![]() |
|
المواد العلمية و التقنية كل ما يخص المواد العلمية و التقنية: الرياضيات - العلوم الطبيعة والحياة - العلوم الفيزيائية - الهندسة المدنية - هندسة الطرائق - الهندسة الميكانيكية - الهندسة الكهربائية - إعلام آلي. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() محمد الدرة -ابن الاثني عشر ربيعا- طفل من فلسطين المغتالة، لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولم يقمط عند مولده بالحرير والديباج، فأبوه –جمال الدرة- عامل بناء بسيط، يحرص على رزق يومه ليعول أسرته الكبيرة.
سقط الطفل محمد برصاص الغدر الصهيوني، أما أبوه –وقد حاول أن يحميه بجسده- فقد سكن جسمه ثماني رصاصات إصابته بالشلل التام. وكان استشهاد هذا الطفل الطاهر البريء شرارة أيقظت الضمائر النائمة، وبعثت النبض في القلوب الخامدة، وأجرت في عروق أطفال العرب همة ملتهبة، وفتحت عقولهم لوعي جديد، فرأينا في المدن المصرية أطفال المرحلة الابتدائية يهبون في تظاهرات لا تنقطع، وهم يهتفون "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود" و"كلنا درة، كلنا درة، مش حننام أبدا بالمرة" و"كلنا درة، حنخلي عيشتهم مرة" ولا ينسى المجتمع المصري قصة طفل مصري –في سن الدرة- هو التلميذ احمد محمد سعيد الذي ترك أسرته، وادر القاهرة ميمما شطر غزة ليشارك أطفال الانتفاضة جهادهم، ويأخذ بثأر احمد الدرة، لم يكن يعرف احمد الطريق، فسافر من القاهرة إلى الإسكندرية، وقضى ليلته في المحطة قبل أن يغادر إلى الإسكندرية إلى العريش، ووصل إلى رفح، وتحمل الجوع والتعب ما يجهد الرجال، وحاول الوصول إلى غزة، فلم يتمكن، وأعاده رجال الأمن إلى أهله بالقاهرة، وعيناه تفيضان بالدموع، وقلبه يتدفق بالحزن، لأنه لم يكمل المشوار، ولم يحقق الهدف الذي خرج من اجله. انه مثل واحد يدل على هذه الروح الجديدة التي بدأت تنبعث وتتوهج في كيان هذه الأمة . والعالم كله يعلم أن إسرائيل قتلت –وما زالت تقتل- كثيرين من الأطفال والشيوخ والنساء، حتى أصبح قتل طفل عملا إجراميا يوميا في سيناريو العدوان الوحشي الإسرائيلي . فلماذا كان قتل محمد الدرة أكثر إثارة وتأثيرا، لا على المستوى العربي والإسلامي فحسب، ولكن على المستوى العالمي كله ؟ اعتقد أن قوة الإثارة والتأثير التي عكسها هذا الحدث الإجرامي ترجع إلى سببين أساسيين هما : 1- أن هذا الطفل المسكين لم يكن في الأطفال الذين يرمون الجنود الإسرائيليين بالحجارة، حتى يقال: قتل عقابا على ما فعل، ولكنه –كما تثبت الصور- كان يطلب الأمان والحماية، والوصول إلى بر السلامة، فاحتمى بأبيه الذي يلوذ بحائط إسمنتي صغير، وبرميل حديدي، ويحاول الأب أن يجعل من جسمه ساترا آخر يقي ابنه الرصاص . 2- التغطية التصويرية الحية الكاملة من البداية للنهاية : - الأب والابن يحتميان بالحائط الصغير والبرميل الحديدي، وهما يجلسان على الأرض متجاورين ملتصقين، والطفل يحاول أن يدفن رأسه بين ركبتيه، وقد جلس في هيئة احتباء . -الأب يرفع يده مستغيثا، ومتوسلا للجنود الإسرائيليين ألا يطلقوا عليهما الرصاص من أعلى . - الصرخات والاستغاثات تدوي في الهواء أمام صرخات الرصاص وزئير الانفجارات، وانتشار الدخان . - الطفل يزداد التصاقه وتشبثه بجنب أبيه الجريح وظهره، وجزء من قميصه، والفزع يكاد يمزق وجهه وعينيه - استغاثات الأب الجريح تزداد مع تدفق الدم من جراحه...بلا جدوى . - الرصاصات القاتلة الغادرة تصيب الطفل، وترديه فيهوي بنصفه الأعلى على الفخذ اليمنى لأبيه، وقد انكفأ بوجهه المفزوع على كفيه . - الأب يميل برأسه إلى اليمين – بعد أن فارق ابنه الحياة، وأصيب هو بعدة رصاصات، وبدا رأسه يميل قليلا إلى أسفل، كزهرة عباد شمس ذابلة شاحبة، فوق رقبته النحيلة المعروفة، وقد زم شفتيه بصمت مستسلم رهيب، كأنه يخشى أن يئن أو يتوجع فيقلق ولده وهو في نومته الأبدية، وكانت آخر كلماته المفزوعة لأبيه "لو بتحب ربنا احميني يابا" . *** إنها مشاهد درامية متكاملة في سيناريو قَدَري، تتضائل أمامه كل قدرات الفن، وآليات الإخراج، وبراعات التمثيل . كتب الكاتب الفرنسي الشهير "فرنسيس كباتندا" في مقال له في بمجلة "جون افريك": "..... إن محمد الدرة لم يكن ضمن انتفاضة الفلسطينيين، وأيضا لم يكن محترفا في رمي الحجارة، وقد اظهر محمد الدرة للعالم وحشية الشرطي الإسرائيلي، حيث انه لم يكن موجودا بمحض إرادته في هذا المكان، ولكنه وجد نفسه مع أبيه في مواجه الاحتلال للإسرائيلي، أن محمد الدرة لم يكن يملك رصاصا للدفاع عن نفسه، لم يكن يملك إلا قلبا حزينا، وعيونا ملؤها دموع الخوف..." . وكان من الطبيعي أن يكون لهذا الحدث المأساوي صداه القوي في الشعر؛ فالشعر مرآة الأمة، ونبض الشعب، ولا عجب أن يكن للشعراء –بما آتاهم الله من رهافة الحس، وقوة العاطفة، وتدفق الشعور- اسر الناس استجابة وتفاعلا مع هذا الحدث الدامي، ومع الطفل الشهيد: محمد الدرة . لقد عالج كثيرين من الشعراء مأساة الطفل الشهيد وانطلقوا منها إلى الحديث عن مأساة الشعب الفلسطيني، ونكبة الأمة العربية والإسلامية، ضياع القيم الإنسانية في عالم الأنياب والأظافر، وفي السطور الآتية نعيش بعض ما نظمه الشعراء في هذه المأساة بقدر ما تسمح به المساحة المتاحة . |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مساعدة, فضلكم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc