الحجر الصحي
يعتبر الحجر الصحي من أهم الوسائل للحَدِّ من انتشار الأمراض الوبائية في العصر الحاضر ، وبموجبه يمنع أي شخص من دخول المناطق التي انتشر فيها نوع من الوباء ، والاختلاط بأهلها ، وكذلك يمنع أهل تلك المناطق من الخروج منها ، سواء أكان الشخص مصاباً بهذا الوباء أم لا .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث ، مبادئ الحجر الصحي ، بأوضح بيان ، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون ، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها ، بل جعل ذلك كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب ، وجعل للصابر فيها أجر الشهيد .
روى البخاري في صحيحة قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعاهم فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح : أفراراً من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال : فحمد الله عمر ثم انصرف .
وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ، قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف ) ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد .
والإعجاز النبوي يتجلى في هذه الأحاديث في منع الشخص المقيم في أرض الوباء أن يخرج منها حتى وإن كان غير مصاب ، فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمراً واضحاً ومفهوماً ، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها ، حتى وإن كان صحيحاً معافى ، أمر غير واضح العلة ، بل إن المنطق والعقل يفرض على الشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء ، أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة ، حتى لا يصاب بالعدوى ، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب .
فقد أثبت الطب الحديث - كما يقول الدكتور محمد على البار - أن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب ، وكثير من الأوبئة تصيب العديد من الناس ، ولكن ليس كل من دخل جسمه الميكروب يصبح مريضاً ، فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أثر من آثاره ، فالحمى الشوكية ، وحمى التيفود ، والزحار ، والباسيلي ، والسل ، بل وحتى الكوليرا والطاعون قد تصيب أشخاصاً عديدين دون أن يبدو على أي منهم علامات المرض ، بل ويبدو الشخص وافر الصحة سليم الجسم ، ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء .
وهناك أيضاً فترة الحضانة ، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب وتكاثره حتى يبلغ أشده ، وفي هذه الفترة لا يبدو على الشخص أنه يعاني من أي مرض ، ولكن بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر - على حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله - تظهر عليه أعراض المرض الكامنة في جسمه .
ففترة حضانة الأنفلونزا - مثلاً - هي يوم أو يومان ، بينما فترة حضانة التهاب الكبد الفيروسي قد تطول إلى ستة أشهر ، كما أن ميكروب السل ، قد يبقى كامناً في الجسم عدة سنوات دون أن يحرك ساكناً ، ولكنه لا يلبث بعد تلك الفترة أن يستشري في الجسم .
فما الذي أدرى محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك كله ؟ ومن الذي علمه هذه الحقائق ، وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟! ، إنه العلم الرباني ، والوحي الإلهي ، الذي سبق كل هذه العلوم والمعارف ، ليبقى هذا الدين شاهداً على البشرية في كل زمان ومكان ، ولتقوم به الحجة على العالمين ،
مقدمة لابد منها
المسلمون ليسوا بدعا من الحضارات وإن كانوا الآمة الوسط والشهداء على الناس والرسول عليهم شهيدا
يحيا المسلمون منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنا من الزمان يشاركون الحضارات ينقلون عنهم وينقل عنهم الناس ويخالطونهم ويصبرون على آذاهم ولا يعتزلونهم على المستوى الفردي والجماعي
وكل الدول الإسلامية بلا استثناء أعضاء في المنظمات الدولية ويعملون بنصائح المنظات الجادة ويتعاونون مع منظمة الصحة العالمية وكافة منظمات الأمم المتحدة ومع كل مؤسسات المجتمع المدني المحترمة ويمدون يد المساعدة لكل محتاج بمنظماتهم الإغاثية الدولية والمحلية ولا يفرقون في المرض والمصائب والكوارث بين إنسان وآخر على أي أسس عنصرية فلسنا من دعاة العنصرية ويظل للمسلمين خصوصياتهم التي يجب أن يحترمها العالم كما يحترم المسلمون خصوصيات الأخرين
بمبادئ سامية وقواعد فقهية
أولها لاضرر ولا ضرار
ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح
وحرم على كل أتباع رسالة سماوية لحم الخنزير
وحرم على المدينة دخول الدجال والوباء
وتداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وله دواء إلا الهرم في رواية أو السأم يعني الموت في آخرى
ومكة والمدينة حرمين مكانين مقصور دخولهما على المسلمين لآداء مناسك الحج والعمرة ومن شاء الزيارة فرخصته الشهادتين وتأشيرة الدخول حسب الأعراف والقوانين الدولية ويضاف اليوم الخلو من الأمراض المعدية والأوبئة حسب القواعد الفقهية والصحية الهادفة لأمن وسلامة التجمعات البشرية المليونية القادمة من شتى بقاع أرض الله لآداء المناسك ولا يقبل مسلم إيذاء أحد ولا أن يكون سببا في نشر الأوبئة والأمراض المعدية بين أخوانه أوغيرهم من الناس فديننا الذي هو دين الرفق بالحيوان والحرم الأمن للإنسان والحيوان بل والنبات حيث لا يقطع فيه شجرة إلا بحقها في محمية طبيعية ربانية أمنة بمكة والمدينة منذ أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان والمسلمون يمشون على الأرض هونا رفقا حتى بالجماد
أصول الحجر الصحي في الإسلام ومحاولة لفهم نصوص تتكامل لا تتعارض
ومن يجد فيها تعارض فالمشكلة في فهمه هو
1- في شأن العدوى والتشائم والتطير
لا تشائم ولا عدوى ولا طيرة هكذا علمنا رسول الله صلى الله علية وسلم وحينما استفسر الصحابه بقولهم فمابال الجمل الأجرب يصيب بقية الجمال كان الرد النبوي القاطع من عدى الأول فما كان ليصيبك ليخطئك والعكس ولا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب
2- في شأن الأوبئة ومبادئ الحجر الصحي أثناء فتوح الشام انتشر وباء الطاعون الدملي وعلم عمربن الخطاب رضي الله عنه ورفض دخول المدينة المنتشر بها الوباء في الشام أو الخروج منها ولما قيل له أتفر من قضاء الله ياعمر قال بل أفر من قضاء الله إلى قضاء الله إذا كان الوباء في بلد فلا تدخلوها ولا تخروجوا منها وكانت القاعدة الذهبية للحجر الصحي في الإسلام
3- أفتى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعه مفتي الديار المصرية بجواز تأجيل العمرة إذا اقتضت الضرورة ذلك ورد هذا الأمر للجهات الصحية أهل الإختصاص إعملا بقول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
4- وزارت الصحة في الدول الإسلامية والعربية وأجهزتها لا تألوا جهدا في عمل اللازم وجزاهم الله خيرا
5- على كل مسلم أومسلمة أوأي دولة في العالم بها رعايا مسلمين ألا تسمح بمغادرة مريض يحمل وباءا معديا أيا كان بالتوجه للأراضي المقدسة في ظل الحالة السادسة التي رفعتها منظمة الصحة العالمية بشأن إنقلونزا الخنازير والحكومة السعودية بالتالي وهذا حقها لن تسمح بدخول مصاب لأراضيها حفاظا على المجموع وعلى كل مسلم في بيئة بها المرض ولو لمجرد الشك ومن نوى العمرة أو الحج وبه عدوى عليه التأجيل ومأجور على النية ولا ينطبق عليه الإحصار ولإن توفاه الله أجر على النية
6 -نحن لانهاب الموت وأمنية كل مسلم الشهادة والوفاة والدفن بالأماكن المقدسة ولا يمنع ذلك الأخذ بالأسباب حفاظا على المجموع ولن يتوقف بإذن الله وفد المعتمرين والحجاج ولن يعرى بيت الله من العمار ولن يتوقف المسافرين بين البلدان ولن تتوقف الحياة إلا بإذن الله
والله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين
وقد نويت العمرة وإن لم يوجد ما يمنع ذلك فلا تراجع بإذن الله فإنا لله وإنا إليه راجعون وطاعة أولي الأمر من الإيمان وهذا هو فقهنا لديننا والله أعلى وأعلم وفوق كل ذي علم عليم واللهم ارفع عنا البلاء والغلاء والأوبئة وإن أردت ربنا فتنة بقوم فتوفنا إليك غير مفتونين
ومانزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة فتوبوا إلى الله جميعا أيها الناس لعلكم تفلحون وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وهذا جهدي وعلى الله القبول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الناحية الطبية والوبائية فإن الدولة او المدينة او القرية او المنطقة التى يظهر فيها وباء (والوباء هو انتشار مرض معين بشكل زائد عن المعدلات المتوقعة لهذا المرض فى هذا المكان فى هذه الفترة الزمنية من العام) فإذا ظهر وباء ما فى بلد معين اغلقت حدود هذا البلد فلا يدخلها احد ولا يخرج منها احد (حتى يتم السيطرة على انتشار المرض وعلاج المرضى والمخالطين لهم) ثم بعد ان تعود معدلات الاصابه بهذا المرض فى هذا البلد الى معدلاتها الطبيعية تفتح الحدود لمن يريد الدخول او الخروج منها – بهذا يتم السيطرة على انتشار الامراض المعدية وحماية البلاد المجاورة من انتشار المرض اليها
ولا يحق لأحد ما ان يقول انه حر فى نفسه ولا يريد الالتزام بهذا المبدأ (الحجر الصحى) لأى سبب من الاسباب ولذلك فالمسؤلين الصحيين يحولون الأمر الى الشرطه لضبط حدود المنطقة المراد عزلها صحيا
وبانتشار مرض انفلونزا الخنازير او الانفلونزا من النمط a/h1n1 على مستوى العالم وتحوله الى وباء عالمى حسب بيان منظمة الصحة العالمية يوم 11 يونيو 2009 وهذا معناه ان المرض اصبح منتشرا على مستوى العالم (جغرافيا) فلا يوجد هناك بلد معين او منطقه بعينها يجب عزلها كما شرحنا (الحجر الصحى) ولكن فى بيان منظمة الصحة العالمية ناشدت وزارات الصحة فى بلاد العالم بإتخاذ ما يلزم من اجراءات لحماية رعايها والحد من انتشار المرض اكثر
المملكة العربية السعودية وما فيها من اماكن مقدسة للمسلمين لا تأخذ قرار بمنع دخول المعتمرين او الحجاج الا اذا كان الأمر خطير ويفوق اى اجراء احتوائى ، مع استمرار تطبيقها للاجراءات الصحية لكل وارد اليها فى الوقت الراهن لضمان خلوه من هذا لفيروس او الاجسام المضاده التى يكونها الجسم ضد الفيروس لضمان سلامته وسلامة المعتمرين الواردين الاخرين ، فالله يكون فى عون الهيئات الصحية العاملين فى المملكة ويقويهم على ما هم فيه
اتخاذا بالمبادئ العظيمة (لا ضرر ولا ضرار - ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح) فعلى كل مسلم ومسلمه إن وجد انه قد يكون مصابا بهذا المرض او حتى بأى مرض معدى اخر، فعليه تأجيل العمرة حتى يشفى تماما فلا يصيب معتمر اخر سليم بهذا المرض ولا يعرض نفسه الى ان يشتد عليه المرض ويصاب بمضاعفات هو فى غنى عنها.. وأعتقد ان إرجاء العمرة او الحج لهذا السبب بعد ان كان عقد النية عليها فإن الله عز وجل لن يضيع الثواب والأجر العظيم لأن المسلم فى هذه الحالة فضل مصلحة المسلمين الامنين على مصلحته الشخصيه ولهذا الفضل والثواب الكبير (ولا نزكى على الله شيئا)
حتى فى امور المسلم الحياتية فإن كان مريضا بمرض معدي فعليه ان يصلى فى بيته ولا يذهب للمسجد فيعدى باقى المصلين ، رحمة الله بعباده وسعت كل شئ ، والمسلم عليه ان يرحم الناس فلا يفضل مصلحته على مصالح المسلمين ، كما ان عليه اتباع تعليمات اولى الأمر ووزارت الصحة والهيئات العالمية وحكومات الدول الاسلامية – فلا يتلاعب لكى يحصل على عمرة او حج فبخرق التعليمات واللوائح – الله طيب يحب كل طيبا – فكيف ينوى العمرة او الحج ويقترف المخالفات من اجلها؟
ما هي اللوائح الصحية الدولية؟
أللوائح الصحية الدولية هي صك قانوني دولي ملزم لـ 194 بلداً في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. والغرض من هذه اللوائح هو مساعدة المجتمع الدولي على توقي ومواجهة المخاطر الصحية العمومية القادرة على الانتشار عبر الحدود وتهديد الناس في شتى أرجاء العالم.
وقد باتت الأمراض، في عالمنا الذي تسوده العولمة، قادرة على الانتشار على نطاق واسع وبلوغ أماكن بعيدة عبر وسائل النقل وحركة التجارة على الصعيد الدولي. وإذا نشأت أزمة صحية في بلد ما، فإنّ آثارها يمكن أن تطال أسباب رزق الناس والاقتصادات في كثير من مناطق العالم. ويمكن أن تنشأ أزمات من هذا القبيل بسبب أنواع العدوى المستجدة مثل المتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة أو جائحة الإنفلونزا البشرية المحتملة. ويمكن أن تنطبق هذه الللوائح أيضاً على الطوارئ الصحية العمومية الأخرى مثل حالات انسكاب المواد الكيميائية وتسرّبها والتخلّص منها أو الحوادث النووية. وترمي هذه اللوائح إلى تقليل التدخل في حركة المرور الدولي والتجارة الدولية مع ضمان الحفاظ على الصحة العمومية بالوقاية من انتشار الأمراض.
وقد أدّى تنقيح تلك اللوائح في عام 2005 إلى بلوغ اتفاق غير مسبوق في مجال الصحة العمومية الدولية يمكّن من احتواء الطوارئ الصحية في منشئها، وليس على الحدود الوطنية فحسب. وتم اعتماد اللوائح المنقحة من قبل جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو 2005 ودخلت حيّز النفاذ في 15 حزيران/يونيو 2007. وتشمل تلك اللوائح الجديدة جميع الأمراض والأحداث الصحية التي قد تشكّل طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً.
والجدير بالذكر أنّ اللوائح الصحية الدولية، التي دخلت حيّز النفاذ في 15 حزيران/يونيو 2007، تقتضي من البلدان إبلاغ منظمة الصحة العالمية بفاشيات الأمراض والأحداث الصحية العمومية. وهي تمكّن، استناداً إلى الخبرة المتميّزة التي تمتلكها المنظمة في مجالات ترصد الأمراض والإنذار بحدوثها ومواجهتها على الصعيد العالمي، من تحديد حقوق البلدان والتزاماتها فيما يخص الإبلاغ عن الأحداث الصحية العمومية، ووضع عدد من الإجراءات التي يتعيّن على المنظمة اتباعها في العمل الذي تضطلع به من أجل تعزيز أمن الصحة العمومية العالمي.
كما تقتضي هذه اللوائح من البلدان تدعيم ما تمتلكه من قدرات في مجال ترصد الأخطار الصحية العمومية ومواجهتها. وتتعاون منظمة الصحة العالمية، بشكل وثيق، مع البلدان والشركاء بغية توفير ما يلزم من توجيهات تقنية بغرض حشد الموارد الضرورية لتنفيذ القواعد الجديدة بفعالية في الوقت المناسب. وسيساعد الإبلاغ عن الأحداث الصحية العمومية، بشكل صريح في الوقت المناسب، على تعزيز الأمن العالمي.
لقد أولت وزارة الزراعة اهتماماً واسعاً وهاماً في مجال الحجر الصحي النباتي لها دور في مجال تسهيل حركة الصادرات والواردات الزراعية
والتي لها الدور الأكبر في مراقبتها ومراعاة المواصفات المطلوبة لها لكسب مصداقية عالمية في نوعية المنتجات النباتية المصدرة والمرفقة بشهادة صحية نباتية تصدر بعد الكشف والتدقيق للتأكيد من خلوها من الآفات ومطابقتها لمتطلبات البلد المستورد إضافة الى حماية القطر من دخول أية آفة سواء أكانت حشرية أم مرضية الى القطر وبالتالي حماية محاصيلنا وأشجارنا ونباتاتنا من أية أضرار محتملة يمكن أن يكون لها تأثير اقتصادي واجتماعي وبيئي.
وبهذا الخصوص أكد الدكتور نبي رشيد معاون وزير الزراعة خلال الندوة الوطنية الخاصة بواقع الحجر الصحي النباتي بسورية ضمن مشروع تعزيز القدرة المحلية في مجال الصحة النباتية وبحضور معاونة وزيرة الاقتصاد الدكتورة منى صنيج والدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد الغرف التجارية ورئيس غرفة زراعة دمشق وممثلين عن الجمارك وعدد من الجهات, أكد على أن وزارة الزراعة قامت بالعديد من الاجراءات من خلال مديرية وقاية النبات بانجاز مسوحات للآفات المتواجدة في سورية مع التوثيق وتحديد النباتات التي تصيبها مشيراً الى أن هذا العمل يتم لأول مرة من خلال التوثيق وادخال المعلومات الى المخدم الرئيسي الخاص بالصحة النباتية.
وإن مديرية وقاية النبات بصدد وضع خارطة بيئية الآن تبين توزع الآفات.. وأضاف إن الوزارة قامت أيضاً بتحديد المناطق الخالية من الاصابات القليلة والتي يمكن السيطرة عليها وإعطاؤها الأولية في مجال التصدير, إضافة الى تطبيق برامج الإدارة المتكاملة للمحصول وذلك من خلال استخدام كل الطرق البيئية المتاحة لتخفيض ضرر الآفة مع تنظيم العمليات الزراعية الأخرى وخاصة التسميد حسب الحاجة وذلك بهدف الحصول على منتج نظيف وليس الهدف منه ايجاد أسواق خارجية للمنتجات النباتية فقط بل الأهم من ذلك هو تقديم منتج نظيف للمستهلك المحلي.
وللوصول الى هذا الهدف أوضح د. نبي أن الوزارة قامت من خلال مشروع المكافحة الحيوية بإنشاء خمس محطات متكاملة لتربية وإنتاج الأعداء الحيوية في كل من ريف دمشق وحلب وحماة وديرالزور وتوسيع مركز اللاذقية ومن خلال هذا المشروع سيتم إنتاج الأعداد الحيويةالخاصة بالزراعات المتواجدة بكل منطقة من هذه المناطق الزراعية الهامة.
وبين الدكتور سليم زهوة ممثل منظمة الفاو الجهة الممولة للمشروع أن الندوة تعنى بالنواحي التشريعية والقانونية وبالتالي يعتبر نقطة تحول أساسية في التوجهات وعمل الإدارة المسؤولة عن الصحة النباتية في سورية وبالتالي إضفاء الطابع القانوني على هذه التوجهات وإضافة الى نقطة أخرى إن هذا الموضع يعنى بالاستيراد والتصدير ويهتم بكونه نافذة للمنتجات سواء المصدرة من سورية باتجاه الدول الأخرى أو البضائع ذات الصفة التجارية الغذائية أو المنتجة بالأسواق الأخرى واستقبالها ولذلك هذا المشروع يضع معايير لضبط حركة المواد الداخلة والخارجية وهذا يعتبر من المواضيع المهمة . وشدد د. زهوة على ضرورة أن يعكس مقترح قانون الحجر الصحي التطلعات والتوجهات المحلية وأن يتوافق ويتلاءم مع متطلبات التجارة العالمية ومتطلبات الأسواق الأخرى آملاً الوصول في نهاية هذه الندوة وقبل انتهاء أعمال المشروع الى ايجاد صيغة توافقية تلبي احتياج المنتج والمصدر واحتياج من يتعامل ويتداول هذه السلع على المستوى المحلي إضافة الى تحقيق التنمية الزراعية في سورية.
وأضافت الدكتورة منى صنيج معاونة وزير الاقتصاد أنهم كوزارة لا يسمحون بادخال أي مادة نباتية أو زراعية إذا لم تكن محققة للشهادة الصحية التي تثبت خلوها من الآفات ومطابقتها للمواصفات وخضوعها للحجر الزراعي وتطبيق تعلميات وزارة الزراعة إذا كان هناك أمراض في دول مجاورة مثل انفلونزا الطيور وجنون البقر وغيرها من الأمراض .
وأوضحت السيدة صنيج أن أي اجراءات تتخذ بهذا المجال تنفذ على الفور وتطبق التعليمات الخاصة بالحجر الصحي مع أخذ رأي وزارة الزراعة مشيرة الى أنه عندما يتم منع دخول أي مادة زراعية تتأثر البلد لا سيما أن المنع يتم على مواد غذائية إضافة الى أن هناك تأثيراً مباشراً على المادة الداخلة الى القطر
وذلك عندما تطول اجراءات الحجر الزراعي ولهذا لابد من التخفيف من الاجراءات الروتينية وايجاد طريقة لمراقبة المادة بأسرع وقت ممكن لأن المواد الغذائية تتعرض للتلف إذا لم تتم الاجراءات بسرعة, وطالبت صنيج الجمارك بالتعاون في هذا الموضوع مع وزارة الزراعة للحد من الروتين في الاجراءات.
وأوضح الدكتور كودوين بالاسنغام الخبير الأجنبي في المشروع أن المشروع هو عبارة عن تعاون فني بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبين وزارة الزراعة وأن الهدف من المشروع هو تقوية القدرات المحلية في مجال الصحة النباتية وواقع الاستيراد والتصدير ليتوافق مع المعايير الدولية المطبقة في هذا المجال مشيراً الى أهم مكونات المشروع والتي تتمثل في تدريب عناصر الحجر الصحي النباتي إضافة الى تزويد التجهيزات اللازمة والضرورية للمخابر ومراكز الحجر الزراعي, وتطوير نظام إدارة المعلومات وأتمتة كافة نظم الاستيراد والتصدير من خلال برنامج ونظام كمبيوتر مرتبط مع مراكز الحجر الحدودية, وتطوير معلومات عن الآفات الموجودة في سورية إضافة الى تدريب الخبراء لجمع المعلومات عن الآفات الموجودة في سورية ومساعدة الحكومة السورية لتطوير استراتيجية عمل للسنوات القادمة في هذا المجال.
وأضاف كودوين أن المشروع أصبح في نهايته تقريباً ويتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال ثلاثة أشهر قادمة موضحاً أن معظم المواضيع قد تم انجازها وأن هذه الندوة تهدف الى تعريف المشاركين وخاصة المستوردين والمصدرين بما أنجز وبما سيتم انجازه في المستقبل معتبراً أن أهم شيء هو تعريف القطاع الخاص بما يجري بأمور الحجر الزراعي والاستيراد والتصدير لا سيما أنهم جزء أساس بالتعاون مع وزارة الزراعة في مجال الاستيراد والتصدير وفقاً للمعايير الدولية ورأت السيدة ايمان داغستاني رئيسة الحجر الزراعي والمنسق الوطني للمشروع أن النقطة المهمة في مشروع تعزيز القدرات ومع منظمة الفاو هو تقوية الخبرات والقدرات المحلية في مجال الحجر الصحي النباتي مشيرة الى أن ذلك يتم من خلال عدة أمور و من أهم هذه الأمور هو تحليل مخاطر الآفات وهذا يعني أنه عندما يأتي المستورد الى مديرية الوقاية نعطيه موافقة أو إذن استيراد ويتم ذلك قبل الذهاب الى وزارة الاقتصاد أو أية جهة أخرى فإذا لم يكن هناك مانع فني يستطيع الذهاب الى الجهات الأخرى من أجل الاستيراد ويعطى إذن الاستيراد وإن ما يعنيه إذن الاستيراد هو أننا نطلب من الدولة التي ترغب بالتصدير لسورية أن تصدر وفق شروط حتى لا يتم ادخال آفات أو موافقات لم يتم طلبها وفق إذن الاستيراد.
ولذلك فإنه بناء على إذن الاستيراد نضع الشروط التي تتمثل في تحليل مخاطر الآفات وهي الشي الأساسي الذي يطبق حالياً في المعايير الدولية لوقاية النبات معتبرة أن هذا الأمر لم يكن يتم في السابق.وأشارت داغستاني الى أن هذا الموضوع يتم تعميمه على مراكز الحجر بأن هذا المستورد سوف يأتي بالإرسالية من هذا البلد.
إضافة الى تسمية الآفات الممنوعة وبذلك يصبح موظف الحجر يعرف عن أي آفة يمكن له البحث وليس بحثاً عشوائياً . وأوضحت أن سورية ثاني دولة عربية في اصدار شهادات الصحة النباتية الكترونياً.