إخواني أعضاء منتديات الجلفة إليكم أخر مقالاتي التي نشرت في مجلة اليمامة نت
ضعوا الماضي بين قوسين
إننا كمجتمع عربي ومسلم دوما نعيش في الأزمات النفسية والإجتماعية وبالأخص التي تصيب الشخص في ماله أو أهله أو الأمراض التي تصيبه ، فهذه المشاكل هي كلها مصائب ربانية ، فيها يختبر الله سبحانه وتعالى درجة الصبر فينا ، ومنها يجب علينا فتح صفحات جديدة في حياتنا ،كي ننسى ما أصابنا لأن الإنسان شخص ضعيف جدا بالأخص عندما يتذكر الظروف التي أصابته فسيغرق حينها بذلك المشكل أو الظرف الذي أصابه.إن فتح صفحة جديدة في حياة الإنسان هو أمر لابد منه فيجب على كل إنسان عند الوقوع في الخطأ وكثرة مشاكله أن يبدأ من الصفر ، فالله سبحانه وتعالى خلق لنا العقل كي ننسى ولذا يجب علينا المضي قدما نحو الأحسن ، فعندما تخسر معارك الأمس فأنت مقبل حتما على طريق الغد الذي توجد فيه معارك أخرى ، فيجب أن تعمل من أجل المعركة الجديدة التي يجب عليك أن تحاول كي لاتخسرها ، فمثلا لو ننظر إلى اليابان هذه الدولة التي تقع في جنوب شرق أسيا فعندما تنظر إلى الطبيعة الجيولوجيا في أرض هذه المنطقة تجدها غير مستقرة ، فتعرضهم للزلزال هو امر حتمي وعلى كل ياباني أن ينتظر الزلزال يوميا ورغم أن هذاالمجتمع لايعرف دينا إسمه الإسلام أو بالأحرى لايريد التعرف عليه فمن طبيعة دينهم وطبيعة مشاكلهم تجدهم متفائلين لغد أحسن أو أجمل ولمستقبل أروع ، رغم النكبات الطبيعية التي تهز أنسهم يوميا كالزلزال والبراكين والفياضانات و دوما تجدهم يبحثون عن ثغرة كي يتخلصون منها رغم أن هذا الأمر صعب لأنه لايستطيع أي إنسان تحدي أمور الله سبحانه وتعالى وعظمته إلى أنهم نسبيا أستطاعوا التفوق علينا بنسيانهم لنكباتهم التي مرت عليهم والبدء في اليوم الجديد.فنحن كأمة عربية ومسلمة إن قصدنا الله سبحانه وتعالى بشيئ يعتبر إبتلاء مثلا فإنه هنا يختبر قدرتنا على الصبر في الحياة الدنيا وشدة تحملنا مصاعب الحياة ، لأن الرجل المؤمن بالله لايجب عليه التوقف عند شيئا كان سبق وأذاه بل عليه أن يفكر في المستقبل والبحث عن شيئ جديد كإبداع إن أستطاع ، وفي جديد رزقه إن كسب وفي جديد حياته الشخصية إن وجد، فكل هذه الأمور هي مشيئة بإذن الخالق ، وعليه لايجب علينا البقاء في هذا الروتين أو المسلسل الإجتماعي والنظري الذي يطاردنا فمنذ عرفتنا الناس عرفت فينا تمجيد الفشل ، فكل شخص يوميا عليه البحث عن الجديد ، كي يفتح سلة المهملات ويكب فيها الماضي ويضع فيها الشيئ السلبي الذي سبق وأن طارده لمدة.أنا كشخص مسلم دوما أخذ الدروس من الغرب وأتأثر بشخصيات كثيرة منهم لكن تأثري مبني على العمل وفي مجالات كثيرة لادخل لها بالدين ، بل لها دخل في الإرادة والعزيمة ، فدوما أنا أرى شخصية رياضية تحمل الجنسية السويسرية وهو أشهر رياضي في ذلك البلد ، فهذا الشخص هو بطل عالم في رياضة التنس لسنوات طويلة فقد بدأ كرياضي محترف فصبر لمدة ليست قصيرة كي يصل إلى ما وصل إليه وظل بطلا للعالم طويلا ، في أحد الأيام كنت أتمنى أن يكون هذا الرجل شخصا مسلما كي نأخذ منه العبر في الإرادة وصنع التحدي ، فبعد مسيرة طويلة في الإحتراف فقد عرف دائما صانع للأمجاد وكاسرا للمستحيلات ، فالمفيد من كلامي هو مروره بأحد الأيام حينما أصبح ضعيفا فسكت سكوت الكبار وبارك لفائزين عليه ودافع عن مجده وعاد بعد سنة ليقتنص ألقابا كان يحلم ان يتوج بها عندما كان بطلا للعالم ، وليس هذا وفقط بل حتى المجتمع الأوربي زرعت في نفسه حب التحدي في كل مجالات الحياة حتى في الإختراع فقد عرفت أروبا أشخاصا لطالما تكلم التاريخ عليهم بعد مجئيهم بمفاجأت في شتى الميادين والدليل هو الألماني ألبرت أنشتاين الذي رسب في البكالوريا أكثر من مرة لكنه أصبح عالما كبيرا فالعالم كله يحترمه ويمجد نظرياته ويدرس مبادئه التي أصبحت أساس من أسس العلم .ولكن عندنا كأمة عربية تجد العاشق لمرأة من اجل الزواج فعندما لايكتب له الزواج بها أحيانا يكفر وتجده ميتا في كل شيئ ماعدا وجود قبر له فيجب علينا التعلم أن الحياة لن تتوقف عن أي شيئ لاشخص أحببناه ولا علم أخذناه ولا عمل كسبناه ولا مال ورثناه ، بل الحياة دوما فيها التجديد ويجب علينا البحث عن التجديد في كل مكان وفي كل زمان كي نرى النتيجة التي نبحث دوما عليها ويجب علينا مراجعة كل حساباتنا لأن المؤمن لايلذع من جحره مرتين.
جمال حليمي
مجلة اليمامة نت
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-10-17, 19:58
إليكم مقالي الأخير
العرض العادي
