عاقبةالسخرية

[المهلهل40]

أمسيات صيفية

تأليف : ب/ ع

مسعد في : جويلية 2006 م

عاقبة السخرية

- تعجب أحدهم من حب واحترام وتقدير الأخوة الكبار لأخيهم الصغير؟
قديما قيل إذا عرف السبب بطل العجب ...قيل أنه هلك هالك وترك لأولاده الثلاثة مالا وفيرا من بساتين، وعقاقير ، وأغنام كثيرة ضاق بها السهل والوهد ، وحسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية اخذ كل واحد منهم نصيبه من التركة....
- كان هؤلاء الأخوة يمارسون تربية الحيوانات ، ويعيشون حياة التنقل والترحال...يرحلون ويقيمون مع بعض ..فهم يتواجدون حيث يوجد الماء والكلأ...
- ذات يوم اتفق الأخوان(الأكبر والأوسط) على السخرية من أخيهم الأصغر حيث اتفقا على إخفاء غنمه في مكان ما ليلا ليريا كيف يكون رد فعله؟ وماذا يمكن أن يفعله؟ ، وعندما يستيقظ ويصاب بالمفاجأة ويسال عما حدث لغنمه أجاباه بعدم معرفة ما حدث....
- في ليلتهما تلك نفذا ما اتفقا عليه حيث أخذوا الغنم إلى مكان آمن حسب ظنهم ,ورجعا وناما دون أن يحس بهما أحد، وما إن بزغ الفجر حتى استيقظ ليصاب المسكين بهول المصيبة التي أحلت به وبغنمه ، وكاد يجن ويذهب عقله أو يصاب بالشلل أيقظ أخويه واخبراهما الخبر ، وراح يروح ويجيء وهو يتمتم بكلام غير مفهوم ، وهما ينظران إليه وهما يظهران حزنهما ،و أسفهما الشديدين ، ويتغامزان ويضحكان خفية ، وفي هذه اللحظات العسيرة مرّت مجموعة شريرة من اللصوص مدججة بالسلاح وانقضّت على الخيام وحاصرتهم وأحاطوا بهم من كل جانب ، وعلى الرغم من مقاومتهم ، تمكن اللصوص من تقييدهم واخذ كل أموالهم ، ولم يتركوا لهم درهما ولا بهيمة ، ولكن لحسن حظهم لم يصب أحد بأذى في نفسه أو عياله ......حقا لقد كانت مصيبتهم في أموالهم كبيرة ، وما إن رحل اللصوص عنهم حتى فكوا قيودهم ، وجلسوا مبهورين مما حصل لهم ....عندئذ تقدم الأخ الأكبر من أخيه الأصغر وضمه إلى صدره هامسا في آذنه : لا تحزن مالك محفوظ ومصون ، لم يتمكن اللصوص من نهبه وسلبه ، فرد متعجبا : وكيف ذلك ؟؟؟!!.
قص عليه القصة ....ثم ارجع الأخوان الغنم لأخيهم وطلبا منه العفو والصفح عما بدر منهما ....فما كان من أخيهم إلا أن يعفو ويصفح عنهما ، وطلب منهما أن يقاسمانه ماله فقبلا بعد إلحاح وتردد شديدين ، ومنذ ذلك اليوم صارا يكنان له حبا عميقا واحتراما وتقديرا عظيمين ......
أيها القارئ الكريم ألا ترى معي انه يستحق هذا الحب وهذا الاحترام وهذا التقدير ؟!!!!.






النهاية

أعاذنا الله وإياكم من السخرية