مسيرته الأدبية :1- آثاره الشعرية : تعود أولى محاولاته الشعرية غلى ايام الطفولة ، و هو لم يتجاوز سن العاشرة ، حيث كان يكتب ابياتا شعرية غير موزونة و يضعها في خطبه التي كان يلقيها في المساجد تضامنا مع الثورة المصرية .
و كانت هذه المحاولات تتسم بعدم النضج باعتراف سيد نفسه حيث وصفها بالسذاجة ، و لكنه تدارك هذا النقص باصدار قصائد أجود من الولى ضمها ديوانه الشاطىء المجهول ، و بعد تخرجه من دار العلوم نضجت تجربته الشعرية أكثر ، و اتسمت قصائده التي كان ينشرها على صفحات الجرائد و المجلات بالنضج الشعري و خاصة تلك التي نشرت عام ( 1934 م )، و لكن بعد هذه الفترة نقص انتاجه و خاصة بعد سفره إلى أمريكا ، ثم هجر عالم الأدب و الشعر بعد عودته من السفر .
و من أهم دواوينه الشعرية ديوان ( الشاطىء المجهول ) الصادر في أول يناير من عام ألف و تسعمائة و خمسة و ثلاثين ( 1935 م ) ، و يبلغ عدد صفحاته مائتين و ثماني صفحات ( 208 ) موزعة على أربعة فصول هي : ( ظلال و رموز ) ، ( صور و تأملات ) ، ( غزل و مناجاة ) ، و ( وطنيات ) .
و بعد صدور هذا الديوان صدرت العديد من القصائد متفرقة على صفحات الجرائد و من بينها قصيدة ( الخطيئة ) الصادرة عام الف و تسعمائة و خمسة و ثلاثين ( 1935 م ) المنشورة في صحيفة ( دار العلوم ) .
و في عام الف وتسعمائة و سبعة و ثلاثين ( 1937 م ) نشر قصائد أخرى هي ( غنى ) ، ( عبادة جديدة ) ، ( وحي جديد ) على صفحات مجلة الرسالة ، و نشر قصيدة رابعة على صفحات ( دار العلوم ) و هي ( خطا الزمن ) .
و ابرز القضايا التي تناولها سيد في أشعاره المراة ، إحساسه بالكون و علاقته بالحياة ، إحساسه بالزمن ، القضايا الوطنية و الاجتماعية ، و قضايا أخرى كحب الطبيعة ، و صداقته للحيوان ، و حنينه إلى الريف المصري ، و إلى الوطن ، و ولعه بالتصوير ...إلخ .
آثاره النثرية : أ - في المقالة : بدأ سيد قطب مشواره الأدبي كاتبا للمقالة الصحفية ، وأول مقالة كتبها كانت عام ( 1922 م ) و هو في سن السادسة عشر .
و في عام ( 1924 م ) راح ينشر مقالاته على صفحات الجرائد ك ( البلاغ اليومي ) ، ( البلاغ الأسبوعي ) ، ( كوكب الشرق ) ، ( الوادي )
و ( المصور ) و غيرها .
و بعد عودته من أمريكا انقطع عن الكتابة الصحفية و توجه إلى كتابة المقالات الدينية بعد التحول الذي مس فكره و وجهة نظره .
شغل سيد منصب رئيس التحرير لثلاث من الصحف هي : مجلة الفكر الجديد الصادرة في أواخر عام 1947 م ، جريدة الإخوان المسلمين ن و هي جريدة أسبوعية صدرت عام 1954 م .
و قد تمكن سيد من اجتذاب القراء بفضل ما تميزت به كتاباته من قوة العاطفة و شدة الجاذبية ن و عظم التأثير ، و عمق الخيال ، بالاضافة إلى سلامة أسلوبه ، و تمكنه من البلاغة ، و مطاوعة أفكاره له .
أنواع المقالة لدى سيد قطب :
1- المقالة النقدية : و فيها تناول النتاج الأدبي بالنقد و التحليل ، و كانت تتميز بالعنف و خصوصا عند الرد على مقالات الخصوم من الأدباء و النقاد ، و قد سطع نجمه كناقد مميز في فتلرة الأربعينات حيث ملأت مقالاته الصحف و الجرائد و ذاع صيته في أوساط القراء .
2- المقالة الاجتماعية : و فيها تناول الواقع الاجتماعي في عصره ن حيث و صفه و نقده و شخص امراضه و وضح عيوبه ، و من المواضيع
التي تطرق إليها المرأة ، الغناء، التعليم ، الظلم الاجتماعي ، الفقر ، طغيان النظام الإقطاعي و المطالبة بالعدالة الاجتماعية .
3- المقالة السيلسية : و ظهرت مقالاته السياسية في الفترة التي انفصل فيها عن الأحزاب المصرية في منتصف الأربعينيات حيث صار يهاجمها و ينتقدها بشدة ، و لم تظهر قبل ذلك لانشغاله بالمعارك الأدبية و النقدية في فترة الثلاثينات ، و لأنه لم يكن ذا تجربة سياسية واسعة تمكنه من كتابة مقالات سياسية تلقى القبول في الوسط الذي كان يعيش فيه و يتعامل معه . و تناول في مقالاته الإستعمار و سياسته الغاشمة ، كما نقد الساسة المصريين الضعفاء و خنوعهم للاستعمار ، و حرض الشعب على استرجاع حريته .
4- المقالة الدينية : و ظهرت بشكل واضح في الأربعينات و الخمسينات بعد أن اتجه سيد الوجهة الدينية ، و بعد أن غير مذهبه الفكري بعد انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين .
و كان يتطرق في مقالاته الدينية إلى مواضيع مختلفة في الدين الإسلامي فيعلق على آية من كتاب الله مسجلا خواطره التي أثيرت في نفسه من خلال قراءته لها ، أو يكتب بعض المقالات في إطار بعض المناسبات الدينية .
و في ختام الحديث عن أنواع المقالات لدى سيد قطب يجدر بنا ذكر خصائصها التي تجعلها مميزة في عالم الصحافة و القلم و هي الدقة و الوضوح ، الاطالة و التكرار ، الانفعال ، التعليل ، العنف و الجرأة .