الكرة الجزائرية لم تعد تسع الجميع..!
حفيظ دراجي

السنوات العجاف التي عرفتها الكرة الجزائرية خلال فترة التسعينيات والمشاكل التي تخبطت فيها امتدادا لمشاكل البلاد والعباد لم تحمل في طياتها كل اللغط الحاصل هذه الأيام في وسائل الإعلام المحلية والعربية من بعض الأطراف الداخلية والخارجية بعد عودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة من خلال منتخبها الأول وتألق شبيبة القبائل قاريا، ومع انطلاق أول بطولة محترفة، وكأن قوى الشر وأعداء النجاح أطول نفساً من الخير وأقوى من كل ما هو جميل ومفيد، ولا ترضى للجزائر أن تستقر وتعود إلى الواجهة!
اختلاف بسيط بين رئيس الاتحاد الجزائري ورئيس ناد تحول إلى مادة إعلامية أساسية ووسيلة شد ومد وتجاذب بين أطراف ترى في الاختلاف بالونا كبيرا يجب النفخ فيه لتصفية حسابات قديمة وإذكاء نار الفتنة وكذا العودة إلى الواجهة من بوابة فتحها الشيطان، حتى تحول رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة بين عشية وضحاها من بطل وصاحب فضل كبير على الكرة إلى فاشل ودكتاتوري، وتحول محند شريف حناشي رئيس شبيبة القبائل من منضبط وملتزم وداعم لكل الإصلاحات إلى رجل أناني مثير للمشاكل والشقاق، وصارت كل الانجازات التي تحققت بفضل تضحيات الرجال مجرد نتائج عابرة لا يمكن توظيفها والاستثمار فيها لإعادة بعث الكرة الجزائرية وتنظيمها وتطويرها..
روح المسؤولية التي يتحلى بها روراوة وحناشي ستتغلب في نهاية المطاف، وحتى وان لم يعد التعايش ممكنا بينهما وحان الوقت لكي يعلو رأي طرف على الآخر من أجل مصلحة الكرة فليكن ذلك، لأننا في الجزائر لا نخاف التغيير ولا يحرجنا الاختلاف ونعرف بأننا لسنا ملائكة ولكننا لسنا شياطين أيضا، وندرك أن لكل مرحلة متطلباتها ورجالها ونعرف أن الاحتراف في كرة القدم سيكون له ضحايا ويترك أثاره، ولن يرتبط أبدا ببقاء أو ذهاب الأشخاص بقدر ما يرتبط بقناعة الأسرة الكروية في الجزائر بضرورة تغيير الذهنيات والممارسات والقوانين، لذلك لا يبدو الارتباك ولا الخوف مما هو قادم ما دام الرجلان مقتنعين بحل الإشكال بالطرق الإدارية والقانونية مهما بلغ سوء التفاهم بينهما.
الأمر للأسف صار تقليدا في الكثير من البلاد العربية في كل مرة تظهر بوادر الخروج من أزمات الكرة، وتلوح في الأفق ملامح التغيير تظهر قوى خفية نائمة ، تستغل الكبوات وسوء التفاهم لتدعو إلى إعادة النظر في كل شيء وتطرح مجددا ضرورة التغيير والتجديد وإعادة النظر في كل شيء، وتشن حربا على الاستقرار والاستمرارية في غياب روح المسؤولية وضوابط أخلاقية وقانونية تحكم العلاقات بين الأشخاص وبين الهيئات، وعدم تحمل السلطات العمومية لمسؤولياتها السياسية والاجتماعية حتى يتحول الصالح إلى طالح في نظر الرأي العام، ويصبح الخير شرا، والفشل نجاح، ويصير الاحتراف انحرافاً وتختلط المفاهيم والمعايير والمقاييس.
و في الأخير أرجو من الجميع إبداء رأيه فيما كتبه حفيظ دراجي