ ما نقولُه وما نفعلُه، والعكس إذا كنا نحسن الصلة بالله، فإن الله - عز وجل - يُبارِكُ في القليل، فيستجيب الصغار لنا أسرعَ مِمَّا نتخيَّل، يُصَلُّون، ويُذَاكِرون، ويحفظون القرآن الكريم، ويظهَرُ مِنْهُم حُسن خلق أثناء اللعب، وأثناء الفسح،وإن الصلاة في جماعة، خاصة صلاةَ الفجر، والمداومة على ورد القرآن، وأذكار الصباح، وأذكار المساء، وكثرة الاستغفار، والبُعْد عن المحرَّمات والشُّبُهات، خاصَّةً غضَّ البَصَر، والوَرَع لَفِيهَا جميعًا الخيرُ والبركة في هذا المجال، فإرضاءُ اللَّه غايةٌ، ما مِن أحد إلاَّ ويتمنَّاها ويسعى إليها؛لِينالَ الجنَّة في الآخرة والسعادة في الدنيا، ومَن أسعد في الدنيا مِن رجل له أبناء صالحون، يحسن تربيتهم فينالُ مِنْهُم بِرًّا ودعوةً صالحةً، نسأل الله ألا يَحْرِمَنا من هذه النعمة العظيمة.
ــــــــــ
20- نفس عظيمة وهِمَّة عالية:
المُربي لا بد أن يكون عظيمَ النَّفس، هِمَّتُه عالية، وإرادته قوية، ونَفَسُه طويل، لا يطلب سفاسفَ الأُمُورِ، يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام فنٌّ له عقبات؛كما له حلاوة، وأجر عظيم. لذلك يسعى جاهدًا أن يجعلها لِلَّه، ويُضَحّي من أجلها بِراحَتِه وبماله، وبكل شيء عنده، ويصل طموحه به إلى أن يتمنَّى أن يكون ابنه؛كمُحَمَّد الفاتح، الَّذي علَّمه شيخُه وهو صغير أنَّ القسطنطينية سيفْتَحُها اللَّه على يد أمير مسلم، يرجو أن يكون هو، فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r يَقُولُ :لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ."[69].
ومما يقوي الهمة الطمع بموعود الله تعالى يوم القيامة، قال تعالى :{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [آل عمران/133-136]
ومما يقوي الهمة صلاة الجماعة وكثرة تلاوة القرآن وقراءة الحديث النبوي في الترغيب والترهيب، وحضور مجالس العلم والذكر، ومجالسة الأخيار، والنظر في سير الأنبياء والصالحين ....
ومما يضعف الهمة كثرة المعاصي، وترك قراءة القرآن والحديث النبوي، وحضور مجالس الفسق والفجور، والنظر للمحرمات، ومجالسة العصاة.
ومن نماذج المربين وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير.[70]
ــــــــــ
21-يألف ويؤلف:
نعم مِن صفات المُرَبِّي أن يألف ويؤلف، يألف الصغار ويحبهم، ولا يأنف الجلوس معهم، يتبسط في حديثه ويتواضع، يمزح ويلعب، يلين ولا يشتد، يعطي كثيرًا بلا مقابل، ولا تفارقه الابتسامة، وكذلك يُؤْلَف عند الصغار، وإلا فلا يتصدَّى للتعليم ولا التربية، فهي مهمة ليس هو أهلاً لها، إذ إنه دائمُ التجهُّم، شديد، عنيف، لا تعرف الرحمة طريقًا إلى قلبه، فويل لأبنائه منه تمامًا؛عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ :أَبْصَرَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ النَّبِيَّ r يُقَبِّلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فقَالَ :إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ، فقَالَ نَبِيُّ اللهِ r :مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ.[71]
وعمر بن الخطاب عَزَل مثل ذلك الرجل عن ولاية المسلمين، [72] فمن لا يألفه أبناؤه، لا يألفه المسلمون، وهو بالتالي لن يرحمهم.
ــــــــــ
22- سَعَةُ الاطلاع:
يجب على المربِّي الاطلاعُ عامَّةً، وعلى الإصدارات في مجال الطفولة بشكل خاص؛فالمسلم مثقَّف الفِكر، والمربِّي أَوْلَى بذلك؛ليستطيع تعليم الصغار، وتغذيتهم أولاً بأول بالمعلومات الجديدة والمفيدة في التفسير، وفي الحديث، وفي الفقه، وفي السيرة، وفي العقيدة، وفي أخبار المسلمين، وفي الآداب والأخلاق، وفي المعلومات الإسلامية والعامة.. إلخ.
الصغار يسألون في كل شيء، وفي أيّ شيء، فإن عجز المربي عن الإجابة، أو تَكرر تَهَرُّبُهُ منهم سقط من نظرهم، ولجؤوا لغيره؛يسْتَقُونَ مِنْهُ معلوماتِهم، قد يكون التليفزيون، وقد يكون شخصًا سيئًا، وقد يكون مجلة داعرة، أو كتابًا فاسدًا، أو غيرَهُ.
ــــــــــ
23-الثقافة التخصصية:
فالمربِّي لكي يُحسِنَ التعامل مع الصغار؛لا بد أن يعرف خصائص كل مرحلة سِنِّية، وأن يقرأ عن أساليب التربية ومجالاتها، وكذلك يقرأ في وسائل جذب الأطفال، ويقرأ عن المشكلات النفسية والسلوكية، التي قد يُعاني منها بعض الأطفال، وننصح المربين بدوام الاطلاع على الإصدارات المطبوعة في هذا المجال، ومتابعة هذا الموضوع في الجرائد والمجلات، وببعض المواقع على شبكة الإنترنت لِمَنْ تَيَسَّر له ذلك، وإنَّ هذا الموضوعَ لَمِنَ الأهمّيَّة بمكان، بحيثُ إنَّ افتقادَه، أو ضَعْفَ المربِّي فيه، يجلب المشاكل الَّتي هو في غِنًى عنها أثناء العملية التربوية، عندما يَجِدُ طِفلاً عنيدًا ويظن أنه يفعل معه ذلك لأنَّه يكرهه، والواقع أنَّ هذه سِمَةٌ للطفل، وطبيعة فيه في مرحلة معينة، وكذلك التعرُّف من خلال الثقافة التخصصية على أن هناك فروقًا بين الأطفال، فهذا يحبُّ القيادة، وذلك اجتماعي، والآخر كسول، وهكذا فلا تكون التربية في كُتَلٍ ثابتة؛بل تختلف مِن طفل لآخَرَ، لذا فنحن ننصح المربي بدوام القراءة في مجال تربية الأولاد؛من أجل الثقافة التخصصية.
ــــــــــ
24- التصابي:
المربي الناجح يتصابَى للصغير، فينزل إلى مستواهم، فيُلاعبهم، ويمازحهم، ويحادثهم، لا يتكبر عليهم، ولا يطرُدُهم من مجالسه، يمشي معهم ولا يأنف ذلك، تأخذ البنت الصغيرة بيد النبي - r - فتنطلق به في طرقات المدينة، فلا يمنعها، ويأذن للأخرى أن تفي بنذرها فتضرب بالدف بين يديه، ويعقِدُ المسابقات بين الأطفال، ويمشي على يديه ورِجْلَيْهِ - r - ويركب الحسن والحسين فوق ظهره فلا يمنعهم، يأكل معهم ويعلمهم آداب الطعام، ويُرْدِفهم خلفَهُ على الحمار؛كما فعل مع عبدالله بن عباس، وغير ذلك مما نتعلمه منَ النبي - r - فلا يصح أبدًا أن نُبعِدَ أبناءنا عنا، ونتجنبهم كالجَرْبَى نقول لهمابعد عني)، (هل ستُصَاحِبُنِي؟)، (أنسيت نفسك؟)، (لست في سِنِّي لتتحدث معي)؛لكن لنُلاعِبْ أبناءنا، ونلعبْ معهم، ونذاكرْ لهم، ونجلسْ معهم، ونخاطِبْهُم على قَدْر عقولهم، وبما يفهمون هم لا بما نَفْهَمُ نَحْنُ، وإنَّ هذا لا يُنافِي الوقارَ والهَيْبَة والإجلال؛بل يَزِيدُها - إن شاء الله - بما يلقاه من أبنائه وتلاميذه حينما يكبرون، ويجد أمامه ثمرةَ تَعَبِهِ، وكيف أنهم يكونون مع أبيهم وأمهم؛كالأصحاب يُصارِحُونَهم بِمَشاكِلِهِمْ، وما يدور في نفوسهم وما يَشْغَلُهُم، فيسهل حلُّ مشكلاتهم، أمَّا الذي يهابُهُ أولاده، ويصبُّ عَلَيْهِم كل يوم وابلاً كثيفًا