/ تواصلت التقديرات والتسريبات منذ حلول الذكرى السنوية الرابعة لحرب تموز/ يوليو عن احتمال شن “إسرائيل” حرباً جديدة، ويلقي اشتباك جنوب لبنان الضوء على مدى احتمالية تكرار شن عدوان جديد، وهذا ما تحدثت عنه مصادر “إسرائيلية” بالتصريح والتلميح طيلة العام .
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قالت قبل الاشتباك الحدودي إن “الهدوء السائد في منطقة شمال البلاد مضلل وهشّ ومتوقع اشتعاله” . ونقلت ما جاء في مذكرة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، وهي وثيقة تخطيط لحالة طوارئ بعنوان “حرب لبنان الثالثة- خطأ شائع”، وضعها دانئيل كرتسر السفير الأمريكي السابق في مصر و”تل أبيب” .
ورأى كرتسر أن حرب لبنان الثانية في الواقع معركة ثامنة ضمن حرب لبنان المتواصلة منذ 40 عاما، ورجح أن تشتعل الجبهة بمبادرة حزب الله أو بقرار “إسرائيلي” وهذا معقول أكثر .
وقالت المذكرة إن “إسرائيل” ستتكمن من إيجاد فرصة عملياتية من أجل التحرك في لبنان أو مهاجمة مواقع تدريب وتخزين لحزب الله حتى لو كانت على الأراضي السورية، لضرب القدرة الصاروخية للحزب، من أجل منع إيران من ضربة ثأرية أو لإيجاد محفز وتغطية لاستهداف منشآتها النووية .
وخلافا لمراقبين وخبراء كثر يشكك كرتسر بقدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إحباط مثل هذه العملية أو التأثير في حزب الله، ويقول إن “بوسع الولايات المتحدة إغراء “إسرائيل” بعتاد عسكري أو محفز إستراتيجي لكن ضغوطا سياسية عليها بما في ذلك التهديد بالانضمام إلى قرار أممي يدينها لن يكون مجديا وسيرفض” . وأكد أنه لن يكون بيد البيت الأبيض إنذار مبكر حول الاستعدادات “الإسرائيلية”، واقترح إحياء جهاز مراقبة تفاهمات ما بعد “عناقيد الغضب” . ولا يستغرب كرتسر تشجيعاً أمريكياً لعملية تحييد “إسرائيلية” محدودة ضد أهداف عسكرية، كبديل عن عملية واسعة . ويقول إنه في هذه الحال فإن على الإدارة الأمريكية أن توضح جيدا ل “إسرائيل” حدود العملية وقيودها . وبرأيه فإن عملية “إسرائيلية” محدودة في لبنان أو ضد أهداف حزب الله في سوريا محفوفة بالمخاطر، ومن شأنها تجميد جاهزية السلطة الفلسطينية لمفاوضات مع “إسرائيل”، وتشجيع سوريا على مساعدة جهات معادية لواشنطن في العراق .
المصدر: دار الخليج