سؤال شفوي لنائب تمنراست يثير غضب وزير التربية
بن بوزيد لرئيس مجلس الأمة:أنا لا أحل مشاكل الأشخاص
انتابت حالة من الغضب وزير التربية الوطنية أبو بكر بن يوزيد، أمس، بمقر مجلس الأمة، كادت تتطور إلى مشادات كلامية بين الوزير والنائب مسعود فمامة الذي عقّب على رد الوزير عن سؤاله الشفوي المتعلق بسوء التسيير في مديرية التربية بولاية تمنراست، بأنه غير مقتنع بجواب الوزير الذي غادر سريعا مجلس الأمة.
واتهم النائب مسعود فمامة عن ولاية تمنراست وزارة التربية بممارسة الحقرة على التلاميذ بولاية تمنراست وإهدار خمس سنوات من عمرهم هباء وعدم الاستجابة للكثير من التقارير التي رفعت إلى الوزارة بشأن سوء التسيير وانعدام المعلمين في العديد من مدارس الولاية، وحافلات النقل المدرسي وسيارات المديرية تستعمل في غير محلها، وقال النائب في سؤال شفوي وجهه، أمس، إلى وزير التربية ''نعيش خمس سنوات من سوء التسيير في قطاع التربية في تمنراست، ولماذا تفرضون علينا رجلا لا يحسن التسيير، اسمح لي يا سيادة الوزير أنا أمي لم أقرأ وأخلط العربية، لكن هذه هي الحقيقة''، قبل أن يتحدث لدقائق باللهجة التارفية.
وزير التربية أبوبكر بن بوزيد لم يتأخر في الرد على اتهامات النائب، وسارع للدفاع عن مدير قطاعه في ولاية تمنراست، وأكد علمه بوجود خلافات ومشاكل غير موضوعية بين مديرية التربية وبعض المنتخبين والنواب في الولاية، مشددا على أن تسيير القطاع يعتمد على المعايير البيداغوجية بعيدا عن السياسية التي تبيض أو تسود الأوضاع حسب رغبة كل طرف.
لكن ردود الوزير لم تقنع النائب مسعود فمامة، الذي قال إن رد الوزير ''غير مقنع ولا يمكن أن يقنعه'' ما دفع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح إلى طلب عقد لقاء بين النائب قمامة والوزير أبو بكر بن بوزيد في مكتب هذا الأخير، لكن الوزير بن بوزيد خرج عن دبلوماسيته ورد على طلب بن صالح بالقول ''اسمح لي يا سيادة الرئيس، أنا لا أحل مشاكل الأشخاص ولا أسمح بتدخل المشاكل الخاصة في تسيير التربية، أنا هنا لحل مشاكل المواطنين بموضوعية، وأنا لن أحرر فلسطين وحدي''، قبل أن يطلب بن صالح تهدئة الأمور ومواصلة الحوار بين الوزير والنائب بشكل هادىء، لكن بن بوزيد غادر القاعة مسرعا، ورفض الرد على أسئلة الصحفيين.
عن جريدة الخبر - الصادرة بتاريخ 25/06/2010
إن القراءة الأولية لهذا الخبر توضح أن السيد الوزير صاحب الإصلاحات ، يعاني من الفلتان الإداري داخل جهازه الحصين حيث يدافع عن مدير إتضح بما لا يدع مجالا للشك أنه نموذج للمسير الفاشل ، في الوقت الذي يلوح بعصا الحزم ضد المديرين الذين أفرز تسييرهم الخاطئ انخفاض نسب النجاح في مختلف أطوار التعليم ، لكن الحساسية المفرطة و التي يعاني منها السيد الوزير أفقدته أعصابه حين ووجه بالحقائق على لسان نائب في البرلمان و ممثل للشعب هذا الأخير الذي رفض الوزير مناقشته بدعوى أنه لا يحل مشاكل الأشخاص و كأن السيد النائب هو موظف في قطاع التربية
أو أنه تكلم في مشكلة تخصه .
أما القراءة التي تتجاوز السطح قليلا و تنفذ الى ما دونه فهي أن السيد الوزير يعاني من الزكام السياسي و هو الذي شدد في رده على النائب على أن تسيير القطاع يعتمد على المعايير البيداغوجية بعيدا عن السياسية التي تبيض أو تسود الأوضاع حسب رغبة كل طرف. و هذا الرد "السياسي بامتياز" يوضح أن المشكلة ليست في الطرح و إنما في صاحب الطرح الذي ينتمي الى حزب جبهة التحرير الوطني و الذي حسب ما يفهم من سياق الكلام "يثير حفيظة السيد الوزير الذي ينتمي الى التجمع الوطني الديمقراطي ، فأين المعايير البيداغوجية التي يتحدث عنها الوزير و فوق مكتبه تقارير تثبت أن هذا المدير القابع في تمنراست أبعد ما يكون عن التسيير البيداغوجي .و حتى أمينه العام السيد أبوبكر خالدي أرجع ضعف النتائج بولاية تمنراست الى مشاكل في التسيير
و إذا تجاوزنا السطح و ما دون السطح و نفذنا الى العمق فإن القراءة التي تتبادر الى ذهن أي مواطن يطالع هذا الخبر من ولاية تمنراست هي أن :
- بقاء تمنراست في المرتبة الأخيرة وطنيا و لمدة خمس سنوات متتالية "لاحدث"
- معانات عمال القطاع في هذه الولاية من مشاكل بالجملة سببها سوء التسيير "لاحدث"
- بل إن ولاية تمنراست بأكملها "لاحدث"
هكذا كانت نظرة الكثير من المسؤولين الى هذه الولاية النائية دائما ، و التي يتجرع سكانها الكثير من المآسي من تسلط المديرين و المسيرين .
فهم السيد الوزير في حماية مديره أكبر من إنقاذ ولاية كاملة و شعب وضع أبناؤه قسرا في مؤخرة الترتيب .
و ربما هناك قراءات أعمق و أعمق لكن كلما تعمقت يزداد الإحساس بالمرارة ، و يتلبد الأفق .
يحيا السيد الوزير و يحيا مديره القدير ، و ليذهب سكان تمنراست الى الجحيم