من الشتائم، ومختلِف أنواع العقوبات إلى جانب الفظاظة والغِلْظة، الَّتي يتحلَّى بِها، فَهَذَا يتمنَّى مِنْ أولاده حينما يكبرون أن يصارحوه ويحادثوه ويصاحبوه؛ولكن هيهاتَ، فقد وضع الحاجز بينه وبينهم منذ زمن، ناهيك عن تمنِّيهِم لموته؛ليستريحوا منه بعد طول عَناء؛وربما يدعون عليه بعد موته فيحرم نفسه من خير كثير، وهو إحدى الباقيات الثلاث الصالحات للإنسان بعد موته ألا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ :صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.[73]
ــــــــــ
25- الاتصال بأولياء الأمور:
فالمعلِّم لابد أن يجلس مع وليِّ الأمر أو يتصل به تليفونيًّا؛ليطمئن على ابنه، ويُنَسِّقَ معه طُرُقَ التربية، وليَعرفْ عن قُرب بيئة الصغير، ومَنِ المسيطر في البيت الأب أو الأم، وهل هناك مشاجرات بينهما أم لا؟ وهل الأب متفرغ للتربية أم لا؟ وهل الأم لا تجلس مع ابنها إلا على مائدة الطعام أم تجلس معه في غير ذلك لتطمئنَّ عليه وتتعرَّف أخبارَهُ؟ إنَّ كُلَّ ذلك سيؤثر بالطبع على الصغير بشكلٍ أوْ بِآخَرَ، فإنَّ المشاكل الأُسْرِيَّة مثلاً لها آثار جانبية تظهر في سلوك الطفل بالسلب غالبًا، فإذا ما عرف المربي هذا فلا يعاقب الطفل إلاَّ بقدر؛لِمَا يعلم من أسباب لتلك المشكلة.
ومن فوائد الاتصال بالبيت التنسيق مع ولي الأمر، فإذا عاقب المعلِّم تلميذه فحَرَمَهُ من رحلة مثلاً فلا يصح للأب أو الأم أن تخرج ابنها في ذات الأسبوع في نزهة مماثلة، فلا يصبح لعقاب المعلِّم جدوى، وكذلك المعلم والذي يكون تربويًّا في الغالب، فإنه يُعْلِم ولي الأمر بوسائل التربية، وطرقها ليستفيد منها في تربية ابنه، فمن هنا نعلم أهمية اتِّصال أولياء الأمور والمربين معًا؛لتنجح العملية التربوية وتتكامل.
ــــــــــ
26- وضوح الهدف:
المربّي الناجح يضع أمامه دومًا الهدف من التربية، والفوائد الدينية، والدنيوية العائدة عليه؛بل عليه أن يضع له أهدافًا جزئية كل فترة زمنية، فيقول مثلاً:في خلال هذا العام سيحفظ أبنائي جُزأين من القرآن، ويتعلمون ثلاثة أخلاق إسلامية، ويتعلمون ثلاثة آداب يومية، ويتقنون مهارة الإنشاد أو الكتابة على الكمبيوتر، ويعرفون كل شيء عن الأزهر، والمُتْحَف الإسلاميِّ مَثَلاً، ويعرفون أعداءهم اليهود، وما فعلوا مع رسول الله - r - ويعرفون أجدادهم العَشَرَةَ المُبَشَّرِينَ بالجنة، وكذا يعرفون خطأين شائعينِ في المجتمع، وهكذا يضع المربِّي أمامَهُ هَدَفًا عامًّا، وهو تَرْبِية الطفل تربيةً إسلاميَّةً صحيحةً، وتحته أهداف جزئية كما سبق.
ــــــــــ
27- تحصيل الثمرة:
فالمربي الناجح ليس هو الذي يَظَلُّ أعوامًا طويلةً يجلس مع الأطفال، ويَبْذُلُ معهمُ المجهود في أشياء لا طائل منها، ولا يأخذ منهم ثمرة أولاً بأوَّلَ، فقد يعطيهم زادًا ثقافيًّا، وقد يُحَفِّظُهُم نصف القرآن؛ولكن أخلاقَهُم سيئةٌ في أول مباراة يلعبونها مع بعضهم بعضًا، تظهر الأنانية والسَّبُّ واللَّعْن والتباغُضُ فيما بينهم، فالتربية كانتْ ثقافيَّةً لم تتعدَّ ذلك، أما الجانب التطبيقيُّ أو الجانب العمليُّ فقد تَنَحَّى جانبًا، وهو المهمُّ في العملية التربويَّة، فلْنطلُبِ الثمرةَ؛ولكن لا نَسْتَعْجِلْها، فكلٌّ بقَدَرٍ، والزمن جزءٌ منَ العلاج.

___________

[1] - صحيح ابن حبان - (16 / 181)(7204) وصحيح مسلم- المكنز -(126 )

[2] - تربية الأولاد في الإسلام لعلوان - (1 / 287) وتربية الأولاد في الإسلام للنابلسي - (15 / 15) والمستطرف في كل فن مستظرف - (1 / 121)

[3] - صحيح مسلم- المكنز - (6766 )

[4] - صحيح ابن حبان - (2 / 309)(549) صحيح

[5] - صحيح مسلم- المكنز - (6767 )

[6] - صحيح ابن حبان - (2 / 308)(548) وصحيح مسلم- المكنز -(6763)

[7] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (8 / 175)(24734) 25241- صحيح

[8] - المستدرك للحاكم (4782) وصححه ووافقه الذهبي

[9] - صحيح البخارى- المكنز - (5996 )

[10] - صحيح البخارى- المكنز - (5997) وصحيح ابن حبان - (12 / 407)(5594)

[11] - صحيح ابن حبان - (2 / 202)(4579) صحيح

[12] - السنن الكبرى للبيهقي- المكنز - (3 / 54) (5125) وصحيح مسلم- المكنز - (1567) وصحيح البخارى- المكنز - (631 )

[13] - كشف الأستار - (2 / 377) (1889) ومسند عبد بن حميد -(1458 ) ضعيف

[14] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (2 / 644)(6733) صحيح

[15] - صحيح البخارى- المكنز - (6116 )

[16] - صحيح ابن حبان - (12 / 502)(5689) صحيح
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ y:قَوْلُهُ r لاَ تَغْضَبْ أَرَادَ بِهِ أَنْ لاَ تَعْمَلَ عَمَلاً بَعْدَ الْغَضَبِ مِمَّا نَهَيْتُكَ عَنْهُ،لاَ أَنَّهُ نَهَاهُ عَنِ الْغَضَبِ،إِذِ الْغَضَبُ شَيْءٌ جِبِلَّةٌ فِي الإِنْسَانِ،وَمُحَالٌ أَنْ يُنْهَى الْمَرْءُ عَنْ جِبِلَّتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا،بَلْ وَقَعَ النَّهْيُ فِي هَذَا الْخَبَرِ عَمَّا يَتَوَلَّدُ مِنَ الْغَضَبِ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ.صحيح ابن حبان - (12 / 503)

[17] - صحيح البخارى- المكنز - (6114 ) وصحيح مسلم- المكنز -(6809)

[18] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (3 / 112) (7640) 7628- صحيح

[19] - سنن الترمذى- المكنز - (2676) صحيح

[20] - صحيح البخارى- المكنز - (6126 )

[21] - انظر كتابي (( الأساليب النبوية في التعليم )) -الباب الأول -صفات ينبغي توفرها في المعلم

[22] - صحيح مسلم- المكنز - (1072 )

[23] - صحيح ابن حبان - (6 / 160) (2400) صحيح

[24] - تيسير العلام شرح عمدة الحكام- للبسام - (1 / 118)

[25] - صحيح البخارى- المكنز - (70 ) -يتخول:يتعاهد -السآمة:الملل والضجر

[26] - صحيح ابن حبان - (10 / 383)(4524) صحيح

[27] - صحيح مسلم- المكنز - (7305)
وانظر:
https://www.islamweb.net/media/index.php?page=article=A&id=31374

[28] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 5043)

[29] - https://www.alukah.net/articles/1/1890.aspx

[30] - كتاب العلم،للشيخ محمد بن عثيمين،ص21.

[31] - انظر: أصول التربية الإسلامية،لعبد الرحمن النحلاوي،ص175.

[32] - تيسير العلي القدير،لحمد نسيب الرفاعي،3/521.

[33] - تفسير الشعراوي - ( / 3206) و أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 3160)

[34] - صحيح ابن حبان - (1 / 423) (194) صحيح

[35] - صحيح ابن حبان - (1 / 307) (104) وصحيح البخارى- المكنز -(59)

[36] - انظر: منهج التربية الإسلامية،لمحمد قطب،ص280.

[37] - صحيح ابن حبان - (13 / 29) (5722) وصحيح مسلم- المكنز - (6945 )

[38] - انظر: المرجع السابق،ص68-69.

[39] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص70.

[40] - انظر: تربية البنات،لخالد الشتنوت،ص69.

[41] - انظر: المغني،لابن قدامة،5/666.

[42] - مسند البزار كاملا - (2 / 281)(6361) صحيح

[43] - شعب الإيمان - (11 / 154) (8327 ) حسن

[44] - صحيح ابن حبان - (11 / 507) (5107) وصحيح مسلم- المكنز - (4269)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ y:تَبَايُنُ الأَلْفَاظِ فِي قِصَّةِ النَّحْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَدْ يُوهِمُ عَالِمًا مِنَ النَّاسِ أَنَّ الْخَبَرَ فِيهِ تَضَادٌّ وَتَهَاتُرٌ،وَلَيْسَ كَذَلِكَ،لأَنَّ النَّحْلَ مِنْ بَشِيرٍ لاِبْنِهِ كَانَ فِي مَوْضِعَيْنِ مُتَبَايِنَيْنِ،وَذَاكَ أَنَّ أَوَّلَ مَا وَلَدُ النُّعْمَانُ أَبَتْ عَمْرَةُ أَنْ تُرَبِّيَهُ حَتَّى يَجْعَلَ لَهُ بَشِيرٌ حَدِيقَةً،فَفَعَلَ ذَلِكَ،وَأَرَادَ الإِشْهَادَ عَلَى ذَلِكَ،فَقَالَ النَّبِيُّ r:لاَ تُشْهِدْنِي إِلاَّ عَلَى عَدْلٍ،فَإِنِّي لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ،عَلَى مَا فِي خَبَرِ أَبِي حَرِيزٍ،تُصَرِّحُ هَذِهِ اللَّفْظَةُ،أَنَّ الْحَيْفَ فِي النَّحْلِ بَيْنَ الأَوْلاَدِ غَيْرُ جَائِزٍ،فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّبِيِّ مُدَّةٌ،قَالَتْ عَمْرَةُ لِبَشِيرٍ:انْحَلِ ابْنِي هَذَا فَالْتَوَى عَلَيْهِ سَنَةً أَوْ سَنَتَيْنِ عَلَى مَا فِي خَبَرِ،أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ،وَالْمُغِيرَةِ،عَنِ الشَّعْبِيِّ،فَنَحَلَهُ غُلاَمًا،فَلَمَّا جَاءَ الْمُصْطَفَى r،لِيُشْهِدَهُ،قَالَ:لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ،وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ النُّعْمَانُ،قَدْ نَسِيَ الْحُكْمَ الأَوَّلَ،أَوْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ قَدْ نُسِخَ،وَقَوْلُهُ r:لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ،فِي الْكَرَّةِ الثَّانِيَةِ زِيَادَةُ تَأْكِيدٍ فِي نَفْيِ جَوَازِهِ،وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ النَّحْلَ فِي الْغُلاَمِ لِلنُّعْمَانِ كَانَ ذَلِكَ،وَالنُّعْمَانُ مُتَرَعْرِعٌ،أَنَّ فِيَ خَبَرِ عَاصِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ،أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ لَهُ:مَا هَذَا الْغُلاَمُ ؟ قَالَ:غُلاَمٌ أَعْطَانِيهِ أَبِي،فَدَلَّتْكَ هَذِهِ اللَّفْظَةُ،عَلَى أَنَّ هَذَا النُّحْلَ غَيْرُ النُّحْلِ الَّذِي فِي خَبَرِ،أَبِي حَرِيزٍ،فِي الْحَدِيقَةِ،لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَ امْتِنَاعِ عَمْرَةَ،عَنْ تَرْبِيَةِ النُّعْمَانِ عِنْدَمَا وَلَدَتْهُ،ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ،أَنَّ أَخْبَارَ الْمُصْطَفَى r،تَتَضَادُّ،وَتَهَاتَرُ .

[45] - انظر: المغني،لابن قدامة،5/604.

[46] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص76.

[47] - انظر :الموسوعة الفقهية الكويتية - (7 / 75) و استمع إلى: شريط (تربية الأبناء)،لأحمد القطان.

[48] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص62-63.

[49] - انظر: منهج التربية النبوية،لمحمد نور سويد،ص322.

[50] - صحيح ابن حبان - (13 / 52) (5742) وصحيح مسلم- المكنز - (7705 )
الناضح: هو البعير الذي يستقى عليه.
وتلدن: أي تلكأ وتوقف، ولم ينبعث.
وقوله: "شأ، لعنك الله" ، قال النووي: هو بشين معجمة بعدها همزة، هكذا هو في نسخ بلادنا، وذكر القاضي رحمه الله تعالى أن الرواة اختلفوا فيه، فرواه بعضهم بالشين المعجمة كما ذكرناه، وبعضهم بالمهملة، قالوا:وكلاهما كلمة زجر للبعير، يقال منهما: شأشأت بالبعير، بالمعجمة والمهملة: إذا زجرته، وقلت له شأ.صحيح ابن حبان - (13 / 52) وشرح النووي على مسلم - (9 / 391)

[51] - انظر: منهج التربية الإسلامية،لمحمد قطب،ص285.

[52] - سنن ابن ماجه- المكنز - (3802 ) ضعيف وانظر كتاب منهاج المسلم،ص91.

[53] - انظر: أصول التربية الإسلامية،لعبد الرحمن النحلاوي،ص174.

[54] - صيد الخاطر - (1 / 146) وصيد الخاطر،لابن الجوزي،ص540.

[55] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص63.

[56] - انظر: أصول التربية الإسلامية،لعبد الرحمن النحلاوي،ص175.

[57] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص144.

[58] - أربعون نصيحة لإصلاح البيوت،لمحمد المنجد،ص44.

[59] - انظر: تيسير العلي القدير،لحمد نسيب الرفاعي،3/88-89.

[60] - المعجم الكبير للطبراني - (11 / 173) (252) حسن لغيره

[61] - انظر: أخلاق المسلم،لمحمد مبيض،ص61.

[62] - مصنف ابن أبي شيبة - (13 / 153) (26122) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم - (6 / 3440) (7833 ) وصحيح الجامع (1319) والضياء 9/483(466) والروياني (1474) والإصابة (4781) حسن لغيره

[63] - صحيح ابن حبان - (1 / 509) (274) وصحيح مسلم- المكنز - (6805 )

[64] - صحيح ابن حبان - (13 / 43) (5734) صحيح

[65] - انظر: أخلاق المسلم،لمحمد مبيض،ص72.

[66] - انظر: أصول التربية الإسلامية،لعبد الرحمن النحلاوي،ص173.

[67] - انظر: المشكلات النفسية عند الأطفال،لزكريا الشربيني،ص14.

[68] - انظر كتاب: "كيف تربي ولدك" تأليف ليلى بنت عبد الرحمن الجريبة،ص9-19.

[69] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (6 / 440)(18957) 19165- حسن

[70] - انظر كتابي (( الإنسان بين علو الهمة وهبوطها))

[71] - صحيح البخارى- المكنز - (5997) وصحيح مسلم- المكنز - (6170) وصحيح ابن حبان - (2 / 202)(457)

[72] - انظر المعجم الكبير للطبراني - (18 / 378) (41)

[73] - صحيح مسلم- المكنز - (4310 ) وصحيح ابن حبان - (7 / 286) (3016)













 


رد مع اقتباس
قديم 2010-11-18, 17:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*** بارك الله فيك ***










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-18, 17:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الأستاذ *قداري*
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الأستاذ *قداري*
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 14:12   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
دِمــاءُ الحيــاة
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراً على صفات المربــّي الصــّالح

وليس غيره المنتشر بصفاته غير الصــّالحة
... وكثيراً


إن شاء الله الجميع يعمل بها فعلاً









رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 22:30   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
medlahcene
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-21, 22:48   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
rached00
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية rached00
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

........................بارك الله فيك ......................










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-22, 00:03   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مصطفى ابو عزيز
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مصطفى ابو عزيز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم ونفع بكم وأثابكم الفردوس الأعلى









رد مع اقتباس
قديم 2010-11-22, 06:59   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
chemsaymene
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية chemsaymene
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

با رك الله فيك اخي ونتمنى ان يتصف كل المجتمع بهذه الصفات لا المربي فقط وجزاك الله كل الجزاء على هذا المجهود










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-23, 12:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
حميدي البشير
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية حميدي البشير
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chemsaymene مشاهدة المشاركة
با رك الله فيك اخي ونتمنى ان يتصف كل المجتمع بهذه الصفات لا المربي فقط وجزاك الله كل الجزاء على هذا المجهود
نعم أخي العزيز اوافقك الرأي 100/100









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المربى, الصالح, صفات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc