أنفلونزا التنشئة الاجتماعية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أنفلونزا التنشئة الاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-10-27, 17:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse أنفلونزا التنشئة الاجتماعية


السلام عليكم
إذا كنا في الوقت الراهن نعاني من بعض الأمراض العضوية، كأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، فنحن نعاني الآن من مرض أشد خطورة على الصعيد الاجتماعي وهو أنفلونزا التنشئة الاجتماعية.

وتسمية هذا المرض بهذا الاسم راجع لكون أننا منذ أن ولدنا ونحن نسمع آبائنا يتكلمون عن (النيف) الذي هو مثال للشرف والعزة والكرامة، إذ يعتبر رمزا لها، حيث تجد دائما الأب أو الأم يربيان أبنائهم على هاته الصفات التي ذكرت من خلال تركيزهم على عبارة (النيف) كأن يقولون لأبنائهم ( لزم تكون راجل وعندك النيف ... ولزم تكوني مرة وعنك النيف) وهي جمل الغرض منها هو تعليم الأبناء صفات النبل والشرف والكرامة والعزة.
فأين هاته العبارة (النيف) في حياتنا الآن؟
لقد أصبنا في الحقيقة بمرض هو أنفلونزا التنشئة الاجتماعية، وذلك في ظل غياب شبه تام لمؤسسات التنشئة الاجتماعية والتي من أهمها ( الأسرة، والمدرسة، والمسجد)، وإذا ألقينا الضوء على هاته المؤسسات، نجدها متخبطة في مشاكل يمكن إرجاعها للوضع المادي الذي يتخبط فيه القائمين على هاته المؤسسات، فالأبوين في البيت أصبح همهم هو توفير لقمة العيش للأبناء دون أن يهتموا باحتياجات أبنائهم لأمور أخرى مثل الحنان والعطف من جهة وتقويم السلوك من جهة أخرى، فلا يسألون عن أبنائهم أين يقظون أو قاتهم أو ماذا تحصلوا من علم في المدرسة أو ماذا يلبسون أو مع من يلهون ويلعبون، أي من هي رفقتهم في الشارع. أما المعلمين والأساتذة في المدرسة طغى انشغالهم بالراتب - الذي أصبح لا يكفي حتى حق المواصلات في المدن الكبرى – على الرسالة النبيلة التي وجدوا من أجلها وهي تعليم القيم والأخلاق وتلقينها لتلامذتهم، بل حتى بمدى استيعاب التلاميذ للدروس لا يعيروه الاهتمام اللازم وأصبح المعلم والأستاذ موعده مع التحصيل العلمي هو الامتحانات وفقط، حيث من خلالها يرى بأم عينه الكوارث التي يجد هو الحرج في الكلام عنها. ونحن لا نلومه في ذلك فالجانب المادي هو جزء من مشكل أكبر وهو الاكتظاظ داخل الأقسام والبرنامج المكثف الذي طغى عليه مبدأ الكم على مبدأ الكيف، حيث جاء ليجعل من التلميذ حصالة للمعلومات سرعان ما يختفي محتواها بانتهاء الامتحانات، في حين كان لزاما على القائمين على المناهج التربوية أن يعدوا برامج يكون التلميذ فيها طرفا في الانجاز العلمي والتربوي والخلقي، بمعنى برامج تعتمد على التجربة والانجاز لا على الحشو ألمعلوماتي إن صح التعبير.


أما المساجد ففي غالبيتها وإن لم يكن كلها، أصبحت تركز على الفرائض كالصلاة والصوم والزكاة وغيرها دون الالتفات إلى المشاكل التي يعاني منها المجتمع وتوعية هذا المجتمع بمدى انعكاسها وخطورتها عليه.
هذا الوضع تسبب في وجود مرض خطير كما قلت وهو أنفلونزا التنشئة الاجتماعية ومن بين مظاهرها :
1. الإرهاب بمختلف أشكاله:
- الإرهاب الذي يستخدم الدين كذريعة لقتل أبرياء، مهما كان انتمائهم بذريعة أنهم طاغوت وأعداء الله، في حين أن دم المسلم للمسلم حرام إلى يوم القيامة.
- الإرهاب الذي يستخدمه بعض قطاع الطرق من خلال السرقة، وتخويف الناس.
- الإرهاب الإداري الذي يستخدمه بعض المسئولين بمختلف أشكاله: ( الرشوة، التهديد بقطع جزء من الراتب، تلفيق التهم على الآخرين وتهديدهم، التعسف الإداري في استخراج بعض الوثائق ... الخ)، وكأن الإدارة هي ملك خاص لهم وليست ملك الشعب.
2. الخروج عن القيم الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية، كأن تخرج البنت من المنزل بثياب غير محتشم، ( البودي وسروال جينز المزيرين)، عذرا على هاته العبارة وإن كنت لست ضد هذا النوع من الثياب ولكن عندما يكون تحت الحجاب حيث لا تظهر مفاتن المرأة، فهي عند خروجها من المنزل تتزين لله من خلال الحجاب، فإذ بها تتزين للشيطان من خلال لباسها الغير محتشم.
3. خروج البنت مع شاب لا علاقة لها به وقد تسافر معه دون علم الأهل على الأقل حتى يعرفوا من تصاحب ( قد يعارض البعض هذه الجملة الأخيرة، ولكن قد تضطر الفتاة في إطار الدراسة التنقل مع زميل لها، ولذلك لبد أن يكون الأهل على دراية بمن يكون هذا الشاب وعلى ثقة بأن بقائها معه لن يتجاوز المحذور وذلك بالمراقبة المستمرة والصراحة بينها وبين الأهل).
4. العلاقات الغير شرعية التي تكون تحت مسمى الحب، وإن كان الحب هو شعور نبيل عندما يكون صادق، ولكن التعبير عنه يكون بتقرب لأهل الفتاة وخطبتها ومن ثمة الزواج منها فالله سيكون مع عبده مدام عبده صادق النية مع عبده. أي مدام الشاب صادق في نيته وتقدم لخطبة الفتاة فالله سيكون معه لأنه يريد الحلال.
هذه بعض المظاهر لمرض أنفلونزا التنشئة الاجتماعية، وكل هذا يحدث في غياب شبه تام لمؤسسات التنشئة الاجتماعية، والتي جعلت رمز الرجولة والفحولة والكرامة والشرف الذي هو (النيف) يغيب عن مصطلحات يومياتنا التي عوضت بمصطلحات كلها مادية.


كلمة أخيرة للشباب الذين يتخذون غياب المادة والحاجة لها ذريعة من أجل القيام بسرقة والقتل والقيام بعلاقات غير شرعية.

إن الذي خلقك لن يضيعك وهو من قال: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) سورة هود الآية 6. ومن أجل أن يتحقق ذلك لبد من أن يتوفر ثلاث شروط هي:

1. تقوى الله حيث يقول الله تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) سورة الطلاق الآية 2.
2. التوكل على الله حق التوكل وليس مجرد كلام، أي أنه لبد أن تستشعر من قلبك أن الله هو الكفيل بفتح كل الأبواب الموصدة في وجهك يقول الله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق الآية 3.
3. الاستعانة على كل ذلك بالاستغفار. ( شكا رجل إلى الحسن البصري كثرة الذنوب، فقال: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر، فقال: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً، فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله، فأستغرب من كانوا في مجلسه وسألوه كيف تعطي نفس الجواب ونفس الحل، لعدة مشاكل، فأجابهم أن الحل لم يكن من عندي بل من عند الله، ألم يقل سبحانه وتعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا). سورة نوح الآية 10-12).
( كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يبيت ليلته في المسجد، ولكن منعه الحارس. حاول معه الإمام ولكن لا جدوى، فقال له الإمام: سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخاً وقوراً تبدو عليه ملامح الكبر، فلما رآه خباز يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، وذهب الإمام أحمدبن حنبل مع الخباز، فأكرمه وأحسن إليه، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز، ولماسمع الإمام أحمد، الخباز يداوم على الاستغفار، عجب له.
فلما أصبحا سأله الإمام عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: أنه دائم الاستغفار، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟
فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة.
فقال الإمام أحمد: وما هي؟
فقال الخباز: رؤيةالإمام أحمد بن حنبل.
فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جراً).

إذا بالتركيز على هاته الشروط الثلاث سيكون لكل أزمة مخرجا من عند الله تعالى فهو الذي تكفل وضمن لنا ذلك.


أخيرا نتمنى أن تعود ثقافة (النيف) مرة أخرى في مجتمعنا من خلال الحفاظ عليها وجعلها رمزا للكرامة والشرف والعزة وشعاراً للنبل والصدق والحب.








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 20:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
* ريمة *
عضو مميّز
 
الأوسمة
عضو متميّز وسام ثاني أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي فارس على هذه الرؤية السوسيولوجية لحالة مجتمعنا الراهنة ...










رد مع اقتباس
قديم 2010-01-03, 21:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
•~ندية الجوري~•
مشرفة منتدى الاسرة و المجتمع و منتدى التصميم
 
الصورة الرمزية •~ندية الجوري~•
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز وسام المركز الثاني المرتبة الثانية وسام التميز سنة 2012 المرتبة الأولى النـص الذهبـي الأول وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع في القمـــة
ويمس واقعـــنا بشكل كبير
بارك الله فيك
..............










رد مع اقتباس
قديم 2010-08-21, 18:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * ريمة * مشاهدة المشاركة
سلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي فارس على هذه الرؤية السوسيولوجية لحالة مجتمعنا الراهنة ...

وفيك بارك









رد مع اقتباس
قديم 2010-08-21, 18:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تـــرااانـــيـــمــ مشاهدة المشاركة
موضوع في القمـــة
ويمس واقعـــنا بشكل كبير
بارك الله فيك
..............

وفيك بارك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أنفلونزا, الاجتماعية, التنشئة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc