روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه كان يقول أيها الناس ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما لا يزول وإنما
الشيء من أصله وقد مضت من قبلنا أصول نحن فروعها فما بقاء الفروع بعد الأصل فكل ما هو آت قريب
أيها الناس إنما أنتم في الدنيا أغراض تتنصل فيكم المنايا ونهب للمصائب ومعدن للنوائب مع كل أكلة غصص ومع كل شربة شرق ألا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر فيكم معمر لا بهدم آخر من أجله وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن فالله الله يا إخواني لا تركنوا إلى طول الأمل ولا تنسوا اقتراب الأجل فالموت لا بد منه
آه على سفرة بغير إياب
آه من حسرة على الأحباب
آه من سكرة بغير سراب
آه من ركبة بغير ركاب
آه من مضجعي وحيدا فريدا
بين فرش من الحصى والتراب
يا إخواني هل رأيتم أحدا خلد في الدنيا حتى تكونوا مخلدين أم أنتم من الرحيل إلى الآخرة على شك فتكونوا بالقرآن كافرين فوالله لو كان الأمر كذلك لخلد خاتم النبيين لقد رانت على قلوبكم سترة الغافلين واستحوذ على نفوسكم كيد الشيطان اللعين حتى نسيتم الموت المفرق لجمع الجامعين
ليس دوام البقاء للخلق لــكن دوام البقاء للخلاق
غلب الموت حيلة كل محتال واعي بدائه كل راق
عطفت شدة الزمان فـــــأدته إلى فاقة وضيق خناق
لا يغرنك الغرور من الدنيا فمنها شدائد بسياق