بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيّد الأنبياء و المرسلين وعلى آله الوجلين و المتقين و على أصحابه الخائفين الورعين و أتباعه المحسنين الصادقين و من تبعهم بإحسان ليوم الدين
و بعد :
فإني أحييكم بتحيّة الإسلام ، فحيّاكم الله وبيّاكم
أي إخواني ، ندمائي في الساحة ،،، خلّان و أصدقاء ،،، لكم عليّ حقّ النصيحة و عليّ منكم واجب الاستماع فإمّا إقتداء وحسن إصغاء ،،، أو غير ذلك فقد برءت الذمّة بالبلاغ ،،،
ممّا لاشك فيه أنكم و إيّاي ممن تراءى له و استبان للغو الحديث في أمور قد شقّ لأجلها الوجدان و ما هي إلا نتاج بل حتمية الفراغ ،،، وفصل الافتتان ،،، أعقبها تفريغ شحنات المكبوتات على جدران بيتنا { أحسبه كذلك ، و الله عليّ شاهد }
لا تأخذوا من حديثي مطّية لتصويب سهام اللوم و لا حتى للتسفيه أو للنعت بمنعوت التشدّد بمعناه المضيّق
كذلك النصح ، من وجّهني و شدّ ساعدي لنثره حروفا ،،، تكون لي فيها ذكرى أنتفع بها و إيّاكم.
ما أنا بخيركم و لا بشرّكم ،،، و لا بفقيهكم أو عالمكم ،،، ملاحظات سطّرتها للنفع أوردتها ،،، ما هي تتبع لهفوات أو تصيّد لزلاّت
باعثي للكتابة بعد استرسال في الحديث و أخذ و شدّ سيصلكم فلا تكونوا للعجالة مهرولين
متوسط عمر الأعضاء مما ود في إحصائية قدّرت آنفا أثبتت أن جلّ الأعضاء مراهقون صغيري السن على أمور ستأتي تباعا
فلنبدأ ببركة من الله ،،، أتذكر لمّا كانت الطفولة تلتحفني ببراءتها و عفويتها ،،، كنت هناك أحلام، من بينها عيشة هنيّة و زوج حالمة تقيّة
كبرت وكبر معي الحلم ،،، نما بكثرة الآمال ،،، نتظر زهره ،،، و الرضا بالقدر مؤمنون به بطيب خاطر و قلب بالإيمان عامر
أي إخواني هي تلك مواضيع الزواج ،،، خرجت عن المألوف ،،، حتى لا أكاد أقلّب صفحة أو أمحّص سطرا إلا و أجد ريحه فيه ،،، من منّا لا يريد العفاف
،،،
ولكن ما زاد الحد إنقلب إلى الضد ،،، كالطعام إن أنت أكثرت منه لحقتك غصة و آلام ،،، ولئن جلست إليه تشتهيه و بادرت للقيام عنه و أنت تشتهيه كان ذلك بحق دواء لا داء معه
لنعد للواقع ،،، هل لنا إلى الباءة من سبيل ؟
الزواج شطر الدين إذا كان بامرأة صالحة ،،، حدّثنا بهذا المصطفى عليه الصلاة و السلام ، و يتبع ذلك أن يكون شطره الثاني أي الدين قد وفيّنا حقّه ،،، فأين هذا من ذاك ؟
حقيقة إنه ليحزنني أن الزواج أصبح يرى إليه بعين الشهوة ،،، يا إخواني هو ليس نزوة من نزوات نفس بالسوء أمّارة ،،، هي رسالة و أمانة و استخلاف و توريث ،،، حق وواجب و احترام و إكرام
الكل ينادي أريدها كذا و لا أريدها كذا ،،، أريدها ذات دين ،،، لا أريدها جامعية ،،، أشترط أن لا تملك هاتفا،،، لئن كنت ذو دين فستظفر بإذن الله بذات دين إلا في حالة الابتلاء ، و إن كنت ممن اتّبع هواه وكان أمره فرطا ، فلا تلومنّ إلاّ نفسك ،
و ما بال الجامعية ، وغيرها ، أتقاس التقوى بالعلم أم بالجهل ؟ لا حول و لا قوّة إلا بالله
يا إخواني لئن امتلكت الباءة و كنت ممن يسعى إلى اتقاء الله في الشطر الباقي ، و منّ الله عليك بزوج صالح نقول لك : بارك الله لك وبارك عليك و جمع بينكما في خير
فليعلم الإخوة الأعزاء أنّ لكل نصيب ممّا كسبت يداه ،،، الطيّب للطيّبة و الخبيث للخبيثة و قس على ذلك
ولتعلموا أنّ الزواج كالرزق يأتي به الله من حيث لا نحتسب ،،، فإن أنت جمعت بين الأمرين باءة و علو همّة و تمسك بالدين ، زرقت بخير ولو بعد حين ، و إن كان غير ذلك فلتعتزل ركوب بحر التمنّي فإنه لا ساحل له ،،، و لتعتزل إغراقنا بمواضيع تهيّج النفوس و العياذ بالله
أجدني أحيانا شارد مذهولا ،،، كيف وقد أعطى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حصنا نتحصّن به إن لم نجد للزواج إستطاعة : الصوم ،،، و ما أعظمه من تحصين ، نلجأ إلى تشخيص الداء و الطامة الكبرى معالجته بداء أمر من علقم سابقه
كفّوا هداني الله وإياكم عن هكذا مواضيع ،،، إلا من باب ذكر آداب المعاملة بين الزوجين أو السبل الموثقة لعرى الرابطة الزوجية ، أو لتنبيه الغافلين والغافلات
باسم الأخوة، و غيرها ممّا ينتفع به
أمّا غيرها من تمنية النفس و إثارتها و قذف و طعن في أعراض المسلمين و المسلمات فهذا و الله لهو البلاء المبين ،،، نسأل الله العفو والعافية
تلك مداخل الشيطان إخواني فأوصدوا لها الأبواب و غلّقوها ،،، و خير استعانة و مؤونة لذلك دعاء لله بإصلاح للنفس ، و تثبيت للقلب
فكما الزواج شطر الدين ، و شطره الثاني التقوى
فالصبر نصف الدين ، و نصفه الثاني الشكر
و أختم أن هداني الله و إياكم سبل الرشاد ، وزرقنا و شباب المسلمين و نساءهم أزواجا و زوجات صالحين و صالحات
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته