![]() |
|
منتدى الترحيب، التعارف و التهاني منتدى الترحيب بالأعضاء الجدد، التعارف، المحبة، الصداقة، التهنئة، التبريكات... بروح أخوية وعائلة واحدة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() هاأنت اللحظة في الدنيا ، وها أضحيت أحد أبناءها ، ومِن أَنعم أهلها ، فكيف هي نظرتها الأولى في عينيك الجديدتين ؟، وكيف ألوانها وما رائحتها ؟.. وكيف الخروج منها يوسُف ، إذْ تورّطنا معا في الدخول ...؟ أفتني يوسُف .. أفتني في غير أمر البقرات ، فما عادت البقرات تحتاج إلى تأويل ، أفتني في هذه الدّنيا فقد أعياني الجريُ فيها ، وما بين مشارقها ومغاربها ما رأيت غير أيّامٍ عجاف لا تُسمن أفتني و قد أعياني الوقوفُ على جوانبها .. فما مكّنني الله في أرضها ولا في سمائها .. أفتني يوسُف .. أهي هكذا الدنيا .. في بَسَاطتِها العَميقة ، أو في عُمقِها البَسيط ، أو كيفَمَا أتيح لنا قلب الأماكن بين الحروف والكلمات ، هي هكذا حياةٌ ومَوت ، وَ مَنْ أَرادَ أَنْ يَفْهَم أضْيَقَ مِنْ هَذا الفَهمِ أو أوسَعَ مِنه فَقَد اتّبعَ هَواهُ مِن تِلْكُم الأحلام التِّي تَتَسكّع على العقول وتبحث عن الفراغ في اللاموجود ، كأضغاثٍ مجنونة ، سنفقد إذْ ذاك كلّ شيء وقد لا نجد غير العراك الأبديّ الذي نسمّيه هكذا الدنيا .. لتبدأ أشواط التيه والهذيان وتتسّع دوائرها في القلوب وتتعدّد أطيافها في العيون والنظرات ، وتتيه في الأنفس الأمّارة ، ولا يُنهي هذا العراك سوى الموت أو الحياة .. والله غالب على أمره ، ولكن ما أبرّأ أمري ، فما كان لأحدٍ أن يوقف طموحي في الحياة ، وشغفي بها ، واشتهائي خُضرتها وصفرتها وحمرتها سوى الموت في رحيل أمّي ذات ليلة باردة .. كانت أضيق أمنياتي في الحياة .. مَرْكبٌ وسقف تملؤه ضجّةٌ من الأطفال .. ونساءٌ بألوان الطّيف يراودنني الرقص .. ولكن .. ما انفكّ هذا الطموح يصغرُ و ينتهي مع كلّ ليلة من الليالي الباردة التي تحتجزُ الأحلام وتغّم بسوادها على الخضرة والصُّفرة والحمرة وأسماء سمّيتها ، منها ما نزل و ما لم ينزل ... وليس لي إلاّ أن أفتح هنا قوسا ولا أظنني سأربطه إلا بعد أن أعترف أنّي لم أفهم كلّ هذا الفهم لوحدي ، وما أوتيته على علم عندي ، ولكن قلبه الصغير أهدى إليّ هذه الحكمة والتأويل .. فاقصص رؤياك يوسُف ، اقصص رؤياك فهكذا هي الدنيا ببساطتها وعمقها .. حياةٌ وموت ، و إنّهُ ليحزُننا حين يأخذ الموتُ منّا عزيزا ، فلماذا لا نأخذ قسطنا من السعادة إذا ما أشرقت الحياة علينا بعزيز .. لماذا نحزنُ وحين نسعد نتذكّر أحزاننا الماضية .. فنحزن في سعادتنا وحزننا .. لماذا أتذكّر أمّي في هاته اللحظات رغم أنّ هذه الليلة دافئة ، ولماذا أشعرُ أنّي أخونها وأخون ذكراها .. لكلّ شيء فوات أوان ما عدا الحياة والموت فإنّها تأتي في حينها تماما ولا فوات أوان فيها .. أفليست هذه من تلك البساطة والحكمة التي لم نفهمها ؟ وهي نفسها من تلك الأضغاث التي تقطع عليّ أقساط السعادة .. -------------------------------- في لحظة خُروجِك إلى الدّنيا .. لم أكُ أفكّر كيف ستكون أأشقر أم أسمر؟ ولم أكن لأبالي أطويلٌ أنت أم سمين .. ربّما لم يكن الوقت كافيا لمثل هذا الترفيه من التفكير . ولكن كمٌّ ضجٌّ من الأسئلة كان يطرق رأسي ويتعجّل الردّ. تُرى هل سترضى بي أبًا وتفرح ؟ وهل سترضى بمن اخترتها لك أمّا ؟ وهل سيُعجبك اسمك الذي سمّيتُك ؟ ترى هل سيعجبُك بيتنا الصغير؟ .. وفراشك .. هل سيكفل لك الدفئ ..؟ ترى هل ستكون يوسُف سعيدا أم أنّي سأشقى ؟ في هاته اللحظة ربما أنت تعلم .. ولو تكلّمت لأفتيتني .. قبل أن يأتيني طعام ولكن ذلك يبقى من الأسرار التي لا يمكن أن نعلمها إلا بعد فوات الأوان . يوسُف.. في هاته الساعة التي أخطّ فيها الخطّ .. يبلغُ من العمر لحظتين .. لحظة كانت كافية ليصرخ فيها.. ولحظة كانت كافية لأكتم فيها صرختي .. يوسُف .. أشعر أنّه أنا ، أو أنا هو.. ليس في الشكل ربّما.. حاشا .. لكن في الرومانسية ، في الحلم .. في الطموح ، وإنّي أطمحُ أن أكون مثل يوسُف ، وأرضى لو أصبحت. سيظلّ ضجيجُ الأسئلة يُزاحمُني رأسي ، وسنجلسُ جلسةَ الرجال .. بعد عشرين عاما ليجيبني يوسُف عن كلّ ذلك الضجيج . مقدّمة متأخرة هذا أوّل الكلام الذي طفا الأفكار فأنزلناهُ كما جاء .. ولم يشغلني فيه بيانٌ ولا بديع ولكن لأنّه كتب لحظة خروجِ يوسُف .. فقد أردتُ أن تُشاركوني أفكاري .. فمن أُعجب و هنّأ فله ذلك ومن نقد وصحّح فلن يجد منّا غير الإنصات والشكر . كُتب بِــــ : باحة قسم الولادات والامومة بمستشفى القليعة خميسُ الثامنِ من ذي القعدة عامَ واحد وثلاتين بعد الأربعمئة وألف للهجرة النبوية . .........................
آخر تعديل يوسُف سُلطان 2010-11-06 في 13:55.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أفتاني, يوسُف |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc