السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الأخ الكريم الفاضل: علال بن الشيخ
ما قاله شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى هو الحق والصواب، وهو معتقد أهل السنة والجماعة قاطبة، وإنما أخي الكريم ما فهمت الأمر كما ينبغي، وعليه فأقول لك: إن من قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات: أن باب الأسماء الحسنى أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب الإخبار. واعكس ذلك إن شئ، فباب الإخبار أوسع منها كلها.
والإخبار بمعنى صحيح لم ينفَ في الكتاب والسنة وثبت جنسه في الكتاب والسنة فإنه لا بأس أن يخبر به عن الله تعالى،
مثل أن يخبر عن الله جل وعلا بأنه (الصانع) فإنه جاء في القرآن قوله جل وعلا ?صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ? وقد جاء أيضا في الحديث (إن الله صانع ما شاء)، وكذلك القديم يخبر به عن الله تعالى وقد جاء في الحديث: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)، لكن ما يخبر به عن الله تعالى لا يسم به الله ولا يوصف به فلا يقال القديم والصانع من أسماء الله تعالى وصفات.
فوصف الشيخ رحمه الله تعالى لليدين بأنهما (كريمتين عظيمتين) هو من باب الإخبار عن اليدين، لأن الكريم والعظيم صفتان كماليتان لله تعالى اتصف بهما جلا وعلا في غير ما موضع من القرآن، وإنما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى هاتين الصفتين إخبارا وإطلاقا عن صفة اليد المذكورة في قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) ومعنى ذلك كمال الجود والكرم، مع إثباتنا صفة اليد لله تعالى كما تليق به، فيده كريمة، وكذلك في الحديث الشريف: (( يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول أنا الملك، أين ملوك الأرض)) لكمال قدرته وعظمته، فيدل على أن يده عظيمة جل جلاله.
فيا أخي المبارك لا يحتاج أن نقول بعد هذا لا بد من دليل سمعي حتى نصف الله تعالى بأن يديه عظيمتين كريمتين لأن هذا من باب الإخبار الواسع.
أرجو أن الأمر نصع والبيان وضح.........................وحياك ربي وزادنا الله جميعا هدى وتوفيقا.