حكايا المملكة البيضاء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكايا المملكة البيضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-10, 19:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي حكايا المملكة البيضاء

شمس الأصيل تلقي بأشعتها الذهبية، في يوم ربيعي، حار على غير العادة، على أبنية المدينة الكبيرة. لقد أنهى ياسين و رفاقه تدريباتهم لعصر ذلك اليوم، و هاهم يضعون و مدربهم اللمسات الأخيرة استعدادا لمباراتهم الجهوية الأولى..غير أن شيئا ما يقلق ياسين. يتوقف فجأة و ينظر ناحية الأفق و يقول في صوت و كأنه الهمس:
- سوف تمطر...
- ماذا تقول...كيف تمطر في هذا الجو اللاهب؟؟
يوقظه صوت صديقه عادل الذي جاء من حيث لا يدري....فيقول ياسين بضحكة يحاول أن يجعلها بريئة:
- هه هه ...ألا تعلم، لقد أصبحت عرافا...أنا أمزح فقط، لقد كنت أقول أتمنى أن تمطر فتخفف من حرارة هذا اليوم..ههه أليس كذلك..
- معك حق....
" يالي من أحمق، يقول ياسين في نفسه...من يصدق الخوارق هذه الأيام...سأصبح دعابة المدرسة و الحي إذا علم أحدهم بأي شيء...." ثم ينظر مرة أخرى إلى السماء الصافية فوقه..هذا ما يراه الجميع...أما هناك، و عند الأفق البعيد، سحب سوداء كثيفة تجري بسرعة في اتجاه مدينتهم....تحمل بين ثناياها كمية كبيرة من الأمطار.
و في طريق العودة إلى البيت، يتبادل ياسين و رفيقه عادل أطراف الحديث حول مباراتهم، و كيفية تطبيق الخطة و التغلب على خصمهم و ما إلى ذلك. نسيم رقيق يحرك الهواء الحار الساكن، ثم ما لبثت أن تلبدت السماء بلون رمادي داكن، أصبح النسيم رياحا خفيفة...ثم قطرة..قطرتان...و بدأ المطر بالهطول. يتوقف عادل و ينظر إلى السماء الممطرة:
- غريب...كيف عرفت أنها ستمطر...
فيقول ياسين و هو يحاول إخفاء ارتباكه:
- لابد أن الله قد استجاب لدعائي...أو أني أصبحت عرافا حقا ههههه
- يبدو ان باب السماء مفتوح اليوم...أدع الله أن نفوز في مباراتنا هه
- معك حق...فلنغتنم الفرصة...قد لا يفتح باب السماء دوما ههه. بينما يقول في سره ( لو تعلم يا صديقي....هذا ليس باب السماء المفتوح...هاته عيناي التي تمكنني من رؤية قلبك و هو ينبض الآن.....يا إلهي....ما الذي يحدث لي...)
- أنت...ياسين...ما بك....أنا هنا....و لا أريد أن أمرض، ألا نذهب؟؟
- آه (و كأنه يفيق من حلم)...أه أجل ..أجل.. هيا بنا
و يهرولان كل إلى بيته..و عند احد المنعطفات يفترق الصديقان ليكمل ياسين الطريق وحده إلى منزله..هناك يتوقف فجأة و كأنه تمثال من حجر...على بعد خمسة شوارع من مكانه، يرى سلكا كهربائيا مقطوعا يتدلى من أحد السقوف المهدمة....و الماء ينهمر عليه. كان السلك يطلق شرارات خفيفة...إنه المستودع القديم. بعض من الصناديق الملقاة هناك و كومة من الأخشاب و الحديد....و غير بعيد من السلك برميلان كبيران من البنزين. "لا...سينفجر" كان ذلك أول ما فكر فيه ، بينما تزيد شرارات السلك التهابا. " يا إلهي..ماذا افعل...ماذا أفعل...نعم..الحماية المدنية...آه...آه الهاتف..."
و هناك، يندفع لأول هاتف عمومي أمامه...يشكل رقم الطوارئ. يرن الهاتف طويلا قبل أن يجيبه أحدهم....
- ألو...قسم الطوارئ..
لكن ياسين لا يجيب، ما الذي سيقوله لهم...و من سيصدق.... ينظر ناحية المستودع، لقد أحدثت الشرارة حريقا صغيرا فعلا...
- ألو...من المتكلم....كيف أساعدك؟؟
- آآآآه...حريق...إنه حريق...
- نعم سيدي...تقول حريق ...حدد لي مكانك....
- أنا..أنا في حي السعادة...و لكن أسرعوا الحريق...س..
- أجل انأ معك..قل لي الآن ...أين هو الحريق...
- إنه في المستودع القديم في حي الشمس... أرجوكم أسرعوا....
- ماذا تقول...حي الشمس. ولكنك في حي السعادة... كيف...
يقفل ياسين السماعة...القلق يعتصره و هو يشاهد الحريق و هو ينتشر...لا أحد يصدقه...ما الذي سيفعله....و دون أن يعلم يجد نفسه راكضا إلى بيته و كأنه يريد الاختباء....لماذا يحصل له ذلك...لماذا عليه أن يعلم بذلك و هو لا يقدر أن يفعل شيئا.
***
في مصلحة الطوارئ...يضع العون السماعة و يلتفت إلى زميله و علامات الاستفهام و الاستغراب تملأ وجهه الممتلئ. فيبادره زميله بالقول و هو يحتسي القهوة:
- ما بك؟؟
- أمر غريب.....تأكد من هذا الرقم أرجوك...في أي منطقة هو..
- حسنا(و أصابع العون تجري فوق ملامس لوح الكتابة في حاسوبه)..أنه من حي السعادة..لماذا؟؟
- لقد اتصل أحدهم ليقول لي أن هناك حريقا في مستودع بحي الشمس....و لكن الحيان غير متجاوران...و لم يرد أي إشعار ب...
لم يكمل العون كلامه حتى سمع دوي كبير....أعمدة الدخان تتصاعد من الجهة الشرقية للمدينة حيث حي الشمس....و توالت المكالمات المستعجلة على المصلحة...حريق مهول في مستودع قديم.
دخل ياسين البيت و الحزن يعتصر قلبه عصرا....يمر على قاعة الجلوس حيث والده يتابع برنامجا وثائقيا..و فجأة يتوقف البرنامج التلفزيوني ليحل محلها نبأ عاجل:" انفجار مهول في مستودع بحي الشمس يخلف عدة جرحى و أضرارا مادية بالبنايات المجاورة.." بينما تمر على بال الفتى صورة الشرارة و المستودع المحترق. غير أن صوت أمه يقطع أفكاره:
- يا الله.....لابد أن هناك الكثير من الضحايا...ليكن الله في عونهم...الحمد لله أنك أتيت و إلا لتوقف قلبي من القلق...هيا يا بني..انزع عنك هذه الملابس المبللة و تعال فالعشاء جاهز...
يدخل غرفته في تثاقل و يرمي بنفسه على السرير.....لا يفهم ما الذي يجري له...لا يستطيع إيجاد تفسير لقدرته الخارقة على الرؤية من مسافات بعيدة و لا يملك الجرأة على البوح بها.....لقد كان فتى عاديا مثل الجميع...همه لعب و مشاهدة مباريات كرة القدم....غير أنه و منذ رحلة المدرسة إلى المنطقة الأثرية بتيبازة و عندما شاهد قبر الكاهنة....و وقوفه على باب الضريح...فقد وعيه لمدة قصيرة...و بمساعدة الإسعافات الأولية للأستاذ المرافق و دليل الرحلة..استفاق و عاد يلهو مع أصحابه ..... و بينما كانوا واقفين على إحدى الصخور و ينظرون إلى البحر أمامهم ،قال لرفاقه:" انظروا..أنا أرى المنارة البحرية....هناك رجل يصيد السمك بقربها.."...كان الجميع يرى المنارة التي يشير إليها ،و لكنها بالنسبة لهم عبارة عن عمود صغير نظرا لبعدها عنهم....فلم يجيبوا رفيقهم إلا بنظرات الحيرة و التعجب.
مر عام على الحادثة...و هو لا يزال كاتما سره الذي يقلقه لا يجد له جوابا.


to be continued
jang-mi








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-08-10, 19:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
البلبلة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية البلبلة
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام النجاح في دورة خططي لحياتك المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

في انتظار التكملة.........
شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-11, 21:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قاعة الاستراحة مزدحمة بالطلبة يتبادلون أطراف الحديث أو يقرؤون أو يذاكرون...أو يجلسون فقط. بينما كانت أسماء كعادتها في إحدى الزوايا المختبئة ...تشغل عينيها بالقراءة بينما هي تستمع للأحاديث كلها...ما ظهر منها و ما بطن....كانت تسمع كل شيء و من أي مكان حتى و لو كانت تفصلها الجدران....لكن تركيزها كان منصبا على مجموعة من الفتيات كن جالسات قبالتها على بعد أمتار منها:
- كانت نهاية أسبوع مذهلة في المزرعة...كان الجو رائع و الحيوانات هناك..واااه...و كأنني في غابة...كما قمنا بجولة على ظهر الخيول...تخيلن ذلك..
- و هل لديكم خيول؟؟
- آآآآه...في الحقيقة هي لصديق والدي...قال إن الجو مناسب لها في مزرعتنا...أنت تعرفين أصدقاء والدي كلهم من المترفين جدا...لقد أخبرت والدي أني أريد واحدا، سيشتري لي حصانا أنا أيضا...هه..
ابتسمت أسماء ساخرة منهن و من سطحيتهن...أما ما كان يضحكها فهو براعة ماجدة في الكذب. فتقول أسماء في نفسها و هي تنظر إليها بسخرية" المسكينة..تعيش أحلام اليقظة.". و في تلك اللحظة ترفع الأخرى، و هي الفتاة القصيرة ذات الشعر الطويل و التي كانت تحكي بطولاتها لرفيقاتها، عينيها فتجدا أسماء و هي تنظر إليها بسخرية و تهكم. تحدجها بنظر يتطاير الشرر منها...وقفت من مكانها و اتجهت نحوها...نظرت إليها بازدراء وقالت:
- أنت....أيتها الغريبة ....مالك تنظرين إلي؟؟
- و ما شأنك أنت...أنظر حيث أشاء.....ثم النظر إليك مزعج جدا...
- حقا....و هل الجلوس وحدك كالمنبوذة أو المصابة بالطاعون...يشعرك بالراحة ( و أتمت جملتها بضحكة عالية تبعها همسات من كل اتجاه)
كان الجميع يتكلمون في سرهم عن سر غرابة أسماء و انعزالها...بعض منهم وجد تحليل ماجدة صحيحا و أخذ يضحك في سره.." لابد أن بها عيبا" يقول أحدهم..." المسكينة، لابد انها تعاني من تشوه خلقي...أبعد عنا الله البلاء" تقول أخرى..." تستحق ذلك تلك المتعجرفة...تزدرينا كلنا و كأننا عبيدها...ماجدة محقة، تلك الفتاة مصدر شؤم" يحدث آخر نفسه و هو يضحك. و بينما حاولت أسماء تجميع أفكارها و التركيز على كلام ماجدة، محاولة إخفات الأصوات المتعالية هنا و هناك، بينما أضافت محدثتها بنظرة ملؤها الاحتقار:
- اسمعيني أيتها المشؤومة....لا أريد أن أراك تنظرين إلي و إلا فسد يومي أو أصابني مكروه ( ثم رفعت يدها و شكلت علامة الخامسة الحافظة من العين) لابد أن لك عين شريرة...كل ما تنظرين إليه يصيبه مكروه...لا أريد أن تصيبني عينك يا وجه النحس....أف حفظنا الله من عينك الشريرة.
قالت ماجدة ذلك بأعلى ما تملك من صوت ليتمكن من سماعها أغلب من في القاعة..أحست أسماء بالدموع تتسابق إلى عينيها و هي تسمع سخريات الآخرين بينهم و بين أنفسهم منها و تهكم الفتيات و لعنة زملائها عليها....حاولت جاهدة كتم غضبها فما وجدت حلا إلا النهوض من مكانها و الخروج تتبعها أصوات السخرية و الاحتقار. تخرج إلى الساحة و تغلق ذهنها عن كل الأصوات...تشعر ببعض الراحة و هي تستنشق بعض الهواء العليل..كلام ماجدة كان جارحا للغاية، و لكن ظنون الطلبة بها في أنفسهم كان أكثر إيلاما من أي شيء...و ذلك ما جعلها منعزلة و متقوقعة..ما تسمعه من كلام يجعلها تود الهرب إلى مكان لا يعيش فيه أي بشر....لا تسمع فيها إلا أصوات الطبيعة...جرس المدرسة يعيدها إلى الواقع...عليها الدخول فهناك حصة العلوم و آخر ما تريده هو تقريع الأستاذ لتأخرها أو خصم نقطتين من رصيدها.تدخل القسم: نجد التلاميذ قد جلسوا إلى مقاعدهم، و حالما رأوها أخذوا يرمقونها بنظراتهم الغريبة، و يرمونها بظنونهم القاتلة و إن كانت غير مسموعة علنا إلا أنها كانت تعرف ما يدور بينهم....جملة غريبة دارت في ذهن ماجدة، التي كانت تجلس في آخر القاعة ، جعلتها تتوقف هنيهة " سوف تلقى تلك الخرقاء جزاءها....كانت تضحك و كأنها تعرف كل شيء عني...كادت تكشفني تلك المشؤومة....هه، سنرى...". لم تفهم أسماء ما المغزى من تلك الأفكار و لكنها عندما نظرت باتجاه الفتاة المتعجرفة و جدتها تنظر في اتجاه آخر تماما
-" هل كانت تتكلم عني....؟؟"
صوت آخر يقلقها.... الفتى في الصف الأول كان يقول في نفسه و هو يكتم ضحكة تفلت منه " سنرى اليوم منظرا و لا أروع...أريد أن أشاهد تقاسيم وجه تلك الغبية....لما لا تترك المدرسة و تريحنا؟؟". هنا أيضا لا تفهم أسماء ما يجري تماما...تحس بوجود خطب ما لكنها لا تدرك ماهيته..كل الأصوات تتكلم أشياء غير مفهومة و هي لا تستطيع تحديد الخطر الذي تحس به. تتقدم ببطء إلى مقعدها ة تجلس...لكنها لا تدرك أنها كانت تقع أرضا إلا بعدما وجدت نفسها ملقاة تحت طاولتها و الألم أسفل ظهرها....بينما انفجر كل من في القسم ضاحكا و مستهزئا...." تستحقين ذلك أيتها البلهاء المتعجرفة....كان يجب أن نلقنك درسا منذ البداية.."
سيل الغضب يجتاح أسماء فتقف من مكانها و رغم الآلام المبرحة التي تحس بها تذهب نحو مكان ماجدة و الغضب و الدموع يخنقانها:
- لماذا فعلت ذلك؟؟ لماذا...
تقوم الأخرى من مكانها بأبطأ ما يكون و تقول في صوت تصطنع فيه البراءة:
- أنا؟؟...و ما الذي فعلته....
- قلت لك لماذا فعلت ذلك ؟؟ أجيبي...لماذا وضعتي ذلك الكرسي المكسور في مكاني....
- هاه....قبل قليل ترمينني بعينك الشريرة و الآن تلوميني على غبائك....اسمعي...أيتها الفاشلة..لا تتهميني بينما أنت كتلة من الغباء.
أحست أسماء بالحرارة تصعد إلى وجهها فتجعله شعلة من نار...لكنها ما لبثت ان هدأت و ارتسمت ابتسامة غريبة على شفتيها المرتجفتين:
- هه..تقولين أني فاشلة....أجل، عل الأقل ذلك أفضل من انعت بالكاذبة...ألا توافقيني الرأي...أنا فاشلة، لكني لا أختلق القصص عن عائلتي و ثراءها..
تجمدت الضحكة على وجه ماجدة و هي تسمع ما تقوله أسماء:
- ماذا؟؟...أنا كاذبة..كيف تجرئين...
- أجل أنت كاذبة ( و ارتفع صوت أسماء وسط الصمت المطبق في القسم و ذهول التلاميذ)...من أين لك كل تلك الأموال و الأشياء التي تتكلمين عنها...أليس والدك الآن بطال و عاطل عن العمل بعد طرده من شركته التي كان يعمل فيها....أتعرفين لماذا طرد؟؟ لاستدانته المفرطة من أجل إرضاء حاجاتك السخيفة أنت و والدتك و شقيقتك.....ألم تبيعوا سيارتكم الفارهة ...أو نسيت انه تم طردكم من بيتكم و أنت الآن تعانين مشقة المشي مسافة أطول فقط من اجل أن يراك أصدقاؤك تأتين من الجهة التي يقع فيها بيتكم القديم؟؟
- ما...ما الذي تقولينه...أنا....
- أنا فاشلة... لكني لم أسرق مجوهرات والدتي من أجل أن أشتري الهاتف المحمول الجديد و أقول لأهلي أنه هديه إحدى الصديقات..بينما تقولين هنا أنه هديه والدك لعيد ميلادك....أم واجباتك التي لا تقومين بها مدعية انك لست بحاجة إلى الدراسة بينما سبب إهمالها هو أنكم لا تملكون كهرباء أغلب أيام الأسبوع...و أنكم تتنقلون بين بيت الجد و الخالة فقط لكي تتمكنوا من غسل ملابسكم و تجهيز أنفسكم للمدرسة....آه، أو انك تستعيرين ألبستك من قريباتك أو من صديقاتهن......ثم ...لم يكن لديكم مزرعة أبدا...ألم تستقي القصة من الفيلم الذي رأيته البارحة في بيت خالتك أم أني مخطئة؟؟
تعالى الهمس وسط القاعة و النظرات الغريبة التي تلاحق ماجدة بين مكذب و مصدق " هل هذا معقول؟؟"..." يا إلهي لقد خدعتنا جميعا"...."مستحيل...ماجدة تكذب..و لماذا؟؟".و تلك التي تلاحق أسماء و كيف عرفت كل هذه التفصيلات و هي التي لا تتلكم إلا نادرا و لا أصدقاء لديها...."كيف عرفت كل هذا، من قال لها ذلك...كيف؟؟كيف؟؟" تقول ماجدة و الغضب و الخزي يعتريانها.....حاولت أن تقول شيئا لكنها لم تجد الكلمات جراء الصدمة من انكشاف سرها هكذا أمام الجميع و هي التي تأنت كثيرا في إخفائه:
- أنت.....كيف تجرئين...أنت لا تعلمين شيئا....
- لقد عبثت مع الشخص الخطأ...و أنا أحذرك و كل من تسول له نفسه أن يعبث معي.....أنا أشد مرارا من العلقم...
قالت أسماء ذلك و عادت إلى مكانها بينما بقي القسم تحت الصدمة من القوة التي أظهرتها و مما سمعه عن أشهر طالبة في المدرسة. لم تقوى ساقا ماجدة على حملها فانهارت أمام الجميع.


to be contunued


jang-mi









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-13, 01:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
tawfik07
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

still waiting










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-13, 12:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أصوات الأطفال تملأ أزقة مدينة عنابة القديمة، بين مجموعات تلعب و تلهوا..أو تلك التي لم يسعفها الحظ فتجدها تنادي القوم ليشتروا منها ما ينقصهم...و هاهو رياض جالسا على محفظته المدرسية و يسامر شبانا أكبر منه سنا على لعب الورق...إنها الحياة التي يحبها ،لهو مع الأصدقاء دون تقريع أو تأنيب من هذا المعلم أو ذاك....كل ما كان عليه فعله هو اللعب بالزمن و المكان مثلما يفعل كل مرة يجد نفسه فيها في ورطة....ورطته اليوم هو الواجب المدرسي الذي لم ينجزه، وأي واجب ....الرياضيات. غير أن سرعة عمل عقله المذهلة و استطاعته الخارقة تحديد أبعاد الزمن و المكان أعطياه قدرة هائلة على التعامل معهما و تحويرهما حينما يتناسب المعلمان...أي في أوقات معينة. و منها ذلك اليوم الذي نجا فيه من عقوبة أستاذ الرياضيات. كل ما عليه فعله هو قلب المعالم، فيخرج من الزمن و المكان الذي يتواجد فيهما إلى زمن و مكان آخرين و يقوم بكل ما يريده ثم العودة في فارق زمني لا يتجاوز أجزاء قليلة من الثانية....غير أن المتسع الزمني الذي أحس به و هو ينهي وظيفته و مروره على الشبان المتحلقين حول طاولة الورق جعله يتوقف هنيهة ليلعب قليلا معهم.
أصوات الشباب تتعالى و تختلط بأصوات الأطفال و الباعة المتجولين :
- هه...نلت منك...ضع أوراقك الآن فلعبتك مكشوفة هيا...
- يااااه ...كيف تفعل ذلك...لن ألعب...لا فائدة...
و يقوم الفتى الأسمر الطويل غاضبا.....و يترك المكان رغم توسلات الأصدقاء له بالعودة...بينما رياض مزهو بنفسه، هذه ثالث لعبة يفوز فيها في ظرف قياسي...لكنهم لا يعلمون انه لم يكن بينهم سوى لبضع لحظات و انه لا ينبغي أن يكون هناك.
سعادة رياض بتمكنه من حل واجبه المنزلي و العودة دون أن يميز أحد اختفاءه لم تمنع عقله المذهل في إعادة ترتيب المعالم كما كانت قبل أن ينقضي وقته و إلا أصبح سجينا في اللازمان و اللامكان..عملية دقيقة لا ينبغي له أن يهمل أي تفصيل فيها و إلا قضي عليه...و هذا ما تعلمه منذ أول يوم اكتشف في نفسه تلك المقدرة الخارقة.
في القسم لا يزال التلاميذ لم ينتبهوا ، لم يلمحوا حتى ، اختفاء الظل الضوئي لرياض عنهم. سرعة العملية تمكنه من الحفاظ على تواجد ظله الضوئي في مكانه الأول و العودة دون ان يتغير شيء في وضعيته. لقد كان يسميها عملية التوقف اللحظي، و كأن كل شيء يتجمد بين العالمين و الزمنين. يربت خالد على كتفه قائلا:
- رياض...أراهن أنك نسيت واجب الرياضيات مثل المرة الأولى...هل تريد نسخ إجابتي؟؟ ( و يتبعها بضحكة تهكم و سخرية)
- وفر على نفسك عناء إخراج ورقتك...وظيفتي معي و محلولة بالكامل ..لا تقلق. و يضيف في سره( أحمق)
يعم الهدوء شيئا فشيئا قاعة الدراسة مع دخول أستاذ الرياضيات و الذي كان يطلق عليه التلاميذ (المتحجر) نظرا لتصلبه و حزمه الشديد. كان رجلا طويل القامة و نحيفا، يضع نظارات و يحمل حقيبة كبيرة تخرج منها الأوراق من كل جانب( جملته المفضلة:" أنا الأقدم، انأ أول أستاذ هنا..."). عندما يدخل القسم تتوقف الحركة و الكلام و كل شيء...حتى التنفس.
يستقيم الشبان في جلستهم و يحيون أستاذهم بصوت واحد...و مباشرة يخرج كل تلميذ أدواته وواجبه و يضعه على جانب الطاولة، فيمر الأستاذ ليلقي نظرة على كل ورقة قبل أخذها. هنا كان كل شيء على ما يرام...غير أن شيئا غريبا حدث لرياض. كان الأستاذ على بعد طاولتين من مكانه عندما بدأت ورقة رياض بالاختفاء أمامه...أصيب الفتى بالذعر و هو يرى واجبه المنزلي يتلاشى " يا إلهي...ما الذي يحصل...لماذا؟؟" حاول الفتى أن يمسك بورقته و يمنعها من الاختفاء و لكنه لم يفلح حتى في لمسها...و كأنها كانت سرابا و اختفى.
وصل الأستاذ إليه ليجده في حالة من الفزع و الرعب، وجهه كان أبيضا كأنه قطعه من قماش...كان منظرا طبيعيا بالنسبة للأستاذ نظرا للرهبة التي يتمتع بها. هلع رياض و عدم وجود الورقة أمامه فتح أبواب الجحيم في وجهه. ليس مجرد التقريع و التأنيب الذي جعل منه غبي القسم، بل خصم النقاط و استدعاء الولي و تحميله بواجب أقسى...لم تكن تلك المشكلة التي جعلت رياضا يحس بالرعب..بل اختفاء الورقة من بين يديه و اختلال درجات البعد الزمني الذي كان فيه هو الذي أصابه بالقلق...ما الذي يحدث؟؟ ماذا جرى في ذلك المكان؟؟
و في أثناء تواجده بالرقابة، بعد طرده من الحصة، حاول الفتى أن يستجمع ذكرياته حول ما يمكن أن يكون قد حصل أثناء تواجده في المدينة القديمة. حاول أن يتذكر كل شيء حتى المرة الأولى التي اكتشف فيها مقدرته على تغيير الإبعاد....منذ زمن ، كاد رياض أن يغرق في البحر عندما كان يسبح و رفاقه...حاول أن يتحدى نفسه بقدرته على التحمل ، فسبح مبتعدا على الشاطئ مسافة ما لبث بعدها إن أصابه الإعياء، حاول أن يبقى طافيا على سطح الماء ،لكن إحساسا بفقدان الوعي أخذ ينزل به إلى الأعماق...كان عقل رياض يفكر أنه ربما تلك نهايته، حاول أن ينطق بالشهادتين لكن و هناك، داخل الماء فتح عينيه ليجد نفسه و كأنه يطفو في عالم من المعالم تظهر له صور الأماكن فيها تباعا...دون أن يحس وجد نفسه يمد اليد إلى إحدى الصور، الشاطئ الذي كان عليه. تسارعت عملية تطابق المعالم ليجد نفسه في النهاية يقف على اليابسة خلف أصحابه الذين كان الرعب يفتك بهم و هم ينظرون في الاتجاه الذي ظنوا انه غرق فيه...و عندما نادى عليهم بهت الجميع لرؤيته بينهم...حاول أن يشرح لهم الأمر لكنه رأى أنه مستحيل التصديق....عاود التفكير فيه ليجد انه لا يفكر في كيفية نجاته العجيبة...بل كأن رأسه أصبح حاسوبا تتمظهر فيه المعالم الزمكانية و تتلاحق فيه الصور...و بالتدريج و التدريب، وجد أن تلك قدرة خارقة على التحكم في الأزمنة دون تغييرها...بل مجرد العبور، و إن حالفه الحظ تناسبت المعالم يمكنه فعل شيء ما و العودة دون الاختفاء الضوئي من الحاضر....و أهم ميزة لقدرته الخارقة هو إدراكه للإشعاع اللامرئي الذي تصدره كل الأشياء من حوله و حتى الذي يصدره الناس...كان يحس بقيمة الأشياء و بالتأثير الذي يطلقه الناس بمجرد المرور أمامهم. غير أن اختفاء وظيفته بتلك الطريقة جعله يحس بخطر داهم.
في طريق عودته إلى البيت، أخذ رياض طريق المدينة القديمة..أراد أن يعود إلى المكان الذي كان فيه و التأكد من حقيقة ما حصل. مر على الشارع البحري و صادف الأطفال الذين رآهم تلك الصبيحة في نفس وضعيتهم..مر على الشبان الذين كانوا يلعبون الورق فيرفع أحدهم رأسه إليه و يرمقه بنظرة و كأنها تقول" و كأني رأيتك في مكان ما؟؟"...لم يبقى له إلا أن يعود إلى أطلال القلعة القديمة حيث كتب وظيفته...مر على الأحجار التي كانت تطلق إشعاعا متألقا ينبئ عن قيمتها الكبيرة غير انه توقف فجأة أمام إحدى الصخور. كانت عبارة عن عمود رخامي كبير ذو تاج منقوش برسوم لأوجه من عصر الرومان...كان جميلا جدا و في حالة ممتازة بالنظر إلى المكان و الحالة المهملة فيها. لقد تذكر أنه جلس هناك ووضع ورقته على المكان المسطح فيه ....كان يشع بريقا متلألئا لما أتى إلى هناك، و لكن الآن، ذلك العمود نفسه في مكانه غير انه لا بريق له...هالة سوداء تحيط به...اقترب رياض منه ووضع يده عليه و لكنها غاصت في الظلام... سحب يده و الرعب يتملكه: يا الهي ...ما الذي حدث هنا؟؟.


to be continued

jang-mi









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-13, 16:50   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
tawfik07
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

still waiting ,it became really intresting










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-13, 18:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أحلام سرمدية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أحلام سرمدية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اتمنى ان تكمليها










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-13, 18:12   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أحلام سرمدية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أحلام سرمدية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صراحة روعة ياسين اسماء ورياض اتوقع ان يتقابلوا صدفة










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-14, 00:10   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكر لكم اهتمامكم و متابعتكم لحكايا المملكة الببضاء و أبطالها

و كما تعلمون، للحكاية أجزاء ممتدة على طول ليالي شهر رمضان الكريم

في كل ليلة جزء بإذن الله، أما تعلمون أني أصبحت شهرزاد هذا العام، ههه أمزح

لهذا تحلوا بالصبر قليلا فتصبح الحكاية أحلى

دمتم بود

jang-mi










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-14, 22:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يزال ياسين في غرفته يفكر في ما أصبح هاجسه، من الذي سيستمع له لو انه يقول لهم انه ذو مقدرة خارقة على الرؤية. حادثة ذلك اليوم أثرت عليه كثيرا لدرجة الإحساس بالذنب. غير أن شعورا غريبا بالنعاس أخذ يتملكه فجأة...حاول مقاومته و لكنه كان أقوى. نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار كانت تشير إلى الثامنة تماما. ثم لفه الظلام....
أنفاس ياسين تتلاحق و يحس نفسه و كأنه يركض في سرداب طويل مظلم. توقف فجأة و أخذ يتحسس المكان..و في ما بدا انه نهاية السرداب بصيص ضوء خافت، يجري نحوه عله يعرف أين يتواجد. هناك يصل إلى قاعة واسعة تنيرها المشاعل. جدرانها مكسوة بالنقوش و الرسوم و كأنها جداريات أثرية قديمة بينما بدت بعض الأجزاء منها مختفية و كأنها محيت. في وسط القاعة نافورة جميلة تلقي خيوطا رقيقة من الماء على ضفتها جلست سيدة تلبس قفطانا مخمليا مطرزا، و تضع على رأسها عصابة ذهبية بينما انسدل شعرها الأسود الطويل يحيط بوجه ناصع البياض. كانت عيناها كبيرتان سوداوان..لسبب ما تذكر ياسين الأميرات التي يروى عنهن في التراث و القصص. وصول ياسين إلى القاعة لم يزعج السيدة و كأنها كانت تعرف بوجوده هناك، رفعت عينيها إليه و قالت بصوت رقيق:
- بلغني أيها الحاكم أن نفرا من الناس شدو الرحال إلى المملكة البيضاء و كل منهم يحمل حملا يرزح تحت ثقله...وبلغني أيها الملك، أنه نودي عليهم ليعيدوا للمملكة ما ضاع منها في سراديب الظلام...فهم يرون أبعد مما يرى الناس...و يسمعون أخفت الأصوات....و ينير الله لهم طريقهم في الضباب....و الظلام..
حاول ياسين الاقتراب أكثر ليفهم ما تقوله السيدة، أراد أن يسألها من هي و أين هو ...لكنه ما استطاع الكلام. فجأة نظرت السيدة باتجاه احد الأبواب..هناك ظهرت فتاة تبين له أنها من عصره نظرا لما كانت تلبسه..هي الأخرى نظرت إليه بتعجب و كأنها تتساءل في نفسها ما الذي تفعله هناك ...ثم قالت السيدة بنفس الصوت الرقيق و هي تنظر إلى الوافدة الجديدة:
- و قد بلغني أيها الملك...أن هؤلاء الناس ما أتوا باختيارهم...لقد حملتهم أسرارهم إلى مملكتك ليعيدوا ما فقد منها و .....
فجأة تلاشت السيدة من أمامهما كأنما تبخرت في الهواء، و بقي صوتها رنانا يخفت شيئا فشيئا:" لقد جاؤوا إلى المملكة البيضاء ...ليعيدوا.....يرون أبعد....يسمعون.....ينير الله طريقهم....في الظلااااااااااامم....". و فجأة وجد ياسين نفسه و تلك الفتاة في مرج كبير...تعلوه تله ينبعث من خلفها ضوء و كأنه ضوء الشمس عند الشروق، وجدا نفسيهما يتجهان إليها و لكن يعود الظلام ليلف المكان من جديد....ثم..و كأنه يسقط من مكان عال يهتز ياسين و يستيقظ. يا له من حلم غريب يفكر في ذلك و يلقي بنظرة إلى الساعة. لا بد انه نام نحو ساعة أو أكثر فقد كان متعبا. و لمفاجأته الكبيرة، كانت الساعة تشير إلى الثامنة تماما. ثيابه لا تزال مبللة على جسمه...يعتدل في جلسته و الخوف يتملكه...إنه متأكد من انه نام لوقت معتبر، كيف لم تتحرك عقارب الساعة من مكانها بعد...لابد أنها معطلة. تفتح أمه الباب عليه و تقول في صوت ملؤه التأنيب:
- ألم أقل لك إن تبدل ملابسك...هيا العشاء جاهز.
- ماذا؟؟...ألم تتعشوا بعد.....كم الساعة؟؟
- لا يزال الوقت مبكرا...إنها الثامنة...لقد وصلت منذ قليل فقط ما بك؟؟
" ما الذي يجري لي....هل انأ أفقد عقلي الآن..". يغير ياسين ملابسه و يلتحق بعائلته حول طاولة العشاء...يلقي نظرة على ساعة قاعة الجلوس، الثامنة و خمس دقائق...نظرة أخرى على ساعة الهاتف المحمول..نفس الشيء...في التلفاز، هاهو المذيع يلقي العناوين الرئيسية..."ماذا هناك؟؟ كيف أنام و لا يتغير الزمن...". الكل يتكلم و هو غارق في أفكاره المضطربة لا يجد لها تفسيرا حينما يسترعي انتباهه ما قالته شقيقته الصغرى تسنيم:
- أبي؟؟ هل تعرف زرقاء اليمامة...
- همم....إنها سيدة عربية عاشت في عصر قديم و قد كانت تمتلك مقدرة خارقة على الرؤية...أليس كذلك...
- ماذا؟؟ ( صوت ياسين ينبئ بتفاجؤ كبير) قلت مقدرة خارقة على الرؤية...؟؟؟
- أجل، حسب ما اذكر، لقد كانت تتمتع بمقدرة على الرؤية جعلها تكتشف وجود جيش كبير على بعد مسيرة ثلاثة أيام من مدينتها...
- كيف مسيرة ثلاثة أيام يا أبي،لقد قرأنا النص اليوم و لم افهم ما معنى ذلك؟؟ " تضيف تسنيم في كثير من الحيرة.
- أي أنها اكتشفت أن هناك جيشا يقصد مدينتها قبل ثلاث أيام من وصوله إليهم، هذا ما نعني به مسيرة ثلاث أيام...الحقيقة ، نسيت المسافة التقريبية لهذه المدة....غير أن قومها لم يصدقوها إلا حين هاجمهم العدو على حين غرة....
- و لكنها قالت لهم أن هناك غابة تتحرك يا أبي...كيف ذلك؟؟
- آه...تلك خدعة عسكرية قديمة...هل رأيت لماذا يلبس الجنود اللباس الأخضر و يضعون تلك القبعات و يطلون وجوههم...ذلك يسمى التمويه، لكي لا يراهم العدو و يمسك بهم. في ذلك الوقت، قام ذلك الجيش بوضع أغصان الشجر حول أنفسهم فأصبحوا يبدون كالغابة التي تتحرك...كل منهم يمثل شجرة...
اتسعت عينا ياسين و هو يسمع تلك القصة...كيف له أن يجهل شيئا كهذا و هو الذي يملك نفس المقدرة...."يا لي من غبي...كيف لا ابحث عن ذلك في الانترنت..." ثم يقول لوالده:
- إذن كانت زرقاء اليمامة تتمتع بمقدرة على الرؤية خارقة جدا...هل هذا ممكن الحصول؟؟
- ممممم......ممكن و لكن في ذلك الوقت كانت تلك من الخوارق..أنت تعرف أن القدرة على الرؤية هي ملكة من الله يمنحها لسبب معين و لحاجة معينة. و لشخص لديه القدرة على التحمل و الصبر على كل ما يرى...لأنه أحيانا، عندما لا نرى شيئا و لا نسمع تلك رحمة الله لأن عقولنا لا تحتمل رؤية الأشياء الخافية عنا و لا سماع الأصوات التي لا تلتقطها آذاننا.....و لا أظن انه في الوقت الحالي هناك شيء كهذا...الله اعلم..
" ملكة يضعها الله؟؟ لشخص يمكنه تحمل كل ما يرى....؟؟ ألهذا أستطيع الرؤية....؟؟...و لكن كل ذلك لحكمة معينة....ما هي حكمتي يا ترى؟؟...لماذا منحني الله تلك الملكة؟؟...." و فجأة تقفز إلى ذهنه كلمات تلك السيدة التي رآها فيما بدا انه حلمه: " لقد أتوا للملكة البيضاء ليعيدوا ما ضاع منها...فهم يرون أبعد مما يراه الناس...و يسمعون أخفت الأصوات....و ينير الله طريقهم في الظلام..."....ما معنى ذلك؟.


to be continued
jang-mi









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-15, 00:14   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
tawfik07
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم...
سيقتلني الشوق قبل أن أتم هذه القصة
اللهم عجل بمن يعيد للمملكة البيضاء مجدها...
واصلي تألقك يا شهرزاد









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-15, 23:47   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في ذلك المساء، كانت أسماء تشعر بالانتعاش الكبير. هذه المرة لن يسخر منها أحد بعد الآن و لن تكون محط أنظار التعجب أو الحط من قيمتها. منذ الآن فصاعدا، الكل سيهاب جانبها و لن يتجرأ أحد عليها، نظرت إلى أمها و قالت في ابتسامة عريضة:
- لا تقلقي يا أمي....لقد نجحت في واجبي المدرسي فقط؟؟
الحقيقة أن أمها لم تنبس ببنت شفة، فقط كانت تستغرب في سرها سر سعادة ابنتها المفاجئة و هي التي كانت دوما تعود من المدرسة بنفسية تعبة. أدرك جميع من في البيت ذلك التغير، تصرفاتها و نشاطها غير المعتاد. تنظر إلى شقيقتها الكبرى التي كانت ترمقها بعين الاستغراب و تقول:
- لا تسأليني عن شيء...(ثم تخفض صوتها في شيء من الهمس) لقد لقنت إحداهن درسا لن تنساه ما عاشت.
- حقا...أخبريني ...كيف، ماذا فعلت ماذا قلت....آآآآآآآه ( و كأنها نسيت شيئا مهما) لا تقولي أنك؟
- ششششش........أجل، لو أنها تركتني و شأني ما كنت سأفعل لها ذلك. لكنها استفزتني أكثر من اللازم....تستحق ذلك
- ماذا فعلت...هيا أخبريني....
- لا شيء...أخبرت الجميع عن حقيقتها فقط...لقد كانت تكذب حول حياتها و نفسها و الأدهى و الامر أنها تعتبر أنها الأهم، و من يقف في وجهها يقع في ورطة...لا أفهم لما كان الجميع خائفا منها؟؟
- لكنك فعلت ذلك....هذا ما كان يجب منذ زمن.....لقد ( و تخفض صوتها هي الأخرى) ...لقد أعطاك الله نعمة آآآآآآه لو كنت مثلك؟؟
- هههههه......لكنت تعرفين كل القيل و القال في الحي...أعرف طبائعك...لكن الأمر غير ذلك...أنا لا أسمع كل شيء هنا في هذا العالم فقط...أنا أسمع أصوات الماضي....لن تتحملي ما أسمعه الآن....و في كل زاوية و في كل مكان..لن تتحملي أصوات المرضى و هم يتأوهون خلف جدران بيوتهم أو في المشفيات...و أكثر من ذلك...الحمد لله أن بإمكاني إغلاق ذهني عندما أريد ذلك...و إلا لأصبت بالجنون لا محالة...آآآ ( و هي تتفطن لشيء ما)...غيري الموضوع، أمي تتساءل الآن عما يجري بيننا..ههه
و تتبادل الفتاتان ضحكات ذات معنى، بينما تزداد حيرة والدتهما عما يدور بينهما. في تلك الأمسية جلست العائلة في قاعة الجلوس حول برنامج وثائقي عن تاريخ احد القصور القديمة. قصر الداي. الابن الأكبر رفيق منغمس تماما في متابعة البرنامج، بينما كانت أسماء و شقيقتها ألاء يتصفحان إحدى الصحف. الأب داخل في مناقشة جادة مع إلام. فجأة رفعت أسماء بصرها على صوت شقيقها و هو ينبهها إلى شيء ما في البرنامج. ظهرت صورة صحن القصر الذي أخذ منه الإهمال كل مأخذ، ثم ما لبثت أن غاب كل شيء في الظلام، و كأن العالم قد تلاشى من حول الفتاة. ثم وجدت نفسها راكضة فيما يشبه السرداب الطويل و أمامها الضوء المتلألئ يدعوها أن تقترب أكثر فأكثر...كانت تصيخ السمع و كأنها أرادت أن تعرف ما يجري حولها..و لأول مرة لا يجاوبها غير الصمت....يزداد النور توهجا.. و هنا تخرج إلى قاعة فسيحة فيها نافورة تلقي بخيوط الماء الرقراقة. على ضفتها جلست سيدة جميلة في ثياب مترفة، كانت تنظر أمامها حيث وقف شاب و علائم الحيرة بادية على وجهه...كان يبدو و كأنه في غير مكانه. القاعة تنم عن ماض سحيق و السيدة الجالسة و كأنها سيدة البيت...لكن الفتى و كأنه من عصر غير ذلك..التفتت السيدة إليها و قالت بصوت خفيض:
- و قد بلغني أيها الملك...أن هؤلاء الناس ما أتوا باختيارهم...لقد حملتهم أسراراهم إلى مملكتك ليعيدوا ما فقد منها و .....
ماذا يعني ذلك...و لماذا هي هناك...و من تلك السيدة و ذلك الفتى....هي ليست نائمة، لا ليست نائمة....ما لبثت أن اختفت الراوية بينما بقيت الجدران تردد صوتها الرخيم في جمل و كأنها طلاسم لا تفقه فيها شيئا....عندما أرادت أسماء الحركة أخيرا وجدت نفسها راكضة و ذلك الفتى فيما بدا لها انه حقل واسع فسيح...نظرت أمامها إلى تله يشع منها الضوء...أحد ما اخبرها أن تذهب هناك....و لكن و عندما وصلت، غرق كل شيء في الضوء و لم تدرك و بصرها يرتد إليها في غرفة الجلوس في بيتهم...و أخوها يطلب منها أن تتابع معه شيئا ما في التلفاز..وكأن ما مرت به لا يعدو أن يكون لمح بصر لم يؤثر في الوضع شيء...و كأنها سافرت عبر الزمن و عادت دون أن يتحرك أحد من مكانه..بل و كأن الزمن قد توقف حقا...
- هيه...انظري إلى ذلك....يا له من مكان، كيف يهملونه هكذا...
أخيرا استيقظت الفتاة و عادت إلى عالمها...في التلفاز لا تزال تلك اللقطة في مكانها..صورة صحن القصر بنافورته الرخامية " آآه...إنها تلك النافورة التي..." . هنا تحجرت الفتاة و كأنها رأت شبحا...السيدة التي رأتها فيما كان حلما كانت تجلس هناك على حافة النافورة و تنظر إليها و تعيد تلك الكلمات.." يرون أبعد مما يدركه الناس...يسمعون أخفت الأصوات....ينيؤ الله لهم طريقهم في الظلام"...
حاولت أسماء أن تتأكد مما رأت...نظرت إلى أختها و قالت:
- هل ترين ؟؟...تلك النافورة...
- ما بها....بل قولي بقايا نافورة...ألا ترين كيف هي مهدمة ...و انظري إلى البلاط....يا لها من خسارة حقيقية....
- لا ...لا...أنظري جيدا....إنها ليست مهدمـــ.....هنـــ....
نظرت آلاء إلى أختها بكثير من الاستغراب، كانت تعرف مقدرة شقيقتها الكبيرة على السمع، لكنها الآن في غير عادتها....
- أسماء...ما الذي يجري....هل تسمعين شيئا ما....(و تجوب بنظرها على الجالسين لتتأكد أنهم لم يسمعوها)...أخبريني..
أدركت أسماء أن ما تراه لا يراه الآخرون...لا أحد يستطيع رؤيته...تلك السيدة على النافورة تظهر لها وحدها...لا أحد غيرها...و لكن لماذا؟؟

to be continued

jang-mi









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-16, 09:11   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أحلام سرمدية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أحلام سرمدية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مع كل جزء يزداد شوقنا لمعرفة تفاصيل حكايا المملكة البيضاء
اسماء ياسين رياض اجتمع اثنان بقي الثالث
فمن فضلكي اكملي لنا الحكاية يا شهرزاد المنتدى










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-17, 00:00   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تقريع الأب و تأنيب الأم و تهكم إلياس، الشقيق الأكبر لرياض لم يكن السبب الرئيسي لوجهه المكفهر...بل ما حدث له، و ذلك العمود الأثري الذي أصبح كالصورة التخييلية...و ذاك ما لم يفهمه رياض بل وأصبح رعبه الأكبر. كان ينتظر الصباح تلك الليلة بفارغ الصبر ليعود إلى مكان القلعة القديمة و يتأكد من جديد....لا ....لابد أن خطأ في المعالم الزمنية قد سبب ذلك الاختلال، أيمكن أن يكون هو السبب؟؟..لا..لا..لا لا..لم تكن تلك المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك...لماذا كل هذا الإحساس بعدم الارتياح و كأنه ليس في عالمه؟؟...قام من مضجعه و أخذ يفكر، نظرة على تسلسل المعالم...ربما يكتشف الخطأ...كل شيء يسير بصورة طبيعية. ولكن...لماذا يبدو معلم المدينة القديمة مختلا..هناك تسلسل في غير مكانه ...ذلك ما كان يحس به و لكنه لم يعرف أين هو...بقي في حيرته و اضطرابه حتى أخذه النعاس في رحلة بعيدة.
أحس رياض بضوء خفيف يضرب عينيه، عرف انه الصباح فما ارتد له بصره حتى كان مرتديا ملابسه مستعدا للذهاب إلى المدرسة. تنظر أمه إلى ساعة المطبخ و هي تعد إفطار الصباح:
- رياض....أين تذهب لا تزال الساعة السادسة و النصف...لم يجهز الإفطار بعد...
- لا أريد....يجب أن اخرج الآن...وداعا...
و ينطلق في اتجاه المدينة القديمة. لا تزال عنابة لم تتخلص من آثار الليل، حركة قليلة جدا في الشوارع الرئيسية بينما الحركة منعدمة تماما في أزقة المدينة القديمة...حاول إلقاء نظرة على المعالم المكانية لينتقل بسرعة إلى هناك دون إهدار الوقت و لكن كل المعالم غير متطابقة و لا وجود لأي ممرات.....أنفاسه تكاد تنقطع في ركضه عبر الأحياء..هاهي القلعة هناك...أخيرا...يتوقف ليلتقط أنفاسه و يجوب المكان بحذر...يفاجئه جسم أحدهم ممدا هناك و كأنه مشرد اتخذ من الأطلال مسكنا له. يستمر في بحثه محاولا إيجاد العمود الرخامي...يصل إلى المساحة المفتوحة التي كان ملقى فيها... و لصدمته لا يجده..." لقد كان هنا...أنا متأكد انه كان هنا...في هذا المكان... أين ذهب؟؟" يدور و يدور في مكانه محاولا إيجاده و لكن من دون جدوى...أتراه كان مخطئا...غير ممكن...غير ممكن.
يعود أدراجه كالعائد من حرب خاسرة إلى المدرسة...لا يجد في نفسه القدرة على متابعة الدرس...يفتعل عدة شجارات مع زملائه...القلق يقتله و هو لا يجد تفسيرا للحوادث التي وقعت. و لكن و في طريق عودته إلى المنزل، يسترعي انتباهه أمر جعله يتأكد من وجود خطب ....بل أمر خطير...في أحد الشوارع الرئيسية. وضع مدفع أثري من الحقبة التركية للزينة....كان رياض يعرف المكان جيدا و لطالما كان يشع ببريق جميل. و لكنه هذه المرة كان محاطا بهالة سوداء تماما مثل التي كانت تحيط بالعمود الرخامي في القلعة....توقف رياض و أراد عبور الشارع ليقترب من المدفع...كان مصمما على معرفة الحقيقة...لكن كان عليه انتظار الإشارة. فرجل الشرطة الذي ينظم السير أمره بالتوقف....سيل السيارات يتدفق من أمامه و هو يحاول التركيز على المعلم..." متى ستتركني أمر يا هذا.....أهذا وقتك؟؟"...مرت اللحظات كأنها الدهر و رياض مستعجل الوصول إلى الجهة الأخرى من الشارع....آه، أخيرا سمح له الشرطي بالمرور...غير أنه و قبل أن يصل إلى مكان المدفع تلاشى هذا الأخير و كأنه لم يكن...صعق رياض لما رأى فهرول مسرعا إلى هناك..يا الله؟؟ يا الله...ما الذي يجري...المدفع؟ ....و لكنه اختفى و لم يعد له أثر...التفت رياض إلى المارة و لكن وجوههم لم تظهر إلى مفاجأة أو غرابة...و كأن شيئا لم يحصل....عاد و اخذ يحدق في المكان و هو غير مصدق لما يجري...هناك كشك على مقربة، كان صاحبها يبيع أشياءه و كأنه غير مبال....و هذه التي مرت على خطوات منه تتكلم في هاتفها النقال غير آبهة....ألم تلحظ أن المدفع و هو يختفي؟؟ ...الشرطي..أجل...و اندفع إليه قائلا:
- سيدي...سيدي....هناك أمر غريب...
- ما بك أيها الفتى.؟....مالك مذعور هكذا..؟
- هناك...على بوابة الساحة...المدفع الذي كان هناك...أحدهم...المدفع اختفى الآن فقط....
نظر الشرطي باتجاه المكان الذي أشار إليه رياض...ثم قال بكثير من اللامبالاة:
- أي مدفع.؟..لم يكن هناك مدفع قط...لابد أنك أخطأت..يا بني..
- و لكني متأكد...كان هناك مدفع كبير و معه قذائفه....أنا أعرف المكان ...صدقني..
- و لكن لم توضع أي مدافع في الساحة....آه، لا لابد انك تعني المدفع التركي القديم...أليس كذلك؟؟
انفرجت أسارير رياض...الشرطي يعرف عما يتكلم...لابد أنه انتبه هو كذلك...
- لم يعد ذلك المدفع هنا منذ زمن بعيد...لقد أزيل من هنا لأنه كان يعيق الحركة في الساحة...لا أذكر متى حدث ذلك و لكنه منذ زمن...هذا أكيد...لماذا تسأل؟؟
تجمدت النظرة على وجه رياض....كلمة واحدة تدور في رأسه "ماذا؟؟"



نهاية الفصل الأول



to be continued
jang-mi









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-17, 00:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله

تم بحمد الله الفصل الاول من حكايا المملكة البيضاء و أرجو أن يكون قد نال إعجابكم

و ريثما ألتقط أنفاسي لأبدأ الفصل الثاني بحول الله،، أدعو كل من يمر و يقرأ هذه القصة أن يدلي بما يراه فيها، سأسعد كثيرا بقراءة ردودكم حول هذا الفصل ليكون الفصل الثاني أحسن و أكثر إثارة

دمنم بود

jang-mi










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المملكة, البيضاء, حكايا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc