لسلام عليكم
شرفت الأمة الإسلامية بخاتم النبيين وبختام الوحي بفضل الله تعالى والعرب كانوا أشنع حال وأضل سبيل يكفي أن تعرج على القرآن
لتكتشف حقيقة العرب قبل الإسلام بأمد بعيد فالبشارة سبقت موسى وعيسى وتحدثت عن الأمة الإسلامية كل الأمم السابقة
دون ان ينتبهوا لحقيقة الأمة الممزقة المشرذمة التائهة في الظلمات المستعبدة في ظل جاهلية شنعاء فأي حرية كانت تنعم بيها وهي تتمتع بنظام القبيلة والزعيم تحكمها عادات وطباع بليدة أشبه لبيئة البهائم نعم كل الأمم تجهل طبيعة الأمة المنبعثة
من عمق الهاوية لتتشرف بحمل الرسالة وترفرف بها عاليا لتنقض نفسها وحولها الأنسانية الغارقة في بحور الوثنية المتعددة
وقد اعتنت الرسالة المحمدية بالعقل والنفس فحررتهم من قيود عبودية الأوثان ووجهتهم لله الواحد القهار وحين نتكلم عن
الحرية قد أحسن الفاروق رضي الله عنه قولا متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرر توجيه للعقل أولا وما فعله
قبله الصديق حين فهم الدعوة الربانية أنها دعوة حرية فأخذ يعتق النفوس بماله ومعلمهم ومربيهم خاتم الرسالة صلى الله
عليه وسلم .
اليوم ما أكثر أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم حين تسمع صوتهم ولكنهم قلة ويندرون حين تبحث عنهم بين الأمم
استعبدوا وأضحت القيود تجرهم الى كل هوية وفج سحيق , ذالك الفضل من الله قد رفع حين زرع الشقاق والنفاق
بين أفراد الأمة وحين عبد أول حجر من بعد نوح عبد بدعوى الصلاح وبسكوت العلماء وركونهم لدنيا فأضحى الوثن أله يعبد وما أكثر الإلهة في زمننا , وما عبد العجل إلا لأن هارون خاف تفرقة الأمة فكان الذي كان غضب الله ومقته على
بني اسرائييل ’ فالحر الذي يولد حر وليد الحرية أهل أن يخلص الناس من العبودية مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه
وسلم ولد في بيئة تحكمها عادات وتقاليد لا يقبلها عقل بشر حر فعكف بعيدا عن قومه يتأمل ويتدبر بعقله , وانظر مقارنة
ابراهيم لشمس والقمر أيهم رب يعبده وبعقل حر ناقد يميز الحق من الباطل ويولي وجهه لله هكذا الرسل والصالحين نماذج
للبشرية لتتأس بهم وتقتاد بهم , سيل جارف من الأفكار والرؤيا والأقوال تتسلسل وتصبح جدار منيع فلا نصل للحق
حقيقة السمع والبصر عند الإنسان قد يتعطل أو يتعطب ولن يؤدي الوظيفة المنوط بها وكذالك العقول قد تشل أو تتعطل
فماذا تنفع الشخص الحرية ليكن عبدا لعبد مثله وليستغل شر الاستغلال وهكذا قد يكون حال أمة
لم نعد نملك الحرية التي ملكها سلف الأمة حين أقاموا مجد الأمة الإسلامية نحن اليوم أشبه بالماضي السحيق ما قبل فجر الإسلام.