بسبب رفض مديري المؤسسات التربوية تنفيذ تعليمة بن بوزيد
160 ألف تلميذ راسب لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة
تشرع اللجنة الوطنية لمراجعة المناهج والبرامج التي نصبها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد مؤخرا في أداء عملها بداية شهر أكتوبر القادم، من خلال إعادة النظر في فحوى البرامج المخصصة لمختلف المستويات الدراسية، وكذا الحجم الساعي على أن يتم تطبيق ما تخرج به من توصيات خلال الموسم الدراسي المقبل.
ويتزامن شروع اللجنة في إعداد دراسة نقدية شاملة لما يقدم للتلاميذ من دروس، مع الانتقادات الواسعة التي وجهتها النقابات المستقلة لوزير التربية الوطنية بسبب عدم أخذه بعين الاعتبار للمقترحات التي قدمتها بخصوص إعادة النظر في الحجم الساعي، بما يخفف الضغط الذي يعانيه التلاميذ والأساتذة على حد سواء.
وتتكون اللجنة التي نصبها الوزير من 130 خبير ومستشار، مهمتها إعداد برامج جديدة مع حجم ساعي جديد يتناسب مع محتواها، وهي تعد امتداد للجنة إصلاح المنظومة التربوية التي نصبها أبو بكر بن بوزيد في منتصف الموسم الدراسي الماضي، لكن بصلاحيات أوسع وبأعضاء إضافيين، وقد كانت مهام اللجة الأولى تقتصر فقط على جرد النقائص بغية استدراكها.
ومن جانبها تقدمت التنظيمات النقابية بمقترحات لوزارة التربية الوطنية، تقوم على تخفيض الحجم الساعي بكيفية لا يزيد وقت الدرس الواحد عن 50 دقيقة، إلى جانب التمييز ما بين المواد الأساسية وغير الأساسية التي طالبت النقابات بدمجها في ساعات محددة خلال الأسبوع الواحد، لتمكين التلميذ من إدراكها، وكذا مساعدة الأستاذ على تقديمها في أحسن صورة.
ويعد المطلب المتعلق بتقليص الحجم الساعي، وكذا البرامج من النقاط الأساسية التي سيتم إدراجها في لقاء النقابات مع الوزير وكذا مع أولياء التلاميذ، وفي هذا الصدد يؤكد خالد أحمد، رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ بأن أزيد من 160 ألف تلميذ راسب على المستوى الوطني لم يتمكنوا إلى غاية اليوم من الالتحاق مجددا بالمؤسسات التربوية التي كانوا يدرسون بها، بسبب إصرار المديرين على عدم تطبيق تعليمة بن بوزيد التي شدد من خلالها على عدم طرد التلاميذ الذين لم يتمّوا 16 سنة في كنف المؤسسات التعليمية.
وحسب أولياء التلاميذ فإن الوضع يزداد تعقيدا في المتوسطات والثانويات، بسبب رفض الكثير من المديرين استقبال الأولياء، وهم يتحججون بمجالس الأساتذة لتبرير إصرارهم على عدم تنفيذ توجيهات الوزير.
ومن المزمع أن يتم طرح هذا الملف في اللقاء الذي سيجمع أبو بكر بن بوزيد فور عودته من قطر بممثلي أولياء التلاميذ.