بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله قاهر الجبابرة وكاسر الاكاسرة وقاصم ظهور القياصرة والصلاة والسلام على من
جعل رزقه تحت ظل رمحه وبعد :
هذا هو مصير كل من يحارب رسول الله عليه وآله السلام انظروا معي يا اخوتي ماذا حل بهؤلاء
الذين سخروا من رسول الله عليه وآله السلام
قال الشيخ السعدي رحمه الله " وقد فعل سبحانه وتعالى فما تظاهر أحد يعني بالاستهزاء برسول
الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله "
ولقد جاءت الروايات مبينة لهذا فأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو النعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله
تعالى { إنا كفيناك المستهزئين} ، قال " المستهزئون الوليد بن
المغيرة ، والأسود بن عبد يغوث ، والأسود بن المطلب ، والحارث بن عبطة السهمي ، والعاصم بن وائل ، فأتاه جبريل
فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أريني إياهم فأراه كل واحد منهم ، وجبريل يشير إلى كل واحد
منهم في موضع من جسده ويقول : كفيتك هو ، فأما الوليد فمر برجل بن خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها ،
وأما الأسود ابن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول : يا بَني ألا تدفعون عني ؟ قد هلكت وطعنت بالشوك في عيني
، فجعلوا يقولون : ما نرى شيئاً ، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه ، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح
فمات منها ، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه ، وأما العاص فركب إلى
الطائف فرُبط على شبرقة فدخل من أخمص قدميه شوكة فقتلته ، وكان بعض أعدائه صلى الله عليه وسلم مع أبيه في
سفر ، فنزلوا منزلاً وهم على الشرك ، فقال أبوه للقوم : إني أخاف من أصحاب محمد على ولدي ، إني أخاف من
السباع ، أجعلوا حوله الأمتعة وناموا حوله ، فجاء أسد وهم نيام فشمهم حتى وصل إلى ابنه فافترسه ، وروى أنس
رضي الله عنه أن رجلاً نصرانياً أسلم ، وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي عليه الصلاة والسلام يعني الوحي ،
فعاد نصرانياً فأرتد ، وكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فأدعى أن هذا القرآن منه ، فآماته الله فدفنوه ،
أي " دفنه النصارى " فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا
فألقوه ، فحفروا له فأعمقوا ، فأصبحوا وقد لفظته الأرض لليوم الثاني ، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن
صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فعلموا أنه
ليس من الناس " رواه البخاري ومسلم
كتبها أم الزهراء