فتح عثماني أم غزو علماني جديد ؟!
قرأت اليوم على العربية.نت خبر مفاده تغييرات أجرتها وزارة التربية و التعليم في مصر على المناهج الجديدة و من ضمن تلك التعديلات استبدل عنوان درس من الفتح العثماني إلى الغزو العثماني و يرجع السبب حسب ما نشر إلى رد مصر على الدور الذي تلعبه تركيا في العالم العربي و الإسلامي !
هل يعقل أن يتم تغيير التاريخ و تزويره ليتفق مع السياسات و التوجهات الجديدة ؟ فتغير مفهوم الفتوحات العثمانية الإسلامية الخالدة إلى غزو و احتلال هذا تشويه مقيت للتاريخ و محاولة غزو فكري جديد للجيل الجديد من الطلاب ، فيكبر الطلاب على أن العثمانيين مثلهم مثل الفرنسيين و الإنكليز و ربما الإسرائيليين في حين أن الحقيقة الموجودة في الكتب الأوروربية قبل العربية تتحدث عن التاريخ المشرق و المشرّف للعثمانيين رغم بعض التجاوزات التي من الطبيعي حدوثها في ما كانت تعتبر أكبر و أقوى دولة في العالم .
ثم الغريب هذه الغيرة من الدور التركي في المنطقة ، لتلعبوا دور تركيا و حينها سنتخلى عن تركيا و نعشق التراب الذي تمشون عليه ، لكن أن نرى دولة غير عربية تدافع عن قضايا العرب هذا الدفاع المشرّف و نجد بالمقابل دول تتصرف و كأنها ليست عربية ثم نطالب بنبذ الدور التركي البطولي و اللهث وراء أدوار كومبارس أمر لا يقبله عاقل .
أو لربما الأمر ليس موضوع غيرة بل إملاء صهيوني أو ليبرالي أو علماني جديد لتشويه حقيقة الدور الريادي التي تلعبه تركيا اليوم !
على العموم لست في صدد الدفاع عن الفتح العثماني فيكفي العثمانيون شرفاً حديث الرسول صلى الله عليه و سلّم عنهم في حديث إعجازي للرسول الكريم يقول فيه ” لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ” و قد فتحها الجيش العثماني بقيادة أميرهم السلطان محمد الثاني رحمه الله و الملقب بالفاتح .
نعم هو فتح عثماني عظيم مهما زوّر البعض التاريخ ، هو فتح عثماني ، شاء من شاء و أبى من أبى ..
منقووووووووول