فضيلة الشيخ أحسن الله إليك
هل الجرح والتعديل خاص بالرواية , أرجو من فضيلتك تفصيل وبيان للأمر فقد أشكل علي ؟
وجزاك الله عنا خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الجرح والتعديل علم يتعلق بمفردات علم الرجال من أصول علم الحديث وقد وضع للرواية ولكن كان قديما يستعمل في بيان حال من يروي الحديث ليرى هل هو ممن يعتمد خبره فالمقصد من هذا الفن صيانة العلم من الخطأ والكذب، فإذا كان كذلك فلايقتصر هذا العلم على رواية الحديث فماكل من يروي الحديث يرويه بسند من لدنه فقد يتكلم في مسائل وأحكام متعلقة بالعقيدة والعمليات ولايروي حديثا بسنده
بل يرويه معلقا من مصنف كالبخاري ثم يستنبط ويقسم ويرجح فمقتضى صيانة العلم إجراء أحكام الجرح والتعديل على مثل هذا حتى إذا كان مبتدعا يدعو إلى بدعة ويستدل لها ويخاصم فيها ويجادل بالباطل ليدحض به الحق ينكشف أمره ويظهر زيفه ولذلك قال شيخ الإسلام والتحذير منم أهل الأهواء واجب باتفاق العلماء فبجرح مثل هذا جرحا مسقطا من قبل أهل العلم كما قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع يزول خطره ويفضح تلبيسه كما قيل لولا أهل المحابر لتكلمت الزنادقة على المنابر
وعجبت لرجل قال لي مرة أن الجرح والتعديل خاص بالرواية وأما العلم فالناس مؤتمنون على أقوالهم، فقلت مقتضى ذلك أن يتكلم رجل مثل الحبيب الجفري القائل إن في الكون أولياء يعينون الله في تدبير أمور الكون ولايجد من العلماء من يجرحه جرحا مسقطا ويبدعه ويكشف كفره لأن الجرح خاص بالرواية سبحان الله لقد صنفت الكتب كالبخاري ومسلم وأبوداود.....إلخ وحفظت الأسانيد أليس هؤلاء المنتسبون للدعوة يرون للناس علما ينسبونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونهم يزورون فمن يكشفهم إذا أبطلنا هذا العلم فهذا العلم صمام أمان للشريعة فإن أهل الأهواء المضلة أشد خطرا على الناس من أهل الذنوب والمعصي ألم تر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الخوارج وهم أهل بدع وأمر بعدم الخروج على أئمة الجور كما قال شيخ الإسلام بن تيمية، وكذلك الناس في هذا الزمان محتاجون لعالم سنة يرشدهم للسنة ويحذرهم من البدعة ويبين لهم أحكام الله بأدلتها ، فيحتاج مثله إلى تعديل ليقبل فقهه ويعتمد رأيه كما قال العلامة بن عثيمين الألباني فقيه محدث ، وهكذا
ولذلك جرح عمر صبيغ ولم يكن راوي حديث ولكن ظهرت منه بدع فحذر عنه ونفر منه لصيانة السنة
والله أعلم
أجاب عنه فضيلة الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله تعالى