الوصية التاسعة عشر
بسم الله و الحمد لله و كفى و الصلاة والسلام على النبي الأمين المصطفى،،
أحبابنا في الله تعالى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسأل الله تعالى أن يتقبل منكم صالح الأعمال خاصة ما قمتم به من تبرع و تصدق على أهل الكارثة في باكستان و أطفالها و نساءها و شيوخها، فقد تجاوز عدد المتضررين 20 مليون نسمة و المشردين 4 ملايين نسمة و القتلى أكثر من1600 قتيل و عليك تصور المشهد الأليم.
و حسبي أن الذي لم يتأثر و يتحرك حتى الآن فهو إنسان غير ناضج و يحتاج أن يراجع
إنسانيته،
و دينه،
و إيمانه،
و أخلاقه،
و دنياه،
و لآخرته،
لعله يجد الخلل الذي وقع فيه و يعدل من حاله و يقتنص الفرصة ليعود إلى رشده و يعين ذا الحاجة الملهوف و يتبع سنة النبي صلى الله عليه و سلم فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم:
"على كل مسلم صدقه"،
فقال أحد الصحابة رضي الله عنه و أرضاه: أرأيت إن لم يجد:
فقال: "يعمل بيديه فينفع نفسه و يتصدق"،
قال: أرأيت إن لم يستطع؟
قال: "يعين ذا الحاجة الملهوف"،
قال: أرأيت إن لم يستطع؟
قال: "يأمر بمعروف أو خير"،
قال أرأيت إن لم يفعل؟
قال: "يمسك عن الشر، فإنها صدقة".
فهل تجد لنفسك عذرا لعدم تحركك إن لم تكن ساهمت؟؟؟؟
أيها الأحباب كلنا معرض لما أصاب باكستان في يوم و ليلة تستيقظ فتجد نفس حبيس ظاهرة طبيعية يسلطها الله تعالى على من يشاء وقت شاء و بأي طريقة شاء فكلها جنود لله الواحد القهار يسيرها طائعة له كيف ما يشاء، فسأله السلامة و السلام و الأمان.
أحبابنا هذه مقترحات تعمل كبدائل ذكية تجعل لكل واحد منا دور في الإغاثة إن شاء الله تعالى:
أولا: نستبدل الهدايا للمرضى مثل الورد بقسيمة تبرع إغاثة أو غيرها من الصدقات ككفالة يتيم مثلا أو مساهمة في وقفية، هدية للمريض فقد بين النبي صلى الله عليه و سلم أننا نستطيع علاج المرضى بالصدقة، فقال: "داووا مرضاكم بالصدقة".
ثانيا: استبدال الغبقات الرمضانية( السهر على العشاء) بطبق من كل مشارك و هذا أبرك، و نتصدق بملغ البوفيه أو العشاء لباكستان و غيرهم من المنكوبين.
ثالثا: نجمع الفتات من العملة الصغيرة(الفكة، الهلل، الخردة، الفلوس) من السيارات و الأدراج و الملابس و المكاتب فستجدونها مبالغ كبيرة تستر أسرة كثيرة بإذن الله تعالى.
رابعا: كثير من الناس عاد من السفر قريبا فيمكنك التخلص من العملة المتبقية من السفر و التي كنتم تنوون إهلاكها بالترفيه و التمتع ها هي الفرصة الذهبية تأتيكم الآن للمساهمة بها في إغاثة باكستان و أطفالها العرايا المفجوعين الجوعى.
خامسا: ثلث العيدية، فنرجو الله تعالى أن يمد في العمر كي نشهد الأواخر من ليالي رمضان و ليلة القدر ثم العيد، فنجمع العيادي ثم نأخذ الثلث و نستثمره مع الله تعالى في إغاثة أطفال باكستان العرايا.
و أترك لكم المجال للابتكار و الإبداع في طرح وسائل أخرى تجعل لكم دورا في إغاثة من يحتاج إلى إغاثة في هذا العالم المدني العجيب.
و أذركم بحديث النبي صلى الله عليه و سلم عندما يصف لنا الجائزة
فقد روى أبو سعيد الخدري و أبو هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يناد مناد:
إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا،
و إن لكن أن تصحوا فلا تسقموا أبدا،
و إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا،
و إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا". (رواه مسلم)
من يريد أن يشتري الجنة و نعيمها بفتات خبز أو دراهم معدودة؟؟ فالمجال مفتوح قبل أن يختارك الموت فلا أ،ت الذي استمتعت بما تملك و لا الذي استثمرته ليكون لك ذخرا يوم القيامة؟؟!!
و الله تعالى أسأل أن يصوب نوايانا و يحسن أخلاقنا و أن يسخرنا للخير و العمل به، هو ولي ذلك و القادر على و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلاة طيبة كريمة على نبي الأمة الأمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم
د. محمد فهد الثويني
14 رمضان 1431