هكذا بدت لي مدينة الوادي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > الجزائر ... مدن و أرياف

الجزائر ... مدن و أرياف كل مايتعلق بوصف الجزائر ... سياحة، مناظر خلابة... من نصوص، صور أو فيديو ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هكذا بدت لي مدينة الوادي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-13, 12:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs up هكذا بدت لي مدينة الوادي

زرت الوادي أوائل هذا الشهر. امتلكني إحساس عميق بجاذبية خاصة لعاصمة السوف. رحت استجمع ما علق بذهني من شتات الذاكرة وأنا ادخل لأول مرة مدينة القباب قبل أكثر من ثلاثة عقود خلت. فشتان بين نهاية السبعينيات وملامح التغيير الكامنة في النهضة العمرانية التي نتلمس اليوم معالمها في مختلف الرحاب والفضاءات.
بلطف وحنان ورقة منحتني جوهرة صحرائنا "تأشيرة" اقتحام مجالها الرحب دون استئذان.. فلم ألبت أن وجدت نفسي مسكونا بسحر مدينة يحق لها الافتخار بكونها معلما معماريا فريدا من نوعه، وكأنه الوشم البديع نحث في قلب واحاتنا الشرقية إجلالا لموروث حضاري أصيل يظل أبد الآبدين مصدر إلهام ومركز أشعاع ينبضان بالحياة الكريمة المتأصلة الضاربة في وجدان أهل سوف الطيبين.
بين الأصالة والحداثة تبدو مدينة القباب. ومن هذا المزيج تستمد الوادي بريقها.فهي شديدة التعلق بطابعها الموغل في المحافظة على ارثها التقليدي ذي الارتسامات البينة على الحياة العامة للساكنة..وهي أيضا مفتوحة على مواصفات العصرنة بمقاييس مستلهمة من ضرورات المستقبل ومن البيئة الصحراوية والنسق العام للمدينة نفسها التي مهما استبدلت "أحواشها" من التقليدي إلى العصري تظل القباب رموزا تملأ سطوحها.
أن تدخل الوادي، كما لو تدخل إي مدينة، برفقة أحد أبنائها العارفين بأسرارها وخباياها فهذا بعني أنك ستنفذ بسرعة إلى الوجدان العام وكيفية التعاطي مع الحياة.ولحسن حظي كنت هذه المرة برفقة صديقين عزيزين هما المهندس في المعلوماتية ورجل الأعمال فاروق جراية ،والزميل الصحفي المتألق باديس قدادرة الذي لن انسي كرمه وكرم عائلته الفاضلة التي استضافتني في بيتها فاشعرتني وشعرت أني واحدا منها مدة إقامتي بينها. هي طيبة أهل الوادي وكرمهم ودفء الاستقبال سرعان ما تبدد حرارة الطقس وتجعل المرء يندمج بعفوية وبكل تلقائية في النسق الحياتي العام للمدينة.
ولعل ما احتفظ به كلحظات مؤثرة لها وقعها الخاص بالنسبة لي هي ليالي السمر الحميمية التي تجمع هنا وهناك الأهل والأقارب والأصدقاء في حلقات أمام الأحواش ووسط الرمال التي تميل شيئا فشيئا إلى البرودة كلما غسغس الليل.هنا يستوي الجميع بلباسهم التقليدي وتدور أكواب الشاي ويفسح المجال للحديث في مختلف الأمور التي تشغل الاهتمام العام ولا سيما ما تعلق الأمر بالشؤون المحلية . والغيرة على الوادي وإلحاقها بركب التطور تبقى في المقام الأول.
وبعيدا عن أجواء السمر هذه التي تستمر إلى ساعة متأخرة من الليل، شاء أن يلتئم وصولي إلى الوادي مع اربعينية الروائي الكبير الطاهر وطار. مثقفو المدينة لم يتركوا الفرصة تمر فالتقوا في حفل تأبيني احتضنه المبنى القديم لدار الثقافة "محمد الأمين العمودي" فكان منبرا للتقدير والتبجيل والاحترام الكبير للفقيد وطار، الأب الروحي للرواية الجزائرية. وهناك التقيت بالصديق القيادي البارز في الافلان الصادق بوقطاية الذي جاء في مهمة حزبية للملمة الجراح المترتبة عن خصام معلن بين الأخوة الفر قاء في الحزب العتيد. كما شاء اليوم الأخير من إقامتي في الوادي أن يلتئم بوفاة عمة الزميل باديس وهي أكبر مسنة في العائلة. جنازتها كانت بالنسبة لي اكتشافا.فالإعلان عن الوفاة يتم في المساجد. والحضور للتعزية يكون حاشدا شأنه شأن تشييع الميت إلى مثواه الأخير في مقبرة "الأعشاش" المرتبة باتقان وبعيدا عن أي بهرجة تميز هذا القبر عن الآخر. هنا يخيل وكأن كل الوادي حاضرة لتشييع عزيز لها افتقدته. مراسيم الدفن تتخللها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم يتلوها نخبة من حفظة القرآن الكريم ينتظمون في شكل حلقة واسعة عند مدخل المقبرة. وفي اعقاب الدفن والدعاء بالرحمة يصطف أهل الفقيد لتلقي التعازي من قبل المشيعين.ويفترق الجمع ليلتقي مجددا على أكواب الشاي في رحاب البيت الجنائزية ومنها يكون الافتراق. رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جنانه.
إن ما شدني أيضا من خلال إقامتي هذه بمدينة القباب فسحة الشوارع وانفتاحها على الأفق وكثرة المحلات الفاخرة والحركة التجارية النشطة التي تتجلى حيويتها عبر السوق المركزي المتاخم لوسط المدينة .ومن مفاخر الوادي، قطبها الجامعي الذي بني على طراز حديث يبدو وللوهلة الأولى عند مشاهدته من أي مكان انه بمثابة الجوهرة المشعة التي جاءت لتستقطب الأضواء وتكون منارة للعلم والمعرفة. وما ذلك إلا تثمينا واعترافا بالدور التاريخي والحضاري لمدينة ظلت دوما قي قلب الحدث الثقافي والنبوغ الفكري. ولعل في البناية الجديدة لدار الثقافة " محمد الأمين العموديّ أحسن عربون تناله عاصمة سوف تقديرا لزخم عطاءها الثقافي وانتاجها المعرفي والفني المفتوح على آفاق واسعة. فهذا المعلم يعتبر بحق مفخرة للوادي ولكل الجزائر..والعاقبة لحصاد ثقافي غزير وما ذلك بكثير على جوهرة واحاتنا الشرقية التي لها من المؤهلات ما يجعلها دوما نقطة مشعة في وطننا الرحب.









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-10-13, 13:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سوسن 1994
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سوسن 1994
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااا انا ايضا زرتها وهي جميلة وتحس انها من عبق التاريخ انا يقلولي فيلسوفة عصري بسبب التدخل في كل شيء










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-13, 21:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
السوفي البربري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية السوفي البربري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اختي على المشاركة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مدينة, الوادي, هكذا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc