سلآمَ قولٌ من ْ ربُ رحيمـ ...
كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير وهذا اللفظ مصرح بأن أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة هو هذا الذكر، وقد استشكل بأن هذا الذكر ليس فيه دعاء، إنما هو توحيد وثناء،
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي إلخ " وفي إسناده قيس بن الربيع وفيه مقال.
وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده، قال أخبرنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر دعائي إلخ " ثم ذكر هذا الحديث باللفظ المذكور قبل ذلك، وقال في آخره " وشر بوائق الدهر " قال ابن حجر في المطالب العالية : موسى بن عبيدة ضعيف الحديث، وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي، وفي إسناده موسى بن عبيدة أيضا وهو الربذي، وأخوه عبد الله لم يدرك عليا.
(قوله : اللهم اجعل في قلبي نورا) قد تقدم شرح هذه الألفاظ.
(قوله : وأعوذ بك من وساوس الصدر) وهي ما يلقيه الشيطان في صدور العباد من الخواطر التي تجلب الشكوك حتى يكون ذريعة إلى معاصي الرب سبحانه وتعالى.
(قوله : وشتات الأمر) أي : تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له الأمور.
(قوله : يلج في الليل) أي : يدخل فيه وكذا ما يلج في النهار، والمراد ما يتصل بالناس من الشياطين وغيرهم في الليل أو في النهار.
(قوله : وشر ما تهب به الرياح) أي : شر ما يتأثر عنها من الضرر في الأبدان أو الأموال